قال المستشار حسام عبدالرحيم، وزير العدل، الثلاثاء، إن قضية الفتوى الشرعية من الأمور التي تحتل أهمية قصوى في تجديد الخطاب الديني، وأن المجتمع العالمي قد تأذى كثيراً من الآثار السلبية التدميرية التي تسببت عنها موجة الفتاوى المضللة المنحرفة التي تصدر عن أشخاص وجهات غير مسؤولة وغير مؤهلة.
وأضاف «عبدالرحيم»، خلال كلمته في المؤتمر العالمي الرابع الذي تنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التابعة لدار الإفتاء المصرية برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية تحت عنوان «التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق»، أن اختيار المؤتمر لقضية التجديد في الفتوى وتصحيح ما علق بها من تشويهات وتشوهات للتباحث والتشاور كان من التوفيق الكبير.
وأكد أن «ما يرجوه العالم من ذلك المؤتمر يتمثل في أن تتوحد الجهود لبيان الضوابط الشرعية والعلمية للفتوى الشرعية ووجوب قصر ذلك على المؤسسات الدينية المؤهلة لهذا الأمر وضرورة الأخذ على أيدي غير المختصين الذين يعبثون بأمن الأوطان وسلامة المجتمعات من خلال ما يصدرونه من فتاوى شاذة منحرفة لا تعبر عن وسطية ديننا الحنيف»، مؤكداً أن رسالة الإسلام هي رسالة الأمن والسلام والخير والمحبة، لا تعرف عنفاً ولا عدواناً ولا إرهاباً، ولم تعرف البشرية إنساناً على وجه الأرض كان رحيماً حتى بأعدائه الذين حاربوه وآذوه مثلما كان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين.
وأوضح أن ذلك المؤتمر ضمن سلسلة مباركة من الجهود الكبيرة المتواصلة التي تبذلها دار الإفتاء المصرية في مسيرة تجديد الخطاب الديني بقيادة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، مؤكداً أن تلك الجهود تجمع بين الأصالة والمعاصرة وتحقق المحافظة على الثوابت الدينية مع مواكبة العصر الحديث بكل مستجداته وتحدياته.
وأشار وزير العدل إلى أن السنوات الأخيرة شهدت موجة غير مسبوقة من التكفير والعنف والإرهاب في العالم كله، عانت منها مصر وواجهتها بكل قوة وعزيمة وشرف على المستوى العلمي الذي تقوم به المؤسسات الدينية كالأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، وكذلك على المستوى الأمني الذي تقوم به القوات المسلحة، وكذلك رجال الشرطة الشرفاء، مؤكداً أن مصر بذلت ولازالت من دماء أبنائها الشهداء ما سوف يحفظه التاريخ في صحائف من نور.
وتابع: «الواجب على أمة الإسلام أن تدرك بوضوح أنها ليست في وارد الانعزال والتقوقع عن العالم، وليست كذلك في وارد التعايش بصورة مشوهة متعصبة صدرها بعض الجهلاء والمتطرفين عن دين الإسلام»، مؤكداً أنه لا بديل عن التعايش بصورة الإسلام الوسطي السمح، وأن الأمة والعالم كله ينتظر من الحضور أن يحملوا هذه الصورة المنيرة إلى العالم أجمع، متمنياً خروج المؤتمر بتوصيات ونتائج تجدد مسيرة الفقه الإسلامي وتدفع بمسيرة الإفتاء في العالم نحو التقدم والإزدهار لمواكبة تحديات العصر الحديث وفي مقدمتها القضاء على التطرف والإرهاب.