أعلن رئيس الوزراء اللبنانى، سعد الحريرى، أن تشكيلة الحكومة الجديدة ستبصر النور خلال 10 أيام، موضحا أن الوضع الاقتصادى يحتم ذلك، ويفرض على الجميع أن يقدموا بعض التنازلات من أجل المصلحة العليا للبنان، ونقلت صحيفة «المستقبل» التابعة لتيار المستقبل أن الحريرى أشار إلى أنه فى حال قدم اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة، فإنه لن يقبل تكليفه بها مرة ثانية.
بدوره، يرى رئيس مجلس النواب، نبيه برى، أن اقتصاد لبنان «هش للغاية» وأنه حان الوقت لتشكيل الحكومة، وأن يتحمل الجميع مسؤولياتهم بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال برى إن بعض الأطراف رأت «أجواء إيجابية وواعدة» فى المشاورات الجارية منذ أشهر بشأن تشكيل الحكومة، وفق ما نقلت عنه صحيفة «النهار» اللبنانية، وأكد أنه آن الأوان لكى يتحمل الكل مسؤولياتهم من أجل حسم موضوع تشكيل الحكومة، داعيا إلى تواضع كل الأطراف فى التعامل مع عملية التشكيل.
وفيما يتعلق بالتحركات النهائية فى ملف تشكيل الحكومة، قال برى أمام النواب، أمس الأول: إن التردى الاجتماعى والخدماتى ناتج عن عدم تطبيق القوانين، وأكد أن المجلس النيابى سيستمر فى تحمل مسؤولياته والقيام بدوره، لافتا إلى أنه ستكون هناك جلسة تشريعية قبل نهاية الشهر الجارى.
ومنذ إجراء الانتخابات النيابية فى مايو الماضى، تم تكليف الحريرى بإعادة تشكيل حكومة جديدة، إلا أنه لم يتمكن من ذلك حتى اليوم، بسبب المطالب المتضاربة للكتل النيابية والأحزاب التى تمثلها.
من جانبه، قال عضو البرلمان اللبنانى، عن كتلة المستقبل، محمد الحجار، لـ«المصرى اليوم»، إن هناك مؤشرات إيجابية فى التعاطى مع مقتضيات المرحلة من قبل حزب الله وحركة أمل، وباقى التيارات، إلا أن المشكلة الأساسية تكمن فى التيار الوطنى الحر، وحزب القوات اللبنانية، لأنهم يرفعون سقف مطالبهم فى الحقائب الوزارية، أهمها تمسكهم بحقيبة العدل.
وأشار إلى أن الحريرى ينتظر عودة الرئيس اللبنانى، ميشال عون، من الخارج للاجتماع معه فى لقاء مفصلى، لتوضيح الرؤية، من أجل أن يتم التنازل من قبل الأطراف لتمر الأزمة، وأوضح أنه بعد هذا اللقاء سيحدد الحريرى وجهته سواء كانت الاستقالة أو الاستمرار فى منصبه، مؤكدا أن الحقائب الوزارية هى المشكلة فى الأساس، وأوضح: «هناك وزارة الصحة مع حزب الله، ولكن هناك دول ممن تعتبر حزب الله منظمة إرهابية أرسلت لنا رسائل بأنهم لن يتعاملوا مع الوزارات التى بحوزة الحزب، مثل الصحة، التى تدعمها واشنطن ماليا، والولايات المتحدة تهددنا بقطع مساعدات ودعمها الطبى عن وازرة الصحة بسبب حزب الله وهناك مشاورات بسبب ذلك»، وتابع: «هناك مشكلة فى وزارة الدفاع بسبب وزير الدفاع يعقوب الصراف، عضو المكتب السياسى للتيار الوطنى الحر الذى له مشاكل مع رئيس تياره، جبران باسيل، مما يسبب احتقانا بينهم، يؤثر على عمل الوزارة، وهو ما نسعى إلى حله مع ميشال عون لأنه هو من اختار الصراف ليتقلد هذا المنصب»، وأضاف أن النوايا الحسنة موجودة ولكن تذليل العقبات هو الأهم، لترجمة تلك النوايا بخطوات عملية.
بدورها، قالت النائبة فى البرلمان اللبنانى عن كتلة «تيار المستقبل»، رلى الطبش، إن التفاؤل والمهلة التى أعطاها الحريرى لتشكيل الحكومة نتيجة مشاوراته مع بعض الكتل الأساسية التى شكلت عقدة فى الانتخابات النيابية، وللإسراع فى تشكيل الحكومة لأن وضع البلاد الاقتصادى لم يعد يحتمل، وأضافت فى تصريحات صحفية أن عقدة تشكيل الحكومة داخلية بحتة، ولا وجود لأى تدخل خارجى، والحكومة يكون تشكيلها داخليا كما جرى فى الانتخابات.
وحول تصريحات الحريرى بأنه لن يقبل تكليفه مرة ثانية، حال فشله فى تشكيل الحكومة فى الوقت المناسب، أكدت أن هذا الموضوع سيشكل خرابا للبنان،، لافتة إلى أن بقاء البلاد دون حكومة يساهم فى تدهور الوضع الاقتصادى، مشيرة إلى الوضع الأمنى مستتب فى ظل حكومة تصريف الأعمال ولكن الوضع الاقتصادى لم يعد يحتمل الانتظار.
واعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب على عسيران، خلال لقائه مع برى، أن هناك مؤامرة على لبنان واللبنانيين وعلى الاقتصاد فى عدم تشكيل الحكومة، وقال إن هذا لا يجوز لأن لبنان يكفيه من الحروب والمشاكل على أرضه وفى محيطه وجواره منذ 50 عاما، مؤكدا أن الوحدة الوطنية هى الضمانة للبنان، وهى الأهم فى ظل تهديدات إسرائيل.
قال عضو الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية، إدى أبى اللمع، إن هناك مفاوضات مع الحريرى والتيار الوطنى الحر والطائفة المسيحية لإنجاح تشكيل الحكومة. وأشار فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، إلى أن هناك تكتما حول المفاوضات، مؤكدا أن القوات تنازلت عن وزارة من أصل 5 وزارات منذ 3 أسابيع، ولكن لم يجدوا ردا، وأوضح أن المشكلة تكمن فى التيار الوطنى الحر الذى يريد تمثيل الطائفة المسيحية وغير المسيحية، وليست المشكلة عند الرئيس الحريرى. وتواصلت «المصرى اليوم» مع قادة التيار الوطنى، إلا أنهم رفضوا الإدلاء بأى تصريح فى الوقت الحالى، نظرا لحساسية الموقف، على حد قولهم.