فاجأت صحيفة «النهار» اللبنانية، صباح أمس، قراءها بخروجها بدون محتوى مكتوب، ووُزِّعت الصحيفة على الباعة بصفحات بيضاء. لم يكن الأمر خطأ مطبعياً، هو فعل متعارف عليه فى عالم الصحافة للاحتجاج، إلا أن الصحيفة لم تعلن عن أسباب احتجاجها.
ولم تكتفِ الصحيفة بالأبيض فى النسخة الورقية، حيث قامت إدارة الصحيفة بتبييض الصفحة الخاصة بموقع الجريدة على الإنترنت وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعى. وأثار خروج الجريدة بالأبيض جدلاً واسعاً، وتصَدَّر هاشتاج #النهار_بأوراق_بيضاء موقع «تويتر»، وسرعان ما خرجت التكهنات من جانب المثقفين والصحفيين والمهتمين والقراء بأن الجريدة التى اتخذت «الديك» شعاراً لها منذ صدورها فى 1933 لن تصيح بعد اليوم.
وبعد ساعات محدودة خرجت المديرة العامة للجريدة، نايلة توينى، لتوضح الأمر قائلة: «صرختنا اليوم لنقول إن الوضع لم يعد يُحتَمل، وصفحات (النهار) هى صفحات الشعب، وهدفنا دعوة المسؤولين إلى صرخة ضمير». وأعلنت «توينى» إطلاق شعار «نهار أبيض بوجه الظلمة»، متمنية أن يكون إصدار أمس نقطة تحول وناقوس خطر تجاه الأزمات، لافتة إلى أن التفاعل الذى لمسته أكبر دليل على أهمية دور الصحافة.
ودعت المسؤولين إلى تشكيل الحكومة فى أسرع وقت، موضحة أن الأزمة ليست أزمة صحافة فحسب، بل هناك أزمة كبيرة فى البلد، ولابد من التحرك لإنقاذ لبنان.
ونفت «توينى» ما تردد عن أن «النهار» ستُغلق، قائلة: «نحن مستمرون ورقياً وإلكترونياً رغم ما يمر به البلد من أزمات».
وتابعت: «دعوتى لكل صحفى لبنانى إنقاذ لبنان، صار وقت نوعى»، وأضافت: «نحن اليوم منبر لبنانى يحمل رسالة، وأتمنى أن يتحرك الجميع اليوم مع (النهار) بالأبيض».
وقال نديم الجميل، نجل رئيس لبنان السابق، بشير الجميل: «هذه الصرخة تمس كل لبنانى، ونحن اليوم نتضامن مع مشروع (النهار)، وهو الحرية والديمقراطية».