x

البطل الـ«باقي زكي».. 3 ساعات مصرية نسفت 6 سنوات لإسرائيل

الخميس 11-10-2018 20:50 | كتب: عبدالله سالم |
اللواء باقي زكي يوسف، صاحب فكرة تجريف الساتر الترابي بصواريخ المياه في حرب 1973 - صورة أرشيفية اللواء باقي زكي يوسف، صاحب فكرة تجريف الساتر الترابي بصواريخ المياه في حرب 1973 - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

الفكرة لا تموت، والذكرى لا تنمحي مها طال الزمن، والقوات المسلحة المصرية لا تزال تذكر أبطالها، وتستحضر بطولاتهم في كل مناسبة، وفي ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة يجيئ ذكر البطل اللواء باقي زكي يوسف، الذي استطاع بفكرة بسيطة، قوامها الماء، أن ينسف مجهود 6 سنوات من التجهيز الهندسي للعدو الإسرائيلي شرق القناة مع بدء ساعة الصفر في الحرب المجيدة.

أنتجت إدارة الشؤون المعنوية في القوات المسلحة، بمناسبة الذكرى الـ45 لانتصارات أكتوبر المجيدة، فيلمًا تسجيلًا عن البطل الراحل اللواء باقي زكي، عرض في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، ويحكي في 7 دقائق و31 ثانية دورًا بطوليًا، وعبقريًا، بدأ بفكرة بسيطة داعبت رأس الضابط الشاب أمام اصطفاف لقيادة الفرقة 19 مشاة بالجيش الثالث عام 1969؛ لمناقشة سبل مواجهة الساتر الترابي الإسرائيلي العظيم «خط بارليف».

عرض الضابط الصغير فكرته أمام القيادة، وكانت تتمثل في استخدام صواريخ المياه «الطلمبات» لتفتيت الساتر المكون من «كثبان رملية طبيعية ونواتج حفر ونواتج تطهير ممزوجة بمواد أخرى». يقول البطل الراحل: «سبحان الله، سمح بالمشكلة وحط حلها تحتها. أول ما قلت الفكرة قيادة الفرقة كلها بصت لي، قلت لهم: طلمبات ماصة كابسة، تثبت فوق زوارق خفيفة في القنال، تسحب المياه وتضخها على الساتر في الأماكن المطلوب فتح الثغرة فيها».

أخبر البطل قادته بأن الفكرة استخدمت في أعمال بناء السد العالي في أسوان، ونجحت في إزالة 10 ملايين متر مكعب، وانتقلت الفكرة للعرض أمام الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، فأمر بدراستها وتجربتها وتنفيذها حال نجاحها، وبدأت التنجربة الأولى في حلوان سبتمبر 1969 على ساتر ترابي، وتكررت التجربة 300 مرة على جميع أنواع الأراضي وجميع أنواع الطلمبات، وكان آخر بيان عملي على الفكرة في جزيرة البلاح على ساتر ترابي مشابه بالتمام للساتر الإسرائيلي، وفتحت الثغرة في زمن 3:15 ساعة، فتقرر استخدام أسلوب التجريف في فتح الثغرات في الساتر الترابي شرق القناة.

مع بدء ساعة الصفر في الثانية ظهر 6 أكتوبر 1973، بدأت المدفعية المصرية أضخم تمهيد نيراني في تاريخها، وبدأ اقتحام مانع قناة السويس، فيما بدأ المهندسون العسكريون يواصلون تنفيذ أخطر مهمة قتالية لفتح الثغرات في الساتر الترابي، لتتمكن 5 فرق مشاة بكامل معداتها من عبور قناة السويس ويرتفع العلم المصري شرق القناة ويتحقق النصر المبين.

أثبت المهندسون العسكريون تفوق 3 ساعات مصرية على جهود 6 سنوات إسرائيلية، بدأت مع هزيمة يونيو 1967 وسقطت، بالماء، في أكتوبر 1973. هكذا استطاع سلاح المهندسين، بفضل فكرة الضابط الـ«باقي»، تنفيذ الثغرة الأولى في غضون 3 ساعات، وهنا يقول البطل الراحل في مقابلة سابقة ضمّنها الفيلم: «دخلنا الحرب الساعة 2، على الساعة 6 كان مفتوح أول ثغرة، على 10 بالليل كان مفتوح 60 ثغرة من بورسعيد للسويس».

استحق اللواء باقي زكي يوسف نوط الجمهورية العسكري عام 1974، ومنح وسام الجمهورية عام 1984، وفي 23 يونيو 2018 رحل جسده، فيما واصلت روحه تحليقها في سماء البطولة والعطاء. تقول أرملته في الفيلم التسجيلي: «أنا كنت مع إنسان لم يلوث من الأرض، كان إنسانًا ممتازًا، وحكيمًا جدًا. كان يريد أرضنا بأي شكل، كانت مشكلة حياته، والحمد لله اشترك فيها وحرر الأرض».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية