x

محمد البرادعي: أقول للإخوان مدوا أيديكم للاخرين لإنقاذ مصر

تصوير : حسام دياب

الثورة.. ومصداقية الجنزورى تتوقف على تلبية مطالبهم»، بهذه الكلمات تحدث الدكتور محمد البرادعى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية عن موقفه تجاه حكومة الجنزورى الجديدة وذلك أثناء حواره فى حلقة يوم الخميس الماضى، من برنامج «مصر تنتخب» الذى يقدمه الإعلامى مجدى الجلاد على فضائية«CBC».

واعتبر أن المجلس العسكرى لا يؤدى بشكل جيد فى إدارة البلاد وشدد على ضبط مسار أدائه لأن الوطن يدفع الثمن، وعلق على تصريحات اللواء مختار الملا عن صلاحيات المجلس الاستشارى قائلاً: «على المجلس العسكرى أن يتحدث فيما يفهمه»، وذكر أن ذهابه للمشير أو دعوته للقائه مسألة غير مهمة لأن الأهم هو الخوف على مصر من الانهيار.

ووصف «البرادعى» نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات بأنها تعبير عن غياب الديمقراطية خلال الـ60 عاماً الماضية، وقال إن الإخوان لديهم مسؤولية كبرى لأنهم يمثلون الأغلبية على المسرح السياسى ومن الواجب عليهم الفصل بين الدين والسياسة، مشدداً على ضرورة الفصل أيضاً بين الجماعة وحزب الحرية والعدالة.. وإلى نص الحوار:

 

ما رأيك فى تشكيل المجلس العسكرى لمجلس استشارى جديد يضم 30 شخصية لوضع أسس انتخاب رئيس الجمهورية واللجنة التأسيسية لوضع الدستور الجديد، وما رؤيتك لمدى نجاح هذا المجلس؟

- بغض النظر عن أى أشخاص، حيث أكن لهم جميعاً كل احترام، نحن نتحدث اليوم عن سياسات لأن هذا مصير دولة ولابد أن نعى إلى أين نذهب، وأرى أن المجلس الاستشارى دليل آخر على التخبط، وعدم وضوح الرؤية منذ قيام الثورة، وعدم فهم معنى الديمقراطية، والعمل الجماعى بالعقل وليس العواطف.

تردد منذ فترة أن حكومة الدكتور الجنزورى سوف تتولى جميع الصلاحيات التنفيذية لرئيس الجمهورية، وأن البرلمان بعد شهر سوف تنتقل له الصلاحيات البرلمانية من المجلس العسكرى، مع العلم أن الدستور حدد معايير اختيار رئيس الجمهورية، وبالنسبة لمعايير تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور فسوف يدخلنا ذلك فى معضلة كبيرة، لأن الإعلان الدستورى الذى تم تعديله أقر بأن مجلس الشعب هو الذى سوف يختار الـ100 الذين سيقومون بتك المهمة، وبالتالى فإننا سندخل فى صدام جديد، ومنذ يوم فبراير انقسمنا وتخاصمنا وزايدنا على بعضنا البعض فى وطنيتنا، وخربنا البلد اقتصاديا وأمنيا وكل شىء بدلاً من أن نعمل كمصريين، ولذلك لابد أن نعيد النظر اليوم، حتى لا نبنى الخطأ على الخطأ، ولابد أن نعرف كيف نسير للأمام، ولذلك من الأفضل لنا أن يكون هناك مجلس مشترك من العسكريين والمدنيين بدلاً من المجلس الاستشارى، وهو ما طالبت به منذ 5 مارس.

هل ترى أن المجلس الاستشارى المدنى هو استجابة لأصوات سياسية كثيرة لإدارة المرحلة الانتقالية؟

- إذا كنا نصنع الثورة وميادين مصر التى تعد الكتلة الحرجة لقيام الثورة، ومطالبة الشباب ومصر تقريباً بحكومة إنقاذ وطنى ووحدة وطنية، تكون حكومة سياسية تضم كل الطوائف ويرجع فيها المجلس العسكرى للوراء ليترك أهل الخبرة يديرون المرحلة الانتقالية لنصل بمصر إلى بر الأمان، لكنى لا أرى ذلك فهناك شىء خطأ، وتخبط فى كل شىء، والحل الآن ليس فى المجلس العسكرى ولا الحكومة وإنما الحل فى أن تفكر كل القوى السياسية فيما يتفقون عليه بعد الانتخابات، والكرة الآن فى ملعب الإخوان المسلمين، الذين حصلوا عل 40%، كما ينبغى عليهم مد أيديهم لباقى القوى السياسية لبحث سبل العمل لإنقاذ مصر من الانهيار.

وما تعليقك على أن التيار الإسلامى فى تونس أكثر انفتاحاً من التيار الاسلامى فى مصر؟

- هذا حقيقى ولابد أن نعرف أن الإخوان المسلمين أكثر انفتاحا عن التيار السلفى، والإسلام هو إطار نعيش فيه منذ 14 قرناً، وهناك الإسلام المستنير والإسلام المنغلق القائم على التخويف والترهيب، لكننا لابد أن نتواصل مع العالم ولابد أن نرسل رسالة طمأنة للشعب المصرى وللخارج.

كيف ستتمكن جماعة الإخوان، وفقاً لما تتصف به من تركيبة بنيوية وسيكولوجية تعرضت لسياسات القمع والملاحقة، وما لاحظه فيهم البعض الآن من استعلاء - من الانضواء مع القوى السياسية، لوضع الدستور والمبادئ العامة له؟

- هذا هو التحدى الذى يواجه الجماعة الآن، وأطلب من الجماعة أن تنفصل عن حزب الحرية والعدالة، حتى لا ندخل الدين فى السياسة، لأن المرجعية الدينية شىء وإدخال الدين فى السياسة شىء آخر، ولابد أن تتغلب الجماعة على ما تعرضت له، كما أننا نود السير على نهج السلف الصالح، وهذا بالنسبة للسلفيين، لكننا نرى أيضاً وجود تطرف، أرى أن سببه هو الغضب والقمع والتعذيب، لذلك آمل أيضاً أن السلفيين والجناح المعتدل منهم يستمرون فى النهاية كمصريين، واستيعابهم فى العملية السياسية.

رغم مطالبتك بفصل الدين عن السياسة إلا أنه من نتائج المرحلة الأولى للانتخابات يتضح لنا أن هناك دمجا شديدا بين السياسة والدين فى المجتمع المصرى - فما تعليقك؟

- نتائج المرحلة الأولى هى نتاج 60 سنة من غياب الديمقراطية، وذلك لأن الشعب فقد انتماءه للدولة، التى لم توفر له أى شىء على مدار الـ60 سنة تقريباً وبعد ذلك أصبح الشعب يزيد فقراً وقمعاً، وأصبح الشعب ينتمى أكثر للدين، الذى فسره له البعض بشكل معتدل وفسره له آخرون بشكل متطرف، وذلك فى الوقت الذى انحصر فيه دور الأزهر الذى تم تأميمه، وأصبح جزءاً من الحكومة، يضاف إلى ذلك أن 34% من الشعب أمى لا يقرأ ولا يكتب، والطبقة المثقفة والسياسية فقدت مصداقيتها بالكامل، لأنها لم تفعل شيئاً للرجل العادى من 30 سنة.

هل تتفق مع ما يراه البعض من أن ما يعانيه الناس من إحباط ناتج عن أن سقف توقعاتنا بعد الثورة كان عاليا وأن مشاكلنا سوف تعالج فى يوم وليلة، ولذلك نلقى باللوم على من يديرون الأمور الآن؟

- هذا الرأى غير صحيح فأعتقد أن التوقعات ربما تكون كبيرة وأن عملية القصاص ممن أفسدوا الحياة ضرورة، لكننا عندما نجد أننا بعد 10 شهور أصبحنا أسوأ مما كنا عليه أيام مبارك، خاصة من الناحية الأمنية، فأنا لا أفهم، ولا أقبل اليوم عدم وجود الأمن، خاصة أن الجيش هو الحاكم، وقلت قبل ذلك ليس المهم من سيأتى وزيراً للداخلية، لكن الأزمة فى عدم مصداقية إدارة وزارة الداخلية، لدرجة أن البعض ردد أن الوزارة تدار من داخل سجن طرة، وكان لابد من عزل كل من أساء فى الماضى من وزارة الداخلية، وأن نصعد شبابا فى الوزارة وندفع أجوراً إنسانية للضباط، وفى ظل الظروف الحالية أقر بأن الوزارة مازالت تعمل بنفس نظام مبارك، فما جرى بتوقيع كشف العذرية على شابة صعيدية وهى «سميرة» سيظل هذا الشىء فى حياتى، فلا يوجد قانون ولا أى قيمة إنسانية لا قبل ولا بعد ثورة.

لم أتكن هناك أمامك فرصة طوال الفترة الماضية للحوار مع المجلس العسكرى؟

- يوم 11 فبراير قلت «أطلب من الجيش التدخل الفورى لإنقاذ مصر وأن مصداقية الجيش على محك»، وبعدها فى يوم 3 مارس قلت: «خالص تقديرى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة على استجابته لمطالب الشعب»، وكلنا كنا فرحين بالمجلس وتواصلت معه وما قلته الآن أبلغته للمجلس لأن الثورة تعنى أنه لابد أن يكون هناك تغيير فى الفكر وليس فى الأشخاص فقط، وكل هذا لم نجده، فالاقتصاد تراجع فيه معدل الاحتياطى إلى 20 بليونا بعد أن كان 36، وأعلن المشير وكل الاقتصاديين والبنوك أكدوا أن مصر سوف تفلس، وبالتالى هناك شىء خطأ فى الإدارة ولابد أن نستعين بالشعب المصرى والمدنيين، فالمجلس الاستشارى جاء بعد خراب مالطة، وجاء لبناء حاط سد مع البرلمان، وهذا ليس أسلوب.

ماذا حدث فى لقائك مع المشير طنطاوى والفريق سامى عنان بعد أحداث محمد محمود؟

- لقد طلبت المقابلة لأننى وجدت البلد ينهار، وخلال اللقاء عرضت مطالب التحرير بتشكيل حكومة إنقاذ وطنى، يدخل فيها الشباب والإخوان حتى أقصى اليسار، وإلغاء المحاكمات العسكرية، وعمل عزل سياسى للطبقة العليا فى الحزب الوطنى، وكان اللقاء صريحاً وبه مودة، واتصل بى بعدها الفريق سامى عنان، وأكد له تعاونى معهم، خارج أى نطاق رسمى، لأنها بلدنا كلنا، ولابد أن ننجح جميعاً، لذلك أتحدث عن سياسات وليس عن أشخاص.

هل تم طرح خلال هذا الاجتماع أصوات التحرير التى نادت بك لتشكيل حكومة الإنقاذ الوطنى؟

- نعم. تم طرح ذلك، حيت تحدث إلىّ علاء الأسوانى فى الهاتف وكنت وقتها فى منزلى وأكد لى مطالبتهم برئاستى حكومة الإنقاذ الوطنى، كما جاءتنى مئات الرسائل الإلكترونية التى تطالبنى بالنزول للتحرير لإعلان الحكومة، لكننى بالطبع لم أنزل لأننى حريص على مصلحة بلدى، لأن عمل حكومتين متوازيتين يعد انقلاباً على المجلس العسكرى، وهذا ليس فى ذهنى، وكل ما أريده هو أن أرى مصر واقفة على قدميها، وطلبت خلال الاجتماع جمع 4 أو 5 من القوى الوطنية لمعرفة مدى التوافق على أى شخص يرضى به الشعب المصرى، للحد من الاعتصامات التى مازالت تحاصر مجلس الوزراء، التى تسير فى عكس الاتجاه الذى نرغب فيه.

بعض الذين يوجهون لك اتهامات هم بعيدون عن العباسية، هناك أطراف سياسية توجه لك اتهامات كثيرة مثل الدكتور ممدوح حمزة وسليم العوا وهؤلاء كانوا موجودين فى الثورة؟

- أنا مستعد إنى أتقبل أى نقد إذا كان مبنياً على أساس حقائق، إنما إذا كان على أساس أشياء مغرضة، أنا حتى ديسمبر 2009 كنت أيقونة مصر فى جميع الجرائد، لما نزلت بيان قلت فيه لابد من التغيير أصبح البرادعى هو عدو الشعب المصرى، عمرى فى حياتى حتى اليوم ما هارد على هذا، هارد لو النقد موضوعى، أنا رأيى فى هذا «وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما».

اسمح لى أسألك سؤالاً مباشراً: هل أنت مدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية؟

- كتاب سيظهر للنور.. قريباً هو بيكشف قد إيه أنا كان لى خناقات فى مجلس محافظين الوكالة بينى وبين السفير الأمريكى مش فى السر وإنما فى العلن، جانى مرة السفير الصينى وقاللى ده يوم تاريخى إن موظف دولى بياخد على عاتقه إنه يهاجم سفير الولايات المتحدة، خلافات مع سفير إسرائيل، أمس فى جريدة «المصرى اليوم» زميل لى قال إن مسؤولاً إيرانياً قال إننا نصلى لمحمد البرادعى فى المساجد، صعب إنى أكون مدعوم من أمريكا وإسرائيل وإيران إلا إذا كنت عميل مزدوج.

يمكن التخبط اللى حاصل ده واللخبطة اللى إحنا فيها وعدم التقدم إن فيه مشكلة فى خروج المجلس العسكرى من المشهد السياسى؟

- يا سيدى كما ذكرت لك المجلس العسكرى والجيش فى إطار يختلف أداؤه عن المجلس العسكرى فى ظل نظام ديمقراطى، هناك بعض المسائل لابد من مناقشتها، أول شىء أنا قلت لابد إن الجيش يطور أداءه ليكون جيش ديمقراطى» بالطبع ما فيش مصرى مش عايز جيش فى إطار دولة ديمقراطية يكون أقوى وحامى لنا، وأنا متأكد إنه هيطور أداءه، ما فيش مصرى قابلته لا يرغب فى تطوير الجيش لأدائه بما يتواءم مع دولة ديمقراطية، ففى مسألة الميزانية وأنا تكلمت معهم فى هذا وتكلمت علانية فى هذا طبعاً الميزانية، لابد تكون فيها مواءمة بين متطلبات الأمن القومى وإنها ما تكونش بتتذاع فى التليفزيون، والرقابة والشفافية، الدول كلها بتعملها فى لجنة مصغرة، لجنة الأمن القومى، لجنة الدفاع الوطنى، لكن لابد إنه يكون فيه رقابة من جانب الشعب، ولابد يكون هناك مراعاة لمتطلبات الأمن القومى، لما أسمع اليوم اللواء الملا يقول مافيش جيش ميزانيته علانية وده كلام غير سليم أى جيش تفتح النت تعرف ميزانية مثل الجيش الأمريكى بالمليم، وهى بتتناقش فى لجان، لأن فيه رقابة للتأكد إن فيه مصداقية وشفافية ومحاسبة.

اللواء مختار الملا قال فى تصريحات لوسائل الإعلام الأجنبية إن اختيار اللجنة التأسيسية لوضع الدستور ده من اختصاص البرلمان، ولكن يجب وضع ضوابط ومعايير لها تضمن تمثيلها لقطاعات المجتمع المصرى، ما رأى سيادتك فى هذا الطرح، وخصوصاً فى هذا التوقيت بالتحديد؟

- احنا بنتكلم فى وثيقة وضوابط ومعايير من حوالى سنة، أنا طرحت من حوالى 7 شهور وثيقة لحقوق الإنسان غير قابلة للتعديل أو التبديل، اللى كانت بالمناسبة موجودة فى دستور 54 اللى اتعمل بعد الثورة، وعمله طه حسين، وعبدالرزاق السنهورى، وعبدالرحمن الرافعى، عمالقة مصر، ولا حد انتخبهم، ولا حاجة، اتعينوا وعملوا لجنة الخمسين، وأعدوا دستور من أعظم دساتير مصر، ليه لأن كان عندنا ثقة فى بعضنا، دلوقت دخلنا فى موضوع المعايير كل واحد دخل فى الخندق بتاعه وخايف من التانى، الإخوان لو هييجوا يعملوا لنا دستور زى بتاع إيران، الإخوان بيقولوا لو الليبراليين والجيش عملوه هيشيلوا لنا المادة 2، يعنى لو قعدنا مع بعض واتكلمنا فى التفاصيل هنكتشف إن خلافاتنا وهمية، وطبعاً لابد إذا أخدنا بالإعلان الدستورى، لابد إن البرلمان هو اللى يكون له اليد الطولى فى إنه يضع المعايير الخاصة باختيار اللجنة، إنما الحل زى ما أنا قلت أنا باطلب مرة أخرى من القوى الوطنية، أولاً القوى الإسلامية بقيادة الإخوان المسلمين أن يجلسوا مع باقى القوى الوطنية والمجلس العسكرى، ويتفقوا على الدستور وسوف يكتشفون أن الخلاف هو خلاف وهمى، الدكتور محمد بديع بيتكلم عن المادة 2، وعندما نتحدث عن الدولة المدنية نحن لا نقصد دولة عسكرية، أو دولة إسلامية كلنا نتحدث عن مدى قدرة الدولة على التدخل فى حياة الشعب، العلاقة بين القانون والقيم والعادات والتقاليد، محمد بديع قال كما ذكر الغنوشى، قال الدولة لا يجب أن تتدخل فى خصوصيات الإنسان، وإلا ستتحول الدولة إلى مجموعة من المنافقين وليس مجموعة من المتدينين، وهذه كلها مسائل بنتكلم عليها على أساس التوعية، الإنسان علاقته فى النهاية بينه وبين ربه، بعض السلفيين يتحدثون عن تطبيق الحدود، وكنت سمعت المفتى يقول مرة إن هناك حدوداً لم تطبق من 1200 سنة، لأسباب كثيرة.

هل هناك مفارقة فى أن الفقراء هم الذين اختاروا الإسلاميين فى الانتخابات؟

- لم يكونوا يملكون بديلاً، عندما زرت عشوائية من العشوائيات قالوا لى إنت أول شخص تزورنا، لم نر غير الإخوان المسلمين، والطبع من الطبيعى إنه يصوت للإخوان المسلمين، أو عنده شيخ سلفى يتحدث معه ويقول له إن هذا هو السلف الصالح، من الطبيعى لذلك كل القوى المدنية لابد أن تراجع نفسها. من وجهة نظرى مصر مكونة من فصيلين: 10% اللى هو أنا وأنت والناس التى تعيش فى المدن أساتذة الجامعات، و90% يعانوا، ومشاكلهم ليست هى الدستور ومعايير اللجنة، مشاكله هى زوجته التى لا تعالج، أنبوبة الغاز التى تباع بخمسين جنيهاً، ويدفع دروساً خصوصية 350 جنيهاً، هى دى مشاكله، عايز يسكن ويتعالج ويتعلم ويحيا حياة كريمة، أما الـ10% التى تتنازع على الدستور فليست هى مصر، يجب أن يشعر الـ 90% إن قلبى عليهم وإنى أخاف ربنا، ودعك مما نقوله، نحن نتحدث عن الدين ولا نمارسه، أنا أول واحد أقول تعال نطبق المادة 2، المساواة والحرية والتضامن الاجتماعى والرحمة والمحبة والصدق والأمانة.. أين هى؟!.

هل أزعجتك نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات؟

- اتفاجئت لكن ما اتخضيتش، لأنه لم يكن لدينا أى استدلالات علمية من العدد وبعض التصريحات، ومن أجل ذلك قلت لابد إن الإخوان يظهروا إن هذه التصريحات متطرفة، كل المجتمعات فيها تطرف، إنما عندما أسمع شخصاً يقول إن أدب محفوظ دعارة، أو إن الديمقراطية كفر فيجب أن يظهر التيار الإسلامى كله أن هؤلاء لا يمثلون التيار الأساسى فى كل دولة، يجب أن يظهر التيار الإسلامى للخارج أنه تيار معتدل.

متى بكيت من الهجوم عليك أثناء العمل العام؟

- لم أبك طيلة حياتى من الهجوم علىّ لأننى أعى أن الحق سوف ينتصر، ولم أسلم من الإسلاميين ولا الليبراليين، وهذا يزيدنى إصراراً، وما يبكينى هو رؤية والدتى أو حفيدتى، لأن العمل العام قد يشغلك حتى عن أى وقت لتمرض أو تقلق، مما هو شائع أنه ترفيه، ومجرد عيش فى القصور، كما أُعلن استعدادى للانسحاب من ساحة الترشح لرئاسة الجمهورية فى حالة ترشح شاب لهذا المنصب، لأن الثورة فجرها الشباب وليس الجيل القديم.

بماذا ترد على من يقولون إن من يعملون فى العمل العام عليهم الاستغناء عن جزء من سمعتهم الشخصية؟

- بالعكس، لأن الهجوم يقع حتى على الملائكة، وبوصلتى هى أن أنظر فى المرآة فى نهاية اليوم وأرى ضميرى مرتاحاً.

ما طبيعة علاقتك بأسرتك الكبيرة؟

- والدى توفى عام 76، وكنت أباً لإخوتى الذين رحل عنهم والدهم وهم فى المرحلة الجامعية، كما أن الفارق بينى وبين والدتى 17 عاماً، وعلاقتى بها هى علاقة قوية كأم وأخت، وربيت معها إخوتى، وما يتبقى لك هو العاطفة الإنسانية والروحية، التى تربطك بعائلتك وأصدقائك، ولا يبقى للمرء بعد وفاته سوى الذكرى الطيبة.

وماذا عن علاقتك بأولاد العم؟

- علاقتى بهم جيدة وإن كانت غير متواصلة بالدرجة بسبب كثرة السفر، وجزء كبير منهم يسافر، وأقابلهم فى الخارج، كما أن أصدقاء الطفولة كما هم.

ما أول شىء ستفعله إذا أصبحت رئيساً لمصر، وكيف ستتعامل مع برلمان أغلبه إسلاميون؟

- التيار الإسلامى ليس بعبع، لكن الإطار لابد أن يكون معتدلاً، وأثناء عملى فى الوكالة اتفقت واختلفت مع الكثيرين، لكنهم يعرفون أننى فى النهاية صادق ومحايد وأقول الحق.

وفى حالة اختيارى رئيساً للجمهورية سوف أقوم بعمل أول مؤتمر صحفى من عشوائية، «إسطبل عنتر» كانت أول عشوائية قمت بزيارتها، كى أقف على وضع البلد الذى توليت رئاسته، ثم أعرض ما أنوى القيام به، لتكون ليدك مصداقية وشفافية، خاصة أننى لن أعمل على حدة، وسوف يصبر عليك الشعب المصرى إذا ما عرف أن قلبك عليه وأنك رجل تخاف الله.

ماذا تقول للمشير طنطاوى؟

- أقول له لقد حميتم الثورة، لكنكم بحاجة لتصحيح المسار، ونود أن نراكم فى النهاية ونحن نضرب لكم تعظيم سلام، لأنكم وضعتم مصر على الطريق الصحيح.

ماذا تقول للدكتور الجنزورى؟

- ربنا يوفقك، ويكرمه، لأن نجاحه من نجاح مصر، لأنه كما قال لن يقدر على حملها لوحده.

وبالنسبة للواء محمد إبراهيم يوسف وزير الداخلية؟

- أنا لا أعرفه، لكن الداخلية ليست شخصاً وإنما مؤسسة، والداخلية بحاجة إلى أن تهدم ويعاد بناء أمن غير موال للنظام، لحماية الشعب، وأتمنى أن يعى وزير الداخلية ذلك.

والدكتور محمد بديع مرشد الإخوان؟

- أقول له: لديكم حمل كبير الآن، فمنذ 80 عاماً وأنتم تُعذبون وتُعتقلون مثل السلفيين، الذين دافعت عنهم كثيراً، والإخوان أنتم الأغلبية الآن، ولابد أن تكونوا قدوة لباقى الدول الإسلامية، ولابد أن نركز على ما يجمعنا وما يجمعنا كثير، على عكس ما يفرقنا، لأن كل ما يفرقنا تفاهات.

محمد سليم العوا؟

- هو رجل مفكر إسلامى آمل أن يستمر فى الدعوة للإسلام الوسطى، وأتمنى له النجاح.

والدكتور ممدوح حمزة؟

- لقد ادعى علىّ ادعاءات لا أساس لها من الحقيقة، وكل ما أقوله له اتق الله.

المواطن المصرى؟

- هو من يهمنى، وأقول له إن الثورة ستنجح ولن تعود للوراء، ولقد تم كسر حاجز الخوف، وحريتك ستعود لك، وستتحقق لك العدالة الاجتماعية، لا تقلق، لكن تعلم واعمل، وتعلم ثقافة العمل الجماعى، وافهم أهمية تحكيم العقل أكثر من العواطف، وأنتم كمصريين ليس بكم عيب، خاصة إذا ما تم وضع المصرى فى المناخ السليم.

وماذا تقول للبابا شنودة؟

- ساعدنا على حل مشكلة التمييز الطائفى، ولابد ألا نخفى رؤوسنا كالنعام، وأعلم أن المشكلة فى الدولة، التى لابد أن تكفل لكل مصرى الحق والحرية والعدالة، وليس من دور الأزهر أو الكنيسة لعب دور سياسى، فالدين أرقى وأعلى بكثير من السياسة.

شباب التحرير؟

- أنا فخور بكم، وأنتم أيقونة مصر وقادتها ومستقبل مصر.

ما أكبر خطأ قمت به منذ عودتك لمصر؟

- لا أعتقد أننى أخطأت فى شىء، وقلت لشباب الثورة: لست فرعون، وأنا أحاول تغيير فكر.

وفى نهاية الحلقة وجّه «الجلاد» سؤالا حول الرسالة التى يريد توجيهها للمشير طنطاوى؟

- فرد «البرادعى»: أقول له إن مسار أداء المجلس العسكرى «مش مظبوط» ويحتاج إلى تعديل. وقال موجها كلامه لممدوح حمزة عن الاتهامات التى وجهها له قائلا: «اتق الله».

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية