بعد أكثر من 20 عاما من الاقتتال الدامى بين إثيوبيا وإريتريا، أسدل الستار مساء أمس الأول فى مدينة جدة السعودية على الصراع الإثيوبى - الإريترى، إذ وقع الرئيس الإريترى آسياس أفورقى، ورئيس الوزراء الإثيوبى أبى أحمد، اتفاقية جدة للسلام، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، ووزير الخارجية الإماراتى عبدالله بن زايد آل نهيان، وتعهد الجانبان بإقرار السلام وتعزيز علاقات السلام والصداقة والتعاون بما ينعكس إيجابا على استقرار المنطقة. وقلد الملك سلمان زعيمى البلدين وسام الملك عبدالعزيز.
أعربت مصر فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، أمس، عن ترحيبها بالتوقيع على اتفاقية جدة للسلام، وثمنت الجهود المقدرة لخادم الحرمين الشريفين فى رعاية الاتفاق، وأكد البيان أن توقيع الاتفاق يمثل تطورا مهما فى منطقة القرن الأفريقى والقارة بأكملها، لما ينطوى عليه من إنهاء وتسوية للنزاع بين البلدين الشقيقين، والذى امتد لسنوات طويلة، مشيرا إلى تطلع مصر إلى تعزيز دعائم الأمن والسلام والاستقرار فى القرن الأفريقى لما فيه مصلحة شعوب المنطقة.
ويعود الصراع فى المنطقة إلى مطلع ستينيات القرن الماضى عندما خاضت إريتريا حربا فى سبيل الاستقلال ضد الحكم الإثيوبى فى عهد الإمبراطور هيلاسلاسى واستمرت حتى عام 1991، عندما سقطت الجبهة الشعبية الثورية التى يقودها منجستو هايلى مريام، عندما تحالف عدد من المجموعات المتمردة تحت قيادة الجبهة الشعبية لتحرير «التجراى» وتمكنت من إسقاط الحكومة فى أديس أبابا عندما تولى رئيس الوزراء الراحل، مليس زيناوى الحكم بجانب رفيقه فى الحرب آسياس أفورقى الذى قام بتشكيل حكومة مؤقتة فى أسمرا لحين إجراء الاستفتاء، الذى أعلن عام 1993 قيام دولة إريتريا، واعترفت بها الحكومة الإثيوبية، وانضمت رسميا للأمم المتحدة، ولكن سرعان ما اشتعلت الحرب بين البلدين فى صراع حدودى على قرية ديمبى، واستمرت 20 عاما أودت بحياة 100 ألف قتيل من الجانبين، وكبدتهما خسائر بأكثر من 6 مليارات دولار.