أكدت دورية (آفاق عربية) التي تصدرها الهيئة العامة للاستعلامات في عددها الجديد أن مسؤولية انتهاك التراث الثقافي في عدد من الدول العربية هي مسؤولية تقع على عاتق جميع الأطراف المتنازعة، وأن الآثار هي تراث عالمي قبل أن يكون تراثاً وطنياً، وجميع الدول والشعوب ملزمة أخلاقياً وقانونياً وقضائياً بالحفاظ على هذا الموروث من النهب والتدمير والسرقة وتوجيه الضربات العسكرية إليه، وأوضحت الدورية- التي خصصت دراسة شاملة ومتكاملة عن دور القانون الدولي الإنساني في حماية التراث والأعيان الثقافية بالتطبيق على الحالة السورية – أن هناك ضرورة ملحة لاستصدار قرار دولي من مجلس الأمن يحرم الاتجار بالممتلكات الثقافية في الدول العربية التي تعاني ويلات الحروب، وتعزيز الجهود لإعادة الممتلكات الثقافية إلى بلادها الأصلية في حالة الاستيلاء غير المشروع عليها، وتدعيم التعاون مع اليونسكو والمجلس الدولي للمتاحف والإنتربول الدولي والمنظمة العالمية للجمارك والبعثات الأثرية الدولية لتبادل المعلومات المتعلقة بالممتلكات الثقافية المنهوبة والأضرار التي تصيب المواقع الأثرية.
وصرح الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، بأن العدد الجديد من الدورية جاء متزامناً مع ما تشهده المنطقة العربية من أحداث وتطورات، حيث تضمن الملف الرئيس في الدورية القضية الأهم والأبرز على الساحة العربية، وهي قضية «عروبة القدس» التي تمت مناقشتها من خلال العديد من المحاور، منها مراحل التطور الاستيطاني في القدس والمحاولات الإسرائيلية لتهويد المدينة المقدسة، ودلالات وتداعيات قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس، والذى جاء مخالفًا للإجماع الدبلوماسي الدولي وخارجًا عن النص الذي تبنته الإدارات الأمريكية السابقة، وتأثير هذا القرارعلى الوضع النهائي لتسوية قضية القدس، وسيناريوهات حلها.
وأضاف رشوان أن الدورية تضمنت العديد من الدراسات والتقارير والمتابعات، حيث تناولت بالدراسة والتحليل وضع قضايا الشرق الأوسط في «استراتيجية الأمن القومى الأمريكى» التي تحدد أولويات وترتيبات السياسة الأمريكية الجديدة في ظل ظروف دولية شديدة الاضطراب، وما تنبئ عنه تلك الاستراتيجية من خطط وإجراءات للتعامل مع قضايا شائكة مثل الإرهاب، والعلاقات مع إيران، والقضية الفلسطينية، والموقف من تركيا، مشيراً إلى رصد الدورية بشكل علمي الدور الذي تقوم به المنظمات الدولية في التسوية السلمية للأزمة السورية ومسار مباحثات جولات جنيف وأستانة، وما أسفرت عنه تلك الجولات من نتائج، وعلى الصعيد الاقتصادى تناقش الدورية مشكلة الغذاء في البلدان العربية وتحديات تحقيق الأمن الغذائي العربي.