بمجرد أن استمع الطفل «كريم حمدى» إلى استغاثات سيد عيد، سائق الـ«توك توك»: «الحقونى مخطوف.. وهيسرق منى التوك توك»، لم يكن من الطفل صاحب الـ12 عامًا إلا أن صعد درجات سلم منزله فى سرعة، وأجرى اتصالاً بمالك العقار الساعة الـ 3 فجر أمس الأول: «الحق يا عمو سالم.. واحد مخطوف فى شقة عمرو بالدور الأرضى».
كان عمرو أحمد، العامل بمحل كبابجى، اصطحب سائق التوك توك إلى شقته فى منطقة بولاق الدكرور جنوب الجيزة، بعدما أوهمه بالكيف، قائلاً: «معايا سيجارتين استروكس نار».
وحكى يوسف عادل، الذى يقطن بالعقار محل الجريمة، لـ«المصرى اليوم»، أن المتهم والمجنى عليه مدمنان للمواد المخدرة، متابعاً: «بعد جريمة قتل السائق.. دخلت الشقة والجيران وعثرنا على بقايا سرنجات وأعقاب سجائر كانت محشوة بالمخدرات».
لاحظ «عادل» من شرفة شقته بالطابق الثالث قيادة المتهم «عمرو» لـ«التوك توك» الذى يمتلكه المجنى عليه، واسترجع المشهد وهو يتمتم: «كتّف (سيد) من رجليه وإيديه، ووضع بلاستر على فمه، وقاد المتهم الدراجة البخارية إلى منطقة الرشاح لإخفائها وعدم لفت انتباه الجيران إليها».
سرعان ما عاد المتهم «عمرو» إلى شقته مسرح الجريمة، لكن هالته أصوات الاستغاثة التى خرجت من بين شفتى المجنى عليه: «الجو كان ليلاً والصوت بيرن»، ويؤكد «عادل» أن المتهم خاف افتضاح أمره: «نصب مشنقة بجنش إلى جوار حجرة تطل على منور العقار، قبل أن ينفذ حكم الإعدام فى (سيد) بطعنه نحو 10 طعنات».
يسحب «عادل» نفسًا من دخان السيجارة التى أشعلها لتوه كأنه يحاول أن ينسى حلمًا يزوره فى الكوابيس: «(عمرو) رفع جثة (سيد) على المشنقة وأشعل النيران بها.. حتى تفحم اللحم تمامًا».
اكتشف الجيران ومن بينهم محمود صبرى رائحة دخان تسللت من شرفة منور العقار، فعندما سألوا «عمرو» عن سبب الرائحة «الدخان طالع من شقتك»، أجابهم المتهم - بحسب «صبرى» - بقوله: «النيران اشتعلت فى بطانية بشقتى يا جماعة».
كان جابر عطية، المحامى وأحد أقرباء مالك العقار، حضر إلى العقار برفقة 4 أشخاص، بعد اتصال الطفل «كريم» بصاحب المنزل العم «سالم» لإخباره باستغاثات المجنى عليه، فأجبروا المتهم «عمرو» على فتح باب الشقة ليكتشفوا الجريمة: «لقينا جثة سائق التوك توك، وقد أكلتها النيران ورائحتها تزكم الأنف».
ووفقًا لـ«صبرى»، الذى يبلغ من العمر 50 عامًا، وهو أقدم قاطنى العقار: «المتهم استأجر الشقة من حوالى 5 أشهر فقط، وكان فى حاله لا يلقى سلامًا على أحد، ولا نعرف عنه سوى عمله فى محل الكبابجى».
الغموض الذى أحاط بسبب الجريمة سرعان ما بددته اعترافات المتهم أمام فريق نيابة بولاق الدكرور وأجهزة الأمن: «أنا قتلته لأنه ارتبط بعلاقة مع مراتى.. ولأجل تلك العلاقة طلقتها من 15 يومًا».
حضرت «طليقة» المتهم إلى مسرح الجريمة، عقب إلقاء القبض عليه، وقالت لفريق البحث الجنائى: «إنها تزوجت من (عمرو) قبل 10 سنوات، وأنجبت منه 3 أطفال، وهو شديد الغيرة عليها، وقتل سائق التوك توك بزعم وجود علاقة غير شرعية بينهما».
«سلوك عمرو تغير، ولم ينتظم فى عمله، وكثيرًا ما كان يترك العمل بحجة توصيل طلبات للزبائن بنفسه».. يكشف صاحب محل أبوحمادة الكبابجى، الذى كان يعمل به المتهم، أن «الأخير» كان يصاحب المجنى عليه فى كل مشاويره لتوصيل المأكولات «عمل صداقة الأول مع سائق التوك توك ليطئمن له، وبعدين استدرجه إلى شقته لتنفيذ جريمته».