«هعدِّى على أبويا فى الورشة قبل ما أطلع الشغل» سيناريو يومى اعتاده سامى سعيد، 22 عاماً، قبل انطلاقه بـ«التوك توك» ليبدأ رحلة العمل، إلا أن ما طرأ أمس الأول أجبره على تغيير السيناريو، فالشاب العشرينى تشاجر مع 3 أشقاء وأبناء خالتهم، رافضاً بيعهم المخدرات أمام منزله فى منطقة كفر السليمانية فى الوراق بالجيزة، لينتهى المشهد بذبح «سامى» أمام أعين والده وشقيقه الأكبر.
كان الأب «سعيد»، 60 عاماً، فى انتظار ابنه سائق «التوك توك» كعادته داخل ورشته لتصليح السيارات، بالقرب من منزله، وفوجئ، كما يروى لـ«المصرى اليوم»، بنشوب مشادة كلامية بين ابنه و«مندو الونش»، حيث يقول: «ابنى قال له اترك المنطقة، وبيع مخدرات بعيد عنّا».
هرول الرجل الستينى ناحية ابنه «سامى» لينهره ويفض الاشتباك اللفظى: «قلت لابنى خلاص روح الورشة، واتصلت بأخو (مندو) الكبير (عبدالله)، وشكوت له سلوك شقيقه».
لم يتوقع «سعيد» أن سيناريو الحادث الذى قال عنه إنه لم يشاهده فى أفلام السينما سيسير على هذا النحو: «(عبدالله) خدعنا، وليتنا ما شكونا إليه»، متصوراً أن نجاة ابنه من الموت كانت ستحدث حال تغاضيه عن الشكوى: «يمكن ابنى مكانش اتدبح».
للوهلة الأولى تصور والد «سامى» أن صلحاً سيتم بين نجله و«الونش» عندما حضر «عبدالله»: «جاء الأخ الأكبر لـ(مندو) مبتسماً، وانتظر لحين حضور شقيقيه (مندو) و(إبراهيم) وابن خالتهم (ميشو) لينفذوا جريمتهم البشعة».
أخرج المتهم «عبدالله» سلاحاً أبيض «مطواة» من بين طيات ملابسه، كما يقول والد المجنى عليه، ليذبح الشاب «سامى»: «قطع رقبة ابنى فى دقيقة، ولاذ المتهمون بالفرار».
كان «جمال»، شقيق المجنى عليه، حسبما يروى، يحاول إنقاذ أخيه عندما تكالب عليه المتهمون الـ4، وطرحوه أرضاً، لكنه لم يتمكن: «الكثرة غلبت الشجاعة».
يتألم والد وشقيق سائق «التوك توك» كثيراً عندما يستحضران فى ذهنهما الطريقة التى قُتل بها الشاب العشرينى: «سامى مشى ثانية واحدة على الأرض بعد ذبحه، ووقع مثل فرخة ولفظ أنفاسه»، وأضافا: «المتهمون فروا ورددوا: قتلناه!».
بكى الأب كثيراً بين جمع من الناس جاءوا لتعزيته: «هاخد عزا (سامى) لما قاتل ابنى ياخد إعدام»، هكذا كرر الرجل الستينى عبارته تلك، مشدداً على أخذ حقهم بالقانون: «عاوزين القِصاص العادل، لأن ما حدث قتل عمد».
«عريس الوراق» «الشهم».. لقبان حازهما المجنى عليه، فكما قال خالد عيسى، أحد الجيران، إن «سامى» مات كونه شهماً: «المتهمين ضايقهم اعتراض الضحية على بيعهم المخدرات بالشارع».
يؤكد «عيسى» أن الحادثة تمثل ألماً لكل أهالى المنطقة: «استقبلنا عيد الأضحى بذبح الشاب (سامى)»، مشيراً إلى أن المجنى عليه كان يستعد لخطبته خلال أيام.
يشكو العديد من الأهالى بيع المخدرات بنهر الطريق العام فى منطقة الوراق: «بنخاف نمشى بعد صلاة المغرب، خصوصاً مع النساء والفتيات».