x

على جبل النور.. حجاج يتلمسون درب النبى محمد إلى غار حراء

الثلاثاء 21-08-2018 04:48 | كتب: وكالات |
الحجاج الحجاج تصوير : اخبار

يتوافد حجاج بيت الله الحرام، فى مكة المكرمة والمدينة المنورة على الأماكن المقدسة لأداء شعائر الحج، ويتصدر غار حراء فى جبل النور المطل على مكة قائمة الأماكن التى تشهد إقبالا من الحجاج.

ولا يفوت الحجاج فرصة وجودهم فى مكة لزيارة الغار الذى نزل فيه الوحى على النبى محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان فى سن الأربعين عاما بعد اعتكاف فيه دام قرابة عامين، متحملين عناء شديدا، لصعوبة الوصول إلى الغار الذى لا بد من الصعود إليه سيرا على الأقدام لمدة لا تقل عن الساعة.

ومع أن جبل النور الذى تحتضن قمته الغار، يبعد عن مكة المكرمة حوالى 5 كيلومترات إلا أن الحجاج يفضلون زيارته قبيل صلاة الفجر لأداء الصلاة فيه أسوة بالنبى محمد، ويتمتعون بإلقاء نظرة على الحرم مع إرسال الشمس أشعتها الأولى مع الصباح.

ويشهد الجبل فجر كل يوم صعود أعداد كبيرة من الحجاج الراغبين فى أداء صلاة الفجر بالقرب من المكان الذى نزلت فيه أولى كلمات الوحى.

وينطلق هؤلاء الحجاج فى رحلة تسلق صعبة تستمر حوالى ساعة، فى مسار لا يتسع سوى لشخص واحد، سالكين ذات الطريق الذى سلكه النبى محمد قبل أكثر من 1400 عام للوصول إلى غار حراء الواقع على ارتفاع نحو 642 مترا. وقبل نزول رسالة الإسلام، كان النبى محمد يتردد على هذا الغار الصغير، للاختلاء بنفسه لفترات كانت تصل فى بعض الأحيان إلى شهر.

وغار حراء هو فجوة فى الجبل، بابها نحو الشمال، طولها 4 أذرع وعرضها ذراع وثلاثة أرباع، ويمكن لخمسة أشخاص فقط الجلوس فيها فى آن واحد. والداخل لغار حراء يكون متجهًا نحو الكعبة كما يمكن للواقف على الجبل أن يرى مكة وأبنيتها.

وسمى بهذا الاسم لظهور أنوار النبوة فيه، وينحدر انحداراً شديداً من 380 متراً حتى يصل إلى مستوى 500 متر، ثم يستمر فى الانحدار على شكل زاوية قائمة حتى قمة الجبل وتبلغ مساحته 5 كيلو مترات و250 متراً مربعاً وتشبه قمته سنام الجمل.

والغار عبارة عن فجوة فى أعلى جبل النور، مدخله نحو الشمال بطول 4 أذرع وعرضه أقل ذراعين.

ويقول محمود (68 عاما) وهو أمريكى من أصل هندى جاء إلى مكة لأداء مناسك الحج، فى تصريحات لوكالة «رويترز»: إن هذا شعور لا يوصف، شعور غامر إذ نرى كيف كان تأثير النبى على هذا العالم، هذا هو المكان الذى بدأ فيه كل شىء، إنه مكان متواضع للغاية، فلا يمكنك حتى الوقوف هناك، ويقول الحجاج الذين يزورون الغار إنه على ارتفاع شاهق لذا يجب أن تكون على دراية بدرجات الحرارة، لقد بدأنا فى وقت مبكر للتأكد من أننا نتجنب درجات الحرارة المرتفعة، عليك أن تجلب ما يكفى من الإمدادات وأن تكون على علم بارتفاع الجبل. لكن يجب أن تكون حذرا حتى لا تنزلق أو تسقط.

ورغم أن زيارة غار حراء ليست جزءا من مناسك الحج ورغم صعوبة صعود الجبل، يحرص بعض الحجاج على القيام بهذه الرحلة الشاقة إلى الغار كى يتلمسوا خطى الرسول ويروا المكان الذى نزل فيه الوحى عليه.

وقال الحاج عبدالله (40 عاما) من الصومال أثناء تسلق الجبل للوصول إلى الغار: «أنا هنا لزيارة جبل النور. أنا سعيد حقا لأنها المرة الأولى. سوف أذهب إلى هناك فى الغار لأداء الصلاة».

محمد رحيم (37 عاما) نيوزيلندى من أصل باكستانى جاء مع زوجته لأداء مناسك الحج، وقال بعد أن وصل إلى قمة جبل النور: «هذه المرة الأولى التى أصعد فيها الجبل وهو أمر يمثل تحديا لكننا قمنا به الحمد لله. شىء عظيم أن نمر بما قام به النبى فى هذا الجو».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية