أخيراً تحقق حلم أبناء سوهاج بافتتاح متحف المحافظة القومى بموقعه المتميز على النيل، والذى كان مطلباً ملحاً، بعد تأخر إتمام تنفيذه لمدة زادت على ربع قرن من الزمان، تحول خلالها الجسم الخرسانى لمبنى المتحف إلى بيت للأشباح، ومأوى للكلاب الضالة، وجحورا للفئران، وكأن «لعنة الفراعنة» قد حلت بمبانيه، حتى جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى ليعطى توجيهاته الصارمة بإنهاء جميع المشروعات السياحية المتوقفة بمحافظات الصعيد، ومنها متحف سوهاج، والذى أقيم ليعرض آثار المحافظة المكدسة فى المخازن، ويضعها على خريطة السياحة العالمية، ويحقق نهضة سياحية بها، ويوفر العديد من فرص العمل لأبنائها.
وبدأ إنشاء المتحف فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وتعاقب عليه 5 رؤساء للجمهورية، و15 حكومة، و12 محافظا، خلال 38 عاما.
وقال الدكتور أيمن عبدالمنعم، محافظ سوهاج، إنه تم الاتفاق على إقامة المتحف فى عام 1980 خلال عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات لعرض آثار المحافظة الهامة، وتم اختيار مكان المتحف بجوار نادى الشرطة الشرقى على النيل، بمساحة 8700 متر مربع، وقام الدكتور عبدالحميد رضوان، وزير الثقافة- آنذاك- بوضع حجر أساس المتحف، لكن لم يتم البدء فى المشروع لمدة 10 سنوات بعد تولى الرئيس محمد حسنى مبارك، بسبب الخلاف على الموقع المختار للمشروع.
وتابع «عبدالمنعم»: «فى عام 1989 صدر قرار المحافظ اللواء حسن الألفى وقتها، رقم 173 لسنة 89، بتخصيص مساحة 5600 متر مربع للمتحف فى موقع متميز على الضفة الشرقية للنيل أمام المجلس الشعبى المحلى، وقام فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، بوضع حجر الأساس للمتحف فى عام 1990، بعد تغيير موقعه إلى الموقع الحالى الذى يبعد 200 متر عن الموقع القديم، وتم تكليف أحد المكاتب الاستشارية لعمل الرسومات الإنشائية والمعمارية للمبنى، وطرح العملية التى تمت ترسيتها على إحدى شركات القطاع الخاص، على أن يتم الانتهاء من المشروع وتشغيله فى عام 1995، لكن حدثت مشاكل فى عملية التنفيذ بسبب عدم التزام المقاول بالرسومات، لافتا إلى أنه تم سحب العملية من المقاول فى عام 1999، بعد إنفاق ما يقرب من 6 ملايين جنيه.
وأضاف: «بعد حل المشاكل فى الرسومات، والتصميمات الهندسية، عاد العمل مرة أخرى فى المشروع فى عام 2000، بعد ترسيته على شركة أخرى، ثم توقف مرة ثانية عام 2005، واستأنفت الشركة العمل فى المشروع فى عام 2006، وكان من المفترض الانتهاء من المشروع وتسليمه خلال عامين، وقامت الشركة المنفذة بإنجاز 40 % من الأعمال، لتصل جملة تنفيذ المشروع إلى 80%، بإجمالى تكاليف بلغت 50 مليون جنيه،
وتوقف العمل فى المشروع فى عام 2011، بسبب نفاذ المبالغ المالية المعتمدة، وعدم صرف مستحقات مالية للشركة بلغت 8 ملايين جنيه، إلى جانب الظروف والأحداث الأمنية التى أعقبت ثورة 25 يناير، وعند عرض الأمر على الرئيس السيسى فى منتصف فترته الرئاسية الأولى، أعطى توجيهاته بتوفير المبالغ المالية اللازمة لإنجاز المشروع، وتم إسناده إلى الشركة الوطنية للمقاولات التابعة للقوات المسلحة، والتى بدأت استكمال المتحف فى عام 2016 ليرى المشروع النور وافتتحه الرئيس الأحد.
وأوضح المهندس إبراهيم الشريف، مدير متحف سوهاج القومى، أن المتحف مكون من طابقين، وبدرومين، والدور الأرضى به 6 قاعات عرض رئيسية، وقاعة لكبار الزوار، وبهو تعرض فيه الحرف اليدوية التى تشتهر بها المحافظة.
ويعرض متحف سوهاج القومى، ما يقرب من 1000 تمثال وقطعة أثرية، من أجمل القطع المنتقاة من المخازن الأثرية بالمحافظة.