شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأحد، افتتاح عدد من المشروعات القومية بمحافظتي أسيوط وسوهاج، شملت متحف سوهاج وقناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية التي تضم 4 توربينات لتوليد الكهرباء من الطاقة المائية، وتعد أكبر مشروع مائي على نهر النيل بعد السد العالي ومن المشروعات التي نفذتها الدولة لتنظيم إدارة المياه في مجال الزراعة والري في 5 محافظات بصعيد مصر، كما شهد الرئيس عبر الفيديو كونفرانس افتتاح 25 بئرا جوفية بالوادي الجديد.
حضر الافتتاحات الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الري، والفريق أول محمد زكي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، والدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، والدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور محمد العصار، وزير الإنتاج الحربي، والدكتور محمد معيط، وزير المالية، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، فضلا عن عدد كبير من نواب البرلمان وقادة أفرع القوات المسلحة والشرطة.
وقال الوزير محمد عرفان، رئيس هيئة الرقابة الإدارية، إن الدولة المصرية تبنت برنامج الإصلاح الاقتصادي، والركيزة الأساسية للإصلاح الاقتصادي دعم عجلة الاستثمار والبناء.
وأضاف عرفان أن حزمة الإصلاحات الاقتصادية أدت لانخفاض عجز الموازنة واستقرار سعر الصرف، موضحًا أن هناك تحديات عظيمة تواجه مصر في الأمن المائي وإدارة المياه.
وأوضح رئيس هيئة الرقابة الإدارية أنه خلال الأربع سنوات المقبلة تم رصد 40 مليار جنيه لتحقيق عائد مائي، وتم تشكيل لجنة ووضع محاور رئيسية لتطوير بحيرة المنزلة، وسيتم اليوم افتتاح 25 بئرًا بالوادي الجديد واستعرض عرفان، ما تم خلال مراحل إنشاء مشروع قناطر أسيوط الجديدة ومتحف سوهاج القومي.
وشدد عرفان على الضرب بيد من حديد على كل أيادي الفساد ودعم برنامج الإصلاح الاقتصادي ودعم مؤسسات الدولة للبناء والتنمية.
كما استعرض الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري، أهم مشروعات وخطط الوزارة وإستراتيجية الموارد المائية.
وقال وزير الري: نظمنا حملات إعلانية لتوعية الأطفال، وتم وضع مناطق جديدة في نجع حمادي وأسيوط على رأس خطط التنمية لإقامة مشروعات بها لتوفير فرص عمل وتشجيع السياحة.
وأضاف عبدالعاطي، أنه تم تنفيذ 930 مشروعًا في 11 محافظة بإجمالي 12 مليار جنيه بالوجه القبلي.
كما استعرض وزير الموارد المائية والري، أهم مشروعات وخطط الوزارة وإستراتيجية الموارد المائية، خلال زيارته مقر مشروع قناطر أسيوط الذي وصفه أنه متعدد الأغراض ويوفر العديد من فرص العمل.
وقال عبدالعاطي إن مشروع قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية البالغ تكلفتها 6.5 مليارات جنيه يمثل نقطة تحول في تاريخ المنشآت الكبرى على مجرى النيل الرئيسي، موضحا أن المشروع يخدم 5 محافظات هي: أسيوط، والمنيا، وبني سويف، والفيوم، والجيزة.
وأضاف أن المشروع يسهم في تحسين الري بمليون و600 ألف فدان، بالإضافة إلى توليد الكهرباء منه، وتحسين الحالة المرورية والملاحة النهرية ويشمل محطة كهرباء لإنتاج طاقة كهرومائية نظيفة، من خلال 4 توربينات بإجمالي طاقة منتجة 32 ميجاوات توفر نحو 15 مليون دولار سنويا حال إنتاج نفس الكمية من الطاقة باستخدام الوقود التقليدي، فضلًا عن تدعيم قنطرة فم ترعة الإبراهيمية وإعادة تأهيلها، وتزويدها ببوابات حديثة تعمل بنظام هيدروليكي للفتح والإغلاق، وكوبري أعلى القنطرة مكون من 4 حارات حمولة 70 طنا لربط شرق وغرب النيل، وتحسين الري في زمام إقليم مصر الوسطى، والواقع خلف فم ترعة الإبراهيمية في مساحة 1.65 مليون فدان، وتحسين الملاحة النهرية من خلال إنشاء هويسين ملاحيين من الدرجة الأولى وتوفير منظومة تحكم على أحدث النظم العالمية للتحكم في التصرفات والمناسيب.
واستعرض الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، استراتيجية الطاقة الكهرومائية، مؤكدا أننا نسعى لاستغلال كل قطرة مياه في توليد الطاقة الكهرومائية.
وقال وزير الكهرباء إن محطة توليد قناطر أسيوط بقدرة 32 ميجاوات، مشيرا إلى أنه بدأ العمل بالمحطة عام 2012، وبلغ إجمالي تكلفة المشروع نحو 612 مليون جنيه.
وتابع: المحطة بها 4 توربينات بقدرة 8 ميجاوات بإجمالي 32 ميجاوات، والطاقة المولدة 245 مليون ك.و.س سنويًّا، حيث توفر نحو 15 مليون دولار سنويًّا حال إنتاج نفس الكمية من الطاقة، باستخدام الوقود التقليدي.
وعقب افتتاح قناطر اسيوط توجه الرئيس السيسي إلى محافظة سوهاج حيث افتتح متحف سوهاج الذي يضم مئات القطع الأثرية النادرة من خلال ٤ محاور للعرض المتحفي الحديث، وتفقد الرئيس محتويات المتحف واستمع إلى شرح تفصيلي عن مقتنيات المتحف من الدكتور خالد العناني وزير الأثار ويقع المتحف على ضفاف نهر النيل،و يحتوى على مرسى سياحي لوقوف البواخر السياحية..
وانطلقت فكرة انشاء المتحف للمرة الأولى عام 1993م، ثم توقفت بعد ذلك لأمور هندسية وفنية، كما تم استئناف العمل به من جديد عام 2006، ثم توقّف مرة أخرى بعد قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، قبل أن تقوم وزارة الآثار بإعادة العمل به مرة أخرى عام 2015م تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي بالاهتمام بمحافظات الصعيد وإحيائها سياحيًّا، ليستأنف العمل عام 2016م.
ويقام المتحف على مساحة 6 آلاف و500 متر مربع، كما يتكون من طابقين وبدروم، ويضم البدروم عددًا من القطع الأثرية تستعرض الفكر الديني عند قدماء المصريين وفكرة البعث والخلود، وكذلك عبادة الحج في العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية.
والدور الأرضي يضم تماثيل وقطعًا أثرية لملوك الأسرتين الأولى والثانية، وقطعًا أثرية معظمها من نتاج الحفائر الأثرية بالمحافظة، وبعضها تم نقلها من المتحف المصري بالتحرير وجاير أندرسون والمتحف القبطي ومتحف الفن الإسلامي لتحكي تاريخ المحافظة منذ أقدم العصور، خاصة عصر الأسرتين الأولى والثانية، بالإضافة إلى التطرق للتراث الشعبي بالمحافظة وإلقاء الضوء على عادات وتقاليد الأسرة بها، وكذلك بعض الصناعات التي اشتهرت بها المحافظة، ومنها صناعة النسيج بمدينة أخميم، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من القطع الأثرية التي تم اكتشافها في محافظة سوهاج والموجودة بمخازن الآثار لتخدم سيناريو العرض المتحفي.