x

«النبى دانيال».. ملتقى الأديان وأيقونة أساطير الإسكندرية

الثلاثاء 31-07-2018 03:32 | كتب: ناصر الشرقاوي |
مسجد النبى دانيال مسجد النبى دانيال تصوير : طارق الفرماوي

يُعد شارع النبى دانيال بوسط الإسكندرية أحد أقدم شوارع المدينة، التى أسسها الإسكندر المقدونى، حيث أُنشئ حينما عهد الإسكندر إلى المهندس اليونانى، دينو قراطيس، بتخطيط مدينته، فأعد له تخطيطاً أشبه بقطعة الشطرنج، عبارة عن شارعين رئيسيين متقاطعين بزاوية قائمة تحيط بهما شوارع فرعية تتوازى مع الشارعين. وفى أول الشارع يقع مسجد النبى دانيال، الذى يحمل الشارع اسمه، على بُعد أمتار من أقدم كنيسة فى الشرق الأوسط «الكاتدرائية المرقسية»، إضافة إلى المعبد اليهودى، وكأن عبقرية المكان أرادت أن يكون الشارع الأشهر ملتقى الديانات الثلاث، ليظل شاهداً على تسامح المصريين وقبول الآخر.

ويتكون تخطيط المسجد من مساحة مستطيلة يتقدمها صحن مكشوف، وتوجد بالناحية الشمالية الغربية منها دورة المياه «الميضة»، وله واجهة رئيسية واحدة من الناحية الجنوبية الغربية حيث المدخل الرئيسى، المؤدى إلى بيت الصلاة، الذى ينقسم إلى قسمين، الأول مصلى للرجال، والقسم الثانى للنساء. ويتكون مصلى الرجال من مساحة مستطيلة مقسمة إلى 8 أروقة، من خلال 7 أعمدة رخامية تحمل عقوداً نصف دائرية، ويوجد بالناحية الجنوبية الشرقية المحراب. ويتطلب الوصول إلى الضريح المرور من فتحة باب بالجدار الشمالى الشرقى للمسجد، والهبوط عبر سلم خشبى بعمق 5 أمتار إلى غرفة أسفله، كانت تضم سرداباً، «وهو مغلق حالياً».

وتتوسط أرضية الضريح تركيبتان من الخشب، إحداهما تحتوى على قبر الشيخ «محمد دانيال الموصلى» أو النبى دانيال، وأخرى تضم قبراً يُعرف باسم قبر لقمان الحكيم، وإن كانت المصادر التاريخية لم تناقش مدى صحة أو خطأ هذه التسمية.

حتى هذه اللحظة لا يوجد رأى يجزم بهوية صاحب المسجد، ووفقاً للباحثين فى تاريخ الإسكندرية، فإن سبب تسمية المسجد يعود إلى الشيخ محمد دانيال الموصلى، أحد العارفين بالله، وليس «نبياً». و«الموصلى»، الذى يقع ضريحه بالمسجد، هو أحد شيوخ المذهب الشافعى، وجاء إلى الإسكندرية فى نهاية القرن الثامن الهجرى، واتخذ منها مكاناً لتدريس أصول الدين وعلم الفرائض على نهج الشافعية، وظل بالمدينة حتى وفاته سنة 810 هجرياً، ودُفن فى المسجد، وأصبح ضريحه مزاراً للناس، وجرى تسجيله أثراً عام 2007.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية