حول مقال «سوء النية»
نيوتن
السبت 28-07-2018 02:40
(عزيزى نيوتن،
طالعت مقالك «سوء النية»، وتوقفت ملياً عند قولك «الحمد لله مر الفصل التشريعى بسلام ولم يحدث ما خشينا منه تجاه رموز ٢٥-٣٠ وغض السيد رئيس البرلمان البصر عما قدره البعض تنكيلاً بالنواب». وتوقفى سببه أنك ربطت مصير الثلاثة الذين هددهم رئيس مجلس النواب بتطبيق اللائحة عليهم وطردهم، بإرادة رئيس المجلس وحده؛ وكأنه ليس بينهم وبين الطرد غير طلب رئيس المجلس من الأعضاء التصويت عليه.
لا يجب أن تتحول الديمقراطية تحت القبة إلى ديكتاتورية وبطش الأغلبية. ولا يجب أن تتحين الأغلبية الفرص، أو تنتظر باستمرار الضوء الأخضر من المنصة، لطرد رموز المعارضة من المجلس. أسباب إسقاط العضوية كما حددتها المادة ١١٠ من الدستور ثلاثة؛ فقدان الثقة والاعتبار، أو فقدان أحد شروط العضوية التى انتخب العضو على أساسها، أو الإخلال بواجباتها، وفى جميع الأحوال لا يصدر قرار إسقاط العضوية إلا بأغلبية ثلثى الأعضاء. ولا اعتراض على السببين الأولين؛ أما الإخلال بواجبات العضوية فقد بينته لائحة المجلس الداخلية، وهى أسباب تقديرية فى معظمها، لا يجب أن تكون مبرراً للتخلص من نائب معارض.
أنا معك فى ضرورة قيام المجلس بتعديل لائحته الداخلية فى هذا الصدد. لكن حتى إن لم تعدل، فإسقاط العضوية لهذا السبب لا يجب أن يكون رهناً بطرح رئيس المجلس له، فتوافق الأغلبية أوتوماتيكياً!!. فالعهد بأعضاء برلماننا أن يكونوا هم أنفسهم خط الدفاع عن الديمقراطية تحت القبة، وعن حق المعارضة فى إبداء الرأى وإن اشتطت، وأن يكونوا هم الرافضين لإسقاط عضوية نائب معارض، طلب رئيس المجلس إسقاط عضويته لأسباب تتعلق باللائحة الداخلية للمجلس، وصفتها فى مقالك بأنها غير منطقية أو موضوعية.
د. يحيى نورالدين طراف)
