هدأت الأوضاع نسبيا فى مدينة تعز جنوب اليمن، بعد انسحاب قوات الحكومة ومقاتلين من المعارضة الأثنين من المدينة التى شهدت على مدار 4 أيام سلسلة من القصف والاشتباكات المتبادلة أسفرت عن سقوط نحو 20 قتيلا، حيث جاء الانسحاب، عقب إعلان تشكيل اللجنة العسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار فى صورة قرار رئاسى أصدره الأحد نائب الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى، وفقا لآلية تنفيذ المبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية فى البلاد، وهو القرار الذى اعتبره المراقبون «خطوة إيجابية» لتهدئة الأوضاع الأمنية فى تعز والعديد من المناطق المشتعلة.
وعاشت محافظات يمنية فى الجنوب خلال الـ24 ساعة الماضية مسيرات غاضبة نددت بالقصف الذى تتعرض له تعز ودعا المتظاهرون المجتمع الدولى إلى التدخل لحماية المدنيين ووقف القصف الذى أودى بحياة العشرات من أبناء المدينة بالإضافة إلى مطالبتهم بمحاكمة الرئيس على عبدالله صالح وأعوانه باعتبارهم «مجرمى حرب».
ومن نيران الجنوب إلى التوتر الطائفى فى الشمال، حيث أعلن المتمردون الحوثيون الشيعة انتهاء الصراع المسلح بينهم وبين السلفيين المحاصرين فى منطقة دماج بمحافظة صعدة الشمالية، إلا أن السلفيين فى المنطقة نفوا إعلان «الحوثيين»، مؤكدين أنه يهدف إلى «رفع أنظار العالم عن دماج وتضييق الخناق على أهل السنة» - على حد قولهم.
وفى الوقت الذى أكد فيه الناطق باسم مكتب زعيم «الحوثيين» محمد عبدالسلام «حل المشكلة فى دماج بموجب مبادرة الوساطة التى يقودها محافظ صعدة فارس مناع»، نفت الجماعة السلفية هذه الأنباء معلنة : «ليس بيننا وبين الحوثيين أى اتفاق»، ليحتدم الصراع المشتعل منذ أسابيع فى شمال اليمن بين الحوثيين والتيار السلفى، ويعيش اليمن حلقة جديدة وساخنة من النزاع الطائفى قد يدفع البلاد نحو مزيد من الفرقة والانقسام.