التقى سامح شكري وزير الخارجية، الأحد، وانج يي، وزير خارجية الصين، ضمن زيارته الحالية إلى بكين، والتي يشارك خلالها في الدورة الثامنة لمنتدى التعاون العربي الصيني.
وقال السفير أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن وزير الخارجية أشاد خلال المباحثات بالعلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين، وما شهدته من ارتقاء إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، بما يعكس تشعب وخصوصية تلك العلاقة، بالإضافة إلى ما شهدته السنوات الأخيرة من لقاءات متعددة وتفاعل مباشر بين قيادتي البلدين أسهم في تعزيز مستوي التعاون والتنسيق بين البلدين.
وكشف «أبوزيد» عن أن وزير الخارجية أكد لنظيره الصيني على أن مصر تسعى لتوسيع وتنويع أطر التعامل المختلفة مع بلاده، مشيرًا إلى أن مصر تثمن دور الاستثمارات الصينية في المشروعات القومية الكبرى مثل مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، ومحطتي توليد الكهرباء من الفحم بالحمراوين، ومشروع عتاقة لضخ وتخزين الكهرباء، ومشروع القطار المكهرب «مدينة السلام – العاشر من رمضان- بلبيس»، ومشروع تطوير سكك حديد أبوقير – الإسكندرية، ومشروع مجمع فوسفات الوادي الجديد لإنتاج حامض الفوسفوريك، وتوسعة المرحلة الأولى من مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة بشمال غرب خليج السويس، والتعاون في مجال الاستشعار عن بعد، ومشروعات تطوير شبكات الصرف الصحي بالقرى المصرية، فضلا عن مشروع تطوير ميناء العين السخنة. كما أعرب شكري عن تطلع مصر لتسهيل نفاذ الصادرات المصرية إلى السوق الصيني، خاصة على ضوء وجود العديد من المنتجات المصرية المتميزة في مختلف القطاعات، وكذا رغبتها في تشجيع حركة السياحة الصينية إلى مصر، والتي شهدت زيادة ملحوظة خلال العامين الماضيين.
وجدد الوزير شكري خلال اللقاء دعم مصر لمبادرة «الحزام والطريق»، وما تسعى إليه من تعزيز قيم التعايش السلمي وتحقيق التنمية المستدامة والترابط بين الدول المختلفة على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية، وهو ما عقب عليه وزير خارجية الصين بأن بلاده تعتبر مصر شريكا أساسيا في تنفيذ تلك المبادرة. كما حرص الوزير شكري على تشجيع نظيره الصيني على زيادة الاستثمارات الصينية في محور قناة السويس على ضوء الأهمية الحيوية لقناة السويس كمسار تجاري رئيسي في حركة التجارة الدولية، وعنصرا هاما في إطار «مبادرة الحزام والطريق».
من جانبه، أعرب وزير خارجية الصين عن امتنانه البالغ لزيارة وزير خارجية مصر وحرصه على إجراء جولة المحادثات الثنائية قبيل انعقاد المنتدى العربي-الصيني، مشيرًا إلى المكانة الكبيرة التي تحظى بها مصر لدى الصين، وتطلع بلاده إلى مشاركة السيد الرئيس في منتدى الصين-أفريقيا المقرر عقده في سبتمبر المقبل، حيث ناقش الجانبان سبل تعزيز آليات التعاون الثلاثي المصري الصيني في القارة الأفريقية.
وفيما يتعلق بالقضايا السياسية، أوضح المتحدث باسم الخارجية أنها حظيت بنقاش مطول تناول مختلف التطورات في منطقة الشرق الأوسط، وعددا من القضايا الدولية محل الاهتمام المشترك، حيث أكد الوزير شكري على أهمية الحفاظ على دورية انعقاد لجنة التشاور السياسي بين البلدين، على ضوء تعدد القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك. وقد تناول الاجتماع التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وإصلاح وتوسيع مجلس الأمن، والأوضاع في كل من سوريا وليبيا واليمن وجنوب السودان وشبه الجزيرة الكورية، والموقف بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وجهود إحياء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وتطورات مفاوضات سد النهضة، حيث حرص وزير خارجية الصين على التأكيد على تفهم بلاده الكامل لمدى أهمية نهر النيل بالنسبة لمصر ومدي اعتماد الشعب المصري على مياه النيل، الأمر الذي يحتم ضرورة التوصل إلى صيغة تعاونية بالنسبة لسد النهضة تحقق مصالح الطرفين وتحول دون وقوع أي أضرار على استخدامات مصر من مياه النيل.
وفِي نهاية تصريحاته، قال السفير أبوزيد إن المباحثات بين وزيري خارجية مصر والصين عكست عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، والحرص المتبادل على تطويرها وتعزيزها بما يحقق مصالح الشعبين المصري والصيني.