أفردت صحف القاهرة الصادرة اليوم الأحد صفحاتها لرسائل الرئيس عبدالفتاح السيسي للشعب المصري في الذكرى الخامسة لثورة 30 يونيو، بأن الوطن يسير على الطريق الصحيح، وأن المنطقة تغيرت وجهتها من مسار الشر إلى رحاب الأمن والتنمية والسلام، كما أبرزت الصحف العبارة التي أعلاها الرئيس في خطابه، والتي جسدت الحالة التي شهدتها مصر وقت اندلاع الثورة في 2013، وهي «أن المصريين تحدوا التحدي منذ 5 سنوات وتوحدوا مع مؤسسات الدولة».
واهتمت الصحف ببيان الحكومة الذي من المقرر أن يلقيه رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أمام مجلس النواب، الثلاثاء، وفقا لنص المادة 146 من الدستور، وعرضت الصحف محاور العمل التي يرتكز عليها بيان الحكومة.
وأبرزت الصحف أيضا انطلاق القمة الإفريقية الـ31 في العاصمة الموريتانية نواكشوط في وقت لاحق اليوم بمشاركة وفد مصري رفيع المستوى يترأسه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء.
وفي الشأن العربي، واصلت الصحف متابعتها للوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما تناولت الأوضاع الميدانية في سوريا وانضمام 8 بلدات على الأقل في محافظة درعا جنوب سوريا إلى مناطق «المصالحة» مع الحكومة السورية، وفي اليمن برز انهيار مليشيات الحوثيين في محافظة الحديدة بعد تقدم قوات المقاومة المشتركة بدعم من قوات التحالف العربي.
وفي الشأن الدولي، سلطت الصحف الضوء على تعنت الولايات المتحدة مجددا فيما يخص قضية اللاجئين في وقت تستعد فيه أوروبا لتنفيذ اتفاق «محطات إنزال» المهاجرين.
محليا أفردت صحف «الأهرام والأخبار والجمهورية» عناوينها وصفحاتها الرئيسية والداخلية لنقل فعاليات احتفالات المصريين بالذكرى الخامسة لثورة الثلاثين من يونيو، التي كانت بمثابة فجر جديد بزغ معه الأمل واستعادت مصر هيبتها إثر تحرك أوصال القطاعات المختلفة في الدولة وانتشار ماكينة العمل لتدب الحياة في المشروعات القومية.
وتناقلت الصحف كلمة الرئيس السيسي التي وجهها للمصريين بمناسبة ذكرى الثورة، حيث أكد الرئيس أن المصريين أوقفوا في 30 يونيو موجةَ التطرف والفرقة، التي كانت تكتسح المنطقة، التي ظن البعض أنها سادت وانتصرت، لكن كان لشعب مصر، كعادته عبر التاريخ، الكلمة الفصل والقول الأخير.
وأبرزت الصحف وصف الرئيس لتحرك الشعب إبان 30 يونيو بـ«أنه جاء صوت هادر مسموع»، وقال إن العالم انحنى احتراما لإرادته وتغير وجه المنطقة وتغيرت وجهتها من مسار الشر والإقصاء والإرهاب إلى رحاب الأمن والتنمية والخير والسلام.
ونقلت الصحف عن الرئيس قوله إن الوطن الأبي نجح بطليعة أبنائه في القوات المسلحة والشرطة، وبدعم شعبي لا مثيل له، في محاصرة الإرهاب، ووقف انتشاره، وملاحقته أينما كان، ورغم الدعم الخارجي الكبير الذي تتلقاه جماعات الإرهاب من تمويل ومساندة سياسية وإعلامية، صمدت مصر وحدها وقدمت التضحيات الغالية من دماء أبنائها الأبطال واستطاعت ومازالت تواصل تحقيق النجاحات الكبيرة، وحماية شعبها بل والمنطقة والعالم كله.
وذكرت الصحف أن الرئيس قال أيضا إن الأوضاع الاقتصادية كانت قد بلغت من السوء مبلغا خطيرا، حتى إن احتياطي مصر من النقد الأجنبي وصل في يونيو 2013 إلى أقل من 15 مليار دولار فقط، ووصل معدل النمو الاقتصادي وقتها لنحو 2% فقط، وهو أقل من معدل الزيادة السكانية، مما يعني أن حجم الاقتصاد المصري لم يكن ينمو وإنما كان يقل وينكمش، وكانت كل هذه المؤشرات، وغيرها، علامة خطيرة وواضحة على أن إصلاح هذا الوضع لم يعد يتحمل التأخير أو المماطلة.
ونشرت ما ذكره الرئيس بشأن ما تحقق في الملف الاقتصادي، حيث أوضح الرئيس السيسي أن النتائج المتحققة حتى الآن تشير إلى أن مصر تسير على الطريق الصحيح.. إن احتياطي مصر من النقد الأجنبي ارتفع من نحو 15 مليار دولار ليصل إلى 44 مليارا حاليا، مسجلا أعلى مستوى حققته مصر في تاريخها، كما ارتفع معدل النمو الاقتصادي من حدود 2% منذ 5 سنوات ليصل إلى 5.4%، مؤكدا أن الدولة تستهدف مواصلة هذا النمو المتسارع ليصل خلال السنوات القليلة المقبلة إلى 7% ويتجاوزها؛ الأمر الذي من شأنه تغيير واقع الحياة في مصر بكاملها ووضعها على طريق انطلاق اقتصادي سريع يحقق ما نصبو إليه لوطننا الغالي.
ورصدت الصحف مظاهر احتفالات المصريين بذكرى ثورتهم التي عمت محافظات الجمهورية، ونقلت الصحف وقائع الاحتفال، حيث زين المصريون المصالح والمنشآت الحكومية والعقارات بأعلام مصر، وانطلقت السيارات المزينة بالورود والأعلام بجميع الشوارع والميادين لتبث الأغاني الوطنية من مكبرات الصوت التي ألهبت مشاعر المواطنين ودفعتهم للخروج للمشاركة في الاحتفال، فيما قامت فرق الموسيقى بتقديم عروض غنائية وموسيقية في الميادين الرئيسية والحدائق .
كما تابعت الصحف احتفالات المصريين بالخارج في شتى دول العالم حيث احتشدوا في معظم الميادين رافعين الأعلام المصرية ومرددين الهتافات المؤيدة للرئيس السيسي ووطنهم الأم، ومؤكدين اعتزازهم الكبير بالثورة، معتبرين أيضا أن احتفالاتهم رسالة قوية للعالم الغربي على أنهم يقفون صفا واحدا خلف القيادة السياسية متمثلة في الرئيس السيسي «الذي هو أيقونة الثورة».
وفي السياق، أوردت صحيفة «الأهرام» أن وزير الداخلية اللواء محمود توفيق قام أمس بجولة ميدانية مفاجئة في نطاق محافظتي القاهرة والجيزة، لتفقد النقاط الأمنية والارتكازات بالمحاور الرئيسية والميادين، خلال ذكرى الثورة، والتأكد من الوجود الأمنى الفعال، تحت إشراف المستويات القيادية والإشرافية، والتعامل الفورى مع جميع المواقف الطارئة، وأكد الوزير أن «أمن المواطن رسالتنا، وندفع حياتنا من أجله».
ونقلت صحيفة «الجمهورية» عن الوزير قوله، خلال مروره بميدان هشام بركات: «نؤكد من الميدان نفسه الذي شهد أحداث عنف وقتل وتخريب من جماعات إرهابية باسم الدين، أننا لن نتهاون مع أي شخص يرفع السلاح في وجه الشعب المصرى، وسنظل نحن والشعب يدا واحدة».
وذكرت صحيفة «الأخبار» أن مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام أكد أن ثورة 30 يونيو جاءت استجابة طبيعية لإرادة الشعب المصري العظيم الذي رفض الخضوع لتهديدات جماعات التطرف والإرهاب، داعيا، في تهنئته للرئيس السيسي، ولشعب مصر بمناسبة ذكري الثورة، المصريين إلى المحافظة على روح ثورتهم العظيمة، والإصرار والعمل والإنتاج، من أجل رفعة وطننا العظيم وتحقيق التنمية الشاملة في جميع المجالات.
وفي شأن محلي آخر، أوردت صحيفة «الأهرام» أن رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى سيلقي بيان الحكومة أمام البرلمان بعد غد، وذلك وفقا لنص المادة 146 من الدستور، ونقلت الصحيفة عن مدبولي قوله «برنامج الحكومة تضمن استكمال خطط العمل والبرامج التي بدأتها حكومة المهندس شريف إسماعيل، فنحن دولة مؤسسات تحترم ما أنجزه السابقون، ويتم البناء عليه، خاصة أن أهدافنا المعلنة وتوجهاتنا واحدة».
ونشرت الصحيفة أن مدبولي أكد أيضا أن برنامج الحكومة يرتكز على الالتزام بالاستحقاقات الدستورية، وتنفيذ التكليفات الرئاسية، وفى مقدمتها حماية الأمن القومى، وبناء المواطن المصرى، وتحقيق التنمية الاقتصادية، ورفع كفاءة الجهاز الحكومي، ومستوى معيشة المواطن، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى والإصلاحات الهيكلية، في ظل التحديات الحالية.
إلى ذلك أبرزت الصحف مشاركة رئيس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى في أعمال القمة الإفريقية الـ31 في العاصمة الموريتانية نواكشوط التي ستنطلق اليوم، ولمدة يومين، وأوضحت صحيفة «الأهرام» أن مدبولي سيلقي كلمة مصر، حيث سينقل المواقف المصرية إزاء القضايا الرئيسية المطروحة على أجندة القمة والتى تتضمن عملية الإصلاح المؤسسى والمالى للاتحاد الإفريقى ومناقشة تطورات اتفاقية منطقة التجارة الحرة الإفريقية وقضايا الاندماج الإفريقي، ومستقبل اتفاقية كوتونو للشراكة مع الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن الترحيب بموافقة وزراء الخارجية الأفارقة على عرض مصر استضافة مركز الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات.
في حين أفادت صحيفة «الجمهورية» بأن القمة الإفريقية ستناقش ملف سد النهضة وسيتم عقد قمة ثلاثية بين الدول المعنية بالملف وهي مصر والسودان وإثيوبيا لبحث ومواصلة النقاش بين الأطراف الثلاثة، مشيرة إلى أن القمة ستتناول أيضا بحث النزاعات المسلحة والأوضاع في بؤر التوتر بالقارة خاصة وسط إفريقيا.
عربيا، سلطت الصحف الضوء على آخر التطورات في الشأن الفلسطيني، وذكرت صحيفة «الأخبار» أن الفلسطينيين في مدينتي رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة شيعوا أمس جثماني الشهيدين الشاب محمد فوزي الحمايدة (24 عاما) والطفل ياسر أمجد أبوالنجا (14 عاما)، إلى مثواهما الأخير، وسط صيحات من الغضب والتنديد بجرائم إسرائيل، خاصة قتل الأطفال بدم بارد.
وأضافت الصحيفة أن آلاف المواطنين شاركوا في تشييع الشهيدين رافعين أعلام فلسطين، مرددين هتافات ضد الجرائم الإسرائيلية، ومطالبين المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية.