يا أغلى اسم فى الوجود يا مصر، يا اسم مخلوق للخلود يا مصر... تلك الأغنية الوطنية التى دائمًا ما نرددها فى مناسبات شتى، من تلحين الموسيقار الكبير «محمد الموجى» أحد أبرز المجددين فى الموسيقى والغناء، وتغنى بألحانه أساطين الطرب العربى، وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم.
هو محمد أمين محمد الموجى. ولد فى 4 مارس عام 1923، فى مركز بيلا بمحافظة كفرالشيخ. كان والده كاتبا فى مصلحة الأملاك الأميرية، يحب الموسيقى، ولديه آلة العود يعزف عليها من آن لآخر، كما كان عمه إبراهيم وحماه فيما بعد من محبى الغناء ويمتلك مكتبة موسيقية، تضم العديد من الأسطوانات، وفى هذا الجو الفنى نشأ، وكان يقضى الساعات فى الاستماع للأسطوانات التى يمتلكها عمه، وعندما بلغ السادسة انتقل مع أسرته إلى بلدة «دمرو»، والتحق بالمدرسة الأولية، وكان يستهويه آنذاك إنشاد المدّاحين، وحصل على الابتدائية ثم الثانوية، وكان يحلم والده بأن يتخرج ابنه، ويعمل «ناظرًا للزراعة»، وألحقه بمدرسة الزراعة بمدينة شبين الكوم، وكان بالمدرسة عدة أنشطة، اختار منها الموسيقى، وبدأت مواهبه الفطرية تتضح وحصل على دبلوم الزراعة، وكان يدرس له الموسيقى فى المدرسة محمد إبراهيم الشال، عديل الموسيقار والملحن الكبير رياض السنباطى، وكان يتعلم على عود السنباطى الموجود فى منزل الشال.
■ ■ ■
وبعد حصوله على دبلوم الزراعة عام 1944، عُين ناظراً للزراعة فى إيتاى البارود، وتزوج من السيدة فهيمة ابنة عمه فى 22 مارس 1946، وأنجب منها أمين والموجى الصغير وأنغام وألحان ويحيى وغنوة.
■ ■ ■
وكان أبوه يرفض رفضًا باتًا أن يترك الموجى عمله كناظر للزراعة ويتجه إلى الغناء، فما كان منه إلا أن دعا زوجته فهيمة ليأخذ قراراً حاسمًا لا رجعة فيه، حيث طلب منها أن يذهبا إلى منزل أبيها عدة أيام، ثم باع الشقة والمنقولات وكل شىء، واتجه لبيت أخته بالقاهرة، وطلب منها أن يمكث عندها فترة لكى يحدد مصيره المجهول.
■ ■ ■
فى عام 1951، تقدم لاختبارات الإذاعة، وتم قبوله وعمل فى كازينو صفية حلمى، ثم بديعة مصابنى، وتزوج من المطربة الاستعراضية سميرة فتحى، ثم طلقها، وكان العندليب يزورهم فى منزلهم، حيث يعتبر أحد افراد العائلة، وكان حليم يرفض أن يناديه الأطفال بالأستاذ، وكان يطلب منهم أن ينادوه بـ«عمو».
■ ■ ■
وعن خوضه مجال التمثيل، فإن أول ظهور لمحمد الموجى بفيلم رحلة غرامية، وكان أول عرض للفيلم فى 17 مارس 1957 وقدم الموجى بالفيلم أربع أغنيات من تلحينه وغنائه عينه واحشانى ليه، يا حب إيه الظلم ده، أحب للحب، يا رب ننجح كلنا، تم أول عرض للفيلم بسينما كايرو، وشارك الموجى فى فيلمين آخرين هما (أنا وقلبى نوفمبر عام 1957، والعزاب الثلاثة نوفمبر عام 1964)، ولكنه لم يحقق نجاحا يذكر، فاكتفى بالتلحين الذى أبدع فيه مقدما أفضل المقطوعات الموسيقية.
■ ■ ■
شارك الموجى فى تلحين موسيقى العديد من الأعمال الفنية المتنوعة، ومن أبرز المسلسلات التى لحن موسيقاها (ألف ليلة وليلة، عمر بين عبدالعزيز، أصوات تبحث عن ميكروفون)، ومن الأفلام ألف بوسة وبوسة، أميرة حبى أنا، ابنتى العزيزة.
كان ملحنًا موهوبًا وطموحًا، وقد ساهم فى اكتشاف بعض الأصوات الغنائية الكبيرة منهم: هانى شاكر وأميرة سالم.
■ ■ ■
ومن أشهر الأغانى التى لحنها لأم كلثوم للصبر حدود واسأل روحك وحانة الأقدار وأوقدوا الشموس يا صوت بلدنا، ياسلام ع الأمة، وأنشودة الجلاء ومحلاك يا مصرى ولحن لعبدالحليم حافظ ما يقرب من 54 أغنية، ومن أشهرها «مالك ومالى» و«اسبقنى يا قلبى» و«يا قلبى خبّى» و«ليه تشغل بالك»، و«الليالى»، و«حبّك نار»، و«أحبّك» أغانى فيلم «أدهم الشرقاوى». و«صافينى مرة» و«ظالم»، «بتقوللى بكرة»، «يا حلو يا اسمر»، «يا مواعدنى بكرة»، و«أنا من تراب». «رسالة من تحت الماء»، و«قارئة الفنجان» و«مغرور» و«جبّار» لحسين السيد، «لو كنت يوم أنساك» و«لايق عليك الخال» و«حبيبها» و«كامل الأوصاف» «أحضان الحبايب» و«أحن إليك» وبستان الاشتراكية ولفى البلاد يا صبية والنجمة مالت ع القمر ولحن لفايزة أحمد «أنا قلبى إليك ميّال»، «ياما القمر ع الباب»، «بيت العز»، «حيران»، «تعالالى يابا ليه يا قلبى ليه»، «يا اللاسمرانى» و«قلبى عليك يا خى». و«م الباب للشبّاك» و«تمر حنة» و«إلهى يحرسك م العين» وغيرها من الأغانى لأشهر المطربين.
■ ■ ■
توفى فى 1 يوليو 1995 بالقاهرة، بعد صراع مع مرض البلهارسيا، مثل صديق عمره «حليم» عن عمر يناهز 72 عامًا.