أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن قضية الهجرة غير الشرعية قد تكون مسألة حياة أو موت بالنسبة للاتحاد الأوروبي، وقد تعرض تضامنه للخطر.
وقالت ميركل أثناء كلمة لها أمام مجلس النواب الألماني (البوندستاغ) اليوم الخميس: «إن أوروبا لديها الكثير من التحديات، إلا أن تلك التي تتعلق بقضية الهجرة قد تكون مسألة حياة أو موت بالنسبة للاتحاد الأوروبي».
وأشارت ميركل إلى أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لم تستعد بعد لإيجاز الاتفاق بشأن النظام المشترك للهجرة، ولذلك تنوي ألمانيا تشكيل «تحالف الموافقين» الذي سيشمل الدول التي ستوحد جهودها لمكافحة الهجرة غير القانونية.
وحذرت المستشارة الألمانية من خطر أن تفقد أوروبا قيمها، إذا اضطرت لاختيار الجانب الأمني والنهج الأحادي في مواجهة قضية اللاجئين.
وقالت ميركل: «إما أن نجد حلا يسمح بأن يشعر الناس في إفريقيا وغيرها أن قيمنا توجهنا وإننا ندعو إلى التعددية وليس إلى الأحادية، وإما أن لا يعود أحد يؤمن بعد اليوم بقيمنا التي جعلتنا أقوياء».
ودعت المستشارة الألمانية إلى تجنب التعامل دون تنسيق، وإلحاق الضرر بطرف ثالث، مضيفة أنه إذا فشلت الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق مشترك ومقبول للجميع، فينبغي إبرام اتفاقات منفصلة مع «تحالف الموافقين» تسمح بإعادة المهاجرين إلى أول دولة سُجلوا فيها.
وأشارت المستشارة الألمانية إلى أن هؤلاء اللاجئين الذين قرروا الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي، ليس بوسعهم اختيار الدولة التي سيطلبون اللجوء فيها.
وأضافت ميركل أن تلك الدول التي تعاني من تدفق كبير من المهاجرين (مثلا إيطاليا) لا يمكن تركها وحدها في مواجهة هذه المشكلة.
وتعتبر المستشارة الألمانية أن كافة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي متفقة على أنه ينبغي تقليص تدفق اللاجئين غير الشرعيين إلى أوروبا، وأن الوضع بشأن اللاجئين الآن يختلف تماما عما كان في العام 2015.
وأضافت ميركل أن قرارها بشأن السماح للاجئين بدخول ألمانيا عام 2015 كان صائبا، قائلة: «ذكرنا أننا سنقدم دعما (للنمسا وهنغاريا) في الظروف الطارئة. وإذا نظرت إلى الوراء لرأيت أن هذا القرار كان صائبا».