x

وجوه اللاجئين.. تميمة «ميركل» فى مؤتمراتها الانتخابية

الأربعاء 13-09-2017 22:00 | كتب: محمد غريب |
أطفال اللاجئين السوريين فى لقاءات ميركل الانتخابية أطفال اللاجئين السوريين فى لقاءات ميركل الانتخابية تصوير : وكالات

لم يكن المؤتمر الانتخابى الذى عقدته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى بلدة فنستر فالده الريفية مجرد تجمع انتخابى تقليدى باعتباره إحدى المحطات الطبيعية لأى مرشح للانتخابات البرلمانية، إنما عكس المؤتمر الذى عُقد بساحة السوق الرئيسية بالبلدة مشهداً انتخابياً رئيسياً للصراع الذى يشهده المجتمع الألمانى فى الانتخابات البرلمانية المرتقبة نهاية الشهر الجارى، كما عكس مشهداً ديمقراطياً لا تراه إلا فى دول قليلة، حيث تواجد معارضو «ميركل» من مؤيدى اليمين المتطرف وحزب البديل اليمينى الذى تعد بلدة «فنستر فالده» أحد أهم معاقله، وشارك مؤيدو اليمين فى اللقاء ووقفوا خلف مؤيدى «ميركل» فى نهاية المكان المخصص للمؤتمر الانتخابى، ورفعوا لافتات معارضة للمستشارة الألمانية، ووضع أحدهم ثمار الموز على لوحة من الكرتون وكتب عليها «جمهورية الموز»، ولوحة أخرى كتب عليها «انتهاك القوانين يُغيِّر ألمانيا والاتحاد الأوروبى»، وأطلقوا الصافرات والصراخ بصوت عالٍ أثناء إلقاء «ميركل» كلمتها، التى بدورها استمرت فى الكلمة حتى نهايتها، ومع تعالى الصفير والصراخ والهتافات المعادية قالت موجهة كلمتها للمعارضين وهى فى حالة ضيق وصلت إليها بعد فترة صبر طويلة: «إن الإنصات أفضل من الصياح». وبدا واضحاً على معاونى ميركل الواقفين بجوارها على منصة اللقاء الضيق، ومحاولات ضبط النفس والنظرات التى تعبِّر عن الضيق فى اتجاه المعارضين.

وشهد المؤتمر حضوراً لافتاً لعدد كبير من المهاجرين واللاجئين من جنسيات مختلفة، أغلبهم من السوريين والأفغان، بالإضافة إلى وجوه من بلاد أخرى فى آسيا، وأكدوا أنهم قادمون لتأييد ميركل باعتبارها صاحبة فضل عليهم فى دخولهم إلى ألمانيا كلاجئين. فالطفل ماهر إبراهيم العيسى، 12 سنة، من ريف حلب، يؤكد أنه جاء إلى ألمانيا فى مركب لاجئاً منذ عام ونصف ومعه شقيقه، وقال: «ليس لى حق التصويت فى الانتخابات، لكننى جئت رافعاً لافتات تأييد لـ(ميركل) وحزبها؛ لأنها وافقت على دخولنا ألمانيا ومنحنا حق اللجوء».

وشاركه صديقه أحمد حمادة، 13 سنة، من مخيم عين الحلوة بلبنان، الذى لجأ إلى ألمانيا منذ عامين، وقال حمادة: «نحن نحب (ميركل)، ولولاها ما كنا هنا؛ فهى التى انتشلتنا من الحرب والفقر، فأهلى هم من أعطونى النقود لكى أحضر إلى هذه المدينة للمشاركة فى المؤتمر الانتخابى لمرشحة الحزب المسيحى الديمقراطى».

وبينما تتعالى الهتافات المؤيدة والمعارضة لمرشحة الحزب المسيحى وقفت علا يولو، 17 عاماً، من مدينة حلب السورية، تنظر بتركيز شديد للمتحدثين على المنصة، مؤكدة أن حضورها بصحبة والدتها وأشقائها من قبيل رد الجميل لرئيسة وزراء ألمانيا بعد ما فعلته معهم خلال محنة لجوئهم لألمانيا.

ووسط اللافتات المؤيدة والمعارضة لـ«ميركل» وأعلام ألمانيا وقف محمد ناظم، من سوريا، حاملاً علم الثورة السورية وبجواره أبناؤه وزوجته التى تقف مستندة على عكازين. وقال ناظم: «زوجتى من أوائل مصابى الثورة السورية فى 2011 باللاذقية، وسبقتنى إلى هنا بعام ونصف، وتم علاجها وتركيب أطراف صناعية لها». وأضاف: «جئت لتأييد (ميركل) لأنها إنسانة تقف بجانب الفقراء»، مؤكداً أنه شارك فى المؤتمر «دون مطالبة أو ضغط من أحد، وأطالبها بأن تستمر فى وقوفها بجوار الفقراء».

«مريم»، الفتاة السورية ذات الـ16 عاماً، كان حضورها للمؤتمر مختلفاً؛ فهى تحمل حلماً، هو أن يلتئم شمل أسرتها التى تركتها فى سوريا منذ عامين، وأن تحضر أمها وإخوتها بعد أن تركتهم وهربت بصحبة خالتها إلى ألمانيا. وتقول مريم: «جئت للمؤتمر من أجل أن أطالب (ميركل) بإخراج أهلى من سوريا، خاصة خالى المعاق الذى لا يستطيع أن يعيش إلا بمساعدة أمى له». وأضافت: «أحتاج إلى أسرتى جميعها، وتقدمت بطلب لم الشمل منذ عامين، ولم أتلقَّ رداً حتى الآن، وسأقول لها: أحضرى إخوتى وخالى، فأنا فى شوق إليهم».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية