بعد أن أدى الدكتور عز الدين أبوستيت، اليمين الدستورية، وزيرا للزراعة واستصلاح الأراضي، استطلعت «المصري اليوم» آراء الخبراء ووزراء زراعة سابقين حول تحليل شخصية وزير الزراعة الجديد.
وقال الدكتور رمزي ستينو، وزير البحث العلمي الأسبق، الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، إن الدكتور عز الدين أبوستيت، وزير الزراعة الجديد، يتميز بأصوله الريفية، وتدينه، وهو ما يميزه بالشفافية في التعامل مع ملف الزراعة، لأنه أكثر إلماما بهموم الفلاح المصري، ومشاكل الفلاح لا يدركها إلا من هم من أصول ريفية، فضلا عن تميزه بالمكانة العلمية المتميزة، لأن تعليمه «كويس».
وأضاف «ستينو»، في تصريحات لـ«المصري اليوم» أن «أبوستيت هو شخصية أكثر من محترمة، ويمتلك رؤية كبيرة، بالإضافة إلى أنه من نوعية الشخصيات المتميزة بعدم وجود شللية لها، في وسط الجامعة أو العمل العام، فضلا عن تدرجه في مناصب ويلم بهموم مشاكل الزراعة في مصر، وأحسن من أنجبت جامعة القاهرة».
وأوضح وزير البحث العلمي الأسبق أن وزير الزراعة الجديد يواجه تحديات جسيمة تتعلق بمشاكل الإنتاج الزراعي، والتصدير، خاصة أن القطاع الزراعي أصبح من القطاعات الطاردة، وشهدت هجرة الفلاحين للأراضي الزراعية بسبب هذه المشكلات والتي تستوجب الشفافية في التعامل معها وعلاجها بالمواجهة الصريحة.
من جانبه، قال الدكتور أيمن فريد أبوحديد، وزير الزراعة الأسبق، أن وزير الزراعة الجديد يواجه 4 تحديات تستوجب سرعة البت في مواجهتها من خلال آليات واضحة تحقق أهداف الدولة في التطوير، مشيرا إلى أنه لاختصار الوقت يجب علي الوزير الجديد الاعتماد على المشورة الصادقة من خلال اختيار الأصلح لضمان دقة القرار التنفيذي لمواجهة هذه التحديات، خاصة لم شمل الوزارة" وإعادة هيكل الوزارة إلى هيكل يساهم في تحقيق التنمية.
وأضاف «أبو حديد» أن هذه التحديات تشمل مشاركة الوزارة في كل المشروعات القومية بصورة فعالة وإعادة مركز البحوث الزراعية إلى موقعه الرائد في مجالات البحث الزراعي، ومواجهة التحديات المعلقة مخاطر التغيرات المناخية وتقلبات الطقس التي تعاني منها الزراعة.
وشدد «أبوحديد» على ضرورة تنفيذ برنامج الرئيس لاستصلاح الأراضي، ويجب أن يكون هناك نتيجة سريعة وملموسة على أرض الواقع مع الإسراع في تقنين أوضاع الزراعات الجادة لضمان استقرار الاستثمار في تطوير الزراعة المصرية، مع الاهتمام الخاص ببرنامج تطوير الري الحقلي لتحويل أراضي الوادي والدلتا من الري بالغمر إلى الري المتطور، الذي من شأنه أن يوفر مليارات من الأمتار المكعبة من المياه يمكن استخدامها لاستصلاح أراضي جديدة خارج الوادي والدلتا، والاستفادة من وحدتي الأراضي والمياه.
ولفت «أبو حديد» إلى أهمية دور الوزير الجديد الحفاظ علي الثروة الزراعية في الأراضي القديمة، خصوصا أن مجتمع الفلاحين ونقابات الفلاحين أصبحت تعاني من ارتفاع معدلات البناء على الأراضي الزراعية وتطالب بوقفها، مشيرا إلى أن هذا المجهود يجب أن يكون مجهودا شعبيا أكثر منه مجهودا حكوميا، للسيطرة على مخالفات البناء على الأراضي الزراعية.
ولفت الوزير الأسبق إلى أن احد التحديات الضخمة التي تسبب إزعاجا مستمرا للدولة، هي قضية العاملين في التشجير، ومطالبتهم بالتثبيت رغم ما تتحمله الدولة من أعباء مالية ضخمة، علي أن يتم ذلك من خلال حصر العناصر الصالحة للعمل للاستعانة بهم في الإرشاد الزراعي الذي يعاني من نقص الكوادر.
وأشاد الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة الأسبق، باختيار الدكتور عز الدين أبوستيت، وزيرا للزراعة، بدلا من الدكتور عبدالمنعم البنا، وزير الزراعة السابق، مشيرا إلى أنه تربطه علاقات جيدة معه طوال عملهما عندما كان يشغل منصب عميد كلية الزراعة جامعة عين شمس، بينما كان الوزير الجديد يشغل منصب عميد زراعة القاهرة، مضيفا: «سيكون وزير شاطر، وأشدت به كثير في مواقع كثيرة وأنا أعتبره أفضل مني».
من جانبه، قال الدكتور محسن البطران، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، إن الوزير الجديد يتميز بـ7 خصال ،تعد أهم معايير اختيار المسئول الحكومي لإدارة العمل الوزاري، وهي النزاهة والصدق وقوة الشخصية وعمق التفكير، فضلا عن أنه محترم وابن ناس، واصفا «أبوستيت» بأنه النموذج الجديد لوزير الثقافة الأسبق، محمد عبدالحميد رضوان، الصعيد الجدع ابن الأصول، صاحب الشخصية المتميزة التي تستحوذ على إعجاب المحيطين بها.
وشدد «البطران» على أن وزير الزراعة الجديد سوف يكثف جهوده لتطوير القطاع البحثي في وزارة الزراعة ممثلة في مركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء، مع ربط البحوث بالتطبيقات العملية التي تضمن جدوى هذه البحوث، ضمن خطط موسعة لإعادة هيكلة البحوث الزراعية.