x

مونديال روسيا 2018..استخدام التكنولوجيا من أجل بطولة أكثر عدلاُ

الأربعاء 06-06-2018 14:20 | كتب: إفي |
الحكم الإيطالي فابيو ماريسكا وهو يشاهد إعادة إحدي الألعاب خلال مباراة في الدوري الإيطالي (السيري آ) بين فريقي لاتسيو وجنوة في 5 فبرايرالماضي. الحكم الإيطالي فابيو ماريسكا وهو يشاهد إعادة إحدي الألعاب خلال مباراة في الدوري الإيطالي (السيري آ) بين فريقي لاتسيو وجنوة في 5 فبرايرالماضي. تصوير : إفي

«التكنولوجيا ستساعد في الحصول على مونديال أكثر عدلا»، هذا ما قاله جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الذي أكد أن تكنولوجيا مثل التي تساعد الحكام وهي تقنية «حكم الفيديو» ستكون أحد العوامل الرئيسية في نجاح مونديال كأس العالم 2018 بروسيا، فهذا مطلب ينادي به من سنوات وبدأ العمل به بالفعل على الرغم من أنه لم يكن هناك إجماع على ذلك القرار، والذي أيضا لن يضع نهاية للجدل.

وبعد ترددها في استخدام التكنولوجيا، أصبحت كرة القدم هي آخر رياضة تلجأ إلى إعادة بعض الألعاب لاتخاذ قرارات تحكيمية صحيحة.

وكان اللجوء إلى تقنية «عين الصقر» في لعبة التنس، والإعادة الفورية في كرة السلة، واستخدام الفيديو من قبل حكام الرجبي، وقبل كل شيء، استخدامه في كرة القدم الأمريكية منذ عام 1986، يحاصر موقف أولئك الذين اعتبروا أن تلك التقنية ستفقد اللعبة متعتها.

ولم يتمكن الجدال حول «الأهداف الوهمية»، مثل الذي أحرزته إنجلترا وفازت به ببطولة كأس العالم عام 1966، وحتي الآن لم يعرف إذا ما تخطت الكرة خط المرمي أم لا، أو حول الأخطاء التحكيمية الفاضحة التي حدثت في بعض المباريات بكأس العالم 2002 في كوريا واليابان، من تغيير موقف الـ(فيفا) أو المجلس الدولي لكرة القدم في اتخاذ قرار يضع حلا لتلك الأزمة.

وعوضا عن ذلك، تم الاستعانة بحكمين على خطي المرمي ليتكون بذلك طاقم التحكيم من 6 حكام، دون أن تتحسن النتيجة بشكل ملحوظ.

وبدأ كل شيء في التغيير بنهاية يونيو عام 2010، عندما لم يحتسب هدف صحيح للاعب الإنجليزي فرانك لامبارد أمام المنتخب الألماني في بطولة كأس العالم بجنوب أفريقيا، حيث تخطت الكرة بأكملها خط المرمي، وعلى العكس كان قد احتسب هدف غير صحيح للاعب الأرجنتيني كارلوس تيفيز أمام المنتخب المكسيكي، حيث كان اللاعب في موقف تسلل واضح.

الهدف الصحيح الذي لم يحتسب لإنجلترا في مرمي المنتخب الألماني في مونديال كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.

الهدف غير الصحيح الذي سجله كارلوس تيفيز، لاعب المنتخب الأرجنتيني، بعدما كان في موقف تسلل واضح.

واعتذر جوزيف بلاتر، رئيس الـ(فيفا) آنذاك، لكل من إنجلترا والمكسيك وفتح الطريق أمام استخدام التكنولوجيا لكن بخط المرمي فقط لا غير.

ومن هنا ولدت «تقنية خط المرمي» التي حققت نجاحا بعد استخدامها في بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل، وفتحت مجالا أكبر لاستخدام التكنولوجيا حيث قام الاتحاد الدولي لكرة القدم في ذلك العام أيضا بالتجارب الأولي لاستخدام تقنية «حكم الفيديو».

وتم اختبار تقنية «حكم الفيديو» في بطولتي كأس العالم للأندية وكأس القارات، وقام حوالي 20 من اتحادات كرة القدم باستخدامها منذ ذلك الحين إلى أن قام المجلس الدولي لكرة القدم في 3 مارس من العام الجاري، بإعطاء الضوء الأخضر لاستخدام تلك التقنية رسميا في كأس العالم 2018 بروسيا، وهو ما حظي بموافقة الفيفا.

- ظهور تقنية «حكم الفيديو» على إحدي شاشات ملعب (فيشت) أثناء لقاء منتخبي ألمانيا وأستراليا في كأس القارات عام 2017 بروسيا.

كيف تعمل تقنية «حكم الفيديو» ؟

بهدف «تصحيح الأخطاء الواضحة» وأيضا تحقيقا لمبدأ «أقل تدخل وأقصي استفادة»، وضع الـ(فيفا) بروتوكولا للعمل به حيث يحد من استخدام تلك التقنية إلا في أربع حالات وهي:

1- لتحديد إذا ما تم تسجيل هدف أو كان هناك خطأ تسبب في منع دخوله أم لا، فتقنية «خط المرمي» تمنع تسجيل الأهداف الوهمية أما تقنية «حكم الفيديو» تظهر الأخطاء أو حالات التسلل في عملية إحراز الأهداف.

2- تحديد إذا كان هناك ركلة جزاء أو خطأ لم يتم احتسابه.

3- تحديد إذا ما كان هناك خطأ ما يستحق الطرد أم لا، ولا تؤثر تلك التقنية على استخدام البطاقات الصفراء بعد إعادة اللعبة.

4- تحديد اللاعبين بشكل صحيح أثناء حدوث الخطأ.

وعلى عكس ما يحدث في الرياضات الأخري، فقد أكد الـ(فيفا)، أن الحكم فقط هو من يقرر الاحتكام إلى الاستعانة بتلك التقنية، وأنه ليس من حق المدربين أو اللاعبين طلب الاستعانة بـ«حكم الفيديو»، ويقوم المساعدون في تلك التقنية بإبلاغ حكم اللقاء عن حدوث أخطاء لم يرها الحكم، ولكن في النهاية هو من يمتلك القرار النهائي.

كيف سيتم تطبيق تلك التقنية في مونديال كأس العالم 2018 بروسيا ؟

كل لقاء سيتم تصويره بـ33 كاميرا، سيتم تخصيص اثنتين منها لمراقبة حالات التسلل.

سيقوم فريق من الحكام المساعدين في تلك التقنية باستقبال الصور الخاصة بكل مباراة من الـ64 مباراة التي ستلعب في البطولة في قاعة مجهزة بمركز البث الدولي في روسيا، وسيكون حكم اللقاء على اتصال بالمساعدين في «حكم الفيديو» عن طريق الراديو.

- شخصان يعملان على تقنية «حكم الفيديو» في إحدي مباريات كأس ليبرتادوريس.

وسيتكون طاقم «حكم الفيديو» من حكم رئيسي وثلاثة مساعدين له وجميعهم معتمدين من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بالإضافة إلى أربعة أفراد مسؤولين عن تشغيل التلفاز والذين سيقومون أيضا باختيار أفضل الزوايا للكاميرا وقت إعادة اللعبة.

وبالإشارة إلى كيفية التواصل مع المساعدين في «حكم الفيديو»، سيقوم حكم اللقاء بوضع يده على أذنه للحديث معهم عن طريق سماعة الأذن، أو في حالة رغبته في إعادة لعبة معينة سيقوم برسم مربع بكلتا يديه ليعلم الجميع أنه طلب ذلك.

الحكم نيستور بيتانا وهو يتلقي توجيهات من المساعدين بتلك التقنية أثناء كأس القارات 2017 بروسيا.

مؤيدو ومنتقدو تلك الخاصية:

قرر الـ(فيفا) تطبيق تلك التقنية، التي لا يمكن التشكيك في إحصائياتها، بعد تجربتها في أكثر من ألف مباراة (في 972 مسابقة).

وفي تلك التجارب، كان هناك نسبة 57.4% من الحالات أشارت إلى وجود ركلات جزاء صحيحة لم تحتسب، ونسبة 42.1% من حالات طرد صحيحة أيضا وجب احتسابها، وأيضا 69% من المباريات لم تستعن بتلك التقنية.

ووفقا لـ(فيفا)، فالوقت المهدر أثناء الاستعانة بتلك التقنية يكون في المتوسط 55 ثانية، وهو رقم لا يذكر مقارنة بالوقت المهدر في تنفيذ الركلات الحرة (8 دقائق و51 ثانية) أو الركلات الركنية (3:57) أو أثناء التغييرات (2:57).

وقرار تنفيذ تقنية «حكم الفيديو» لم يلق اجماعا منتظرا، فكان هناك العديد من أصوات اللاعبين والمدربين المعارضة لهذا القرار.

وكان الرئيس السابق للـ(فيفا) جوزيف بلاتر قد قال إنه «لا يمكن استخدام مثل تلك التقنية في بطولة كأس العالم لأنها ستحدث تغييرات غاية في الأهمية»، وأيضا السلوفيني ألكساندر سيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا)، الذي أكد أنه «ستحدث التباسات كبيرة حال استخدامها» ورفض الاستعانة بها في المسابقات الأوروبية للموسم المقبل.

وكان هناك من أشار إلى قدسية الجوهر الخاص باللعبة، ومنهم المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، الذي أكد أن «كرة القدم أيضا هي أخطاء، فمثل ما نقوم نحن المدربون أو اللاعبون بارتكاب أخطاء، يرتكب الحكام أيضا أخطاء، فتلك هي كرة القدم ودائما ما عرفناها ومارسناها بهذا الشكل، وأرى أن تلك التقنية ستحول أفضل رياضة في العالم إلى مهزلة».

كما أعلن مدرب يوفنتوس، ماسيميليانو أليجري، مخاوفه من التوقفات العديدة التي ستحدث بسبب تطبيق تلك التقنية في آخر منعطف بمسابقة الدوري والتي ستكون حاسمة للغاية، قائلا: «ستستمر المباريات بهذا الشكل لمدة أربع ساعات وذلك ليس جيدا في كرة القدم لأنها بذلك ستتحول إلى رياضة البيسبول».

ومن بين اللاعبين الرافضين لتلك التقنية، لاعب ريال مدريد لوكا مودريتش، الذي قال إن ذلك «سيسبب العديد من الملابسات»، وأيضا زميله السابق بالفريق الملكي سامي خضيرة، الذي أكد أن اللاعبين حاليا لا يعرفون إذا ما كان باستطاعتهم الاحتفال بالاهداف أم لا.

ولكن لن تكون هناك عودة إلى الوراء، فبطولة كأس العالم 2018 بروسيا ستشهد تقنية وفقا لإنفانتينو، تحد من الأخطاء بشكل كبير.

وأوضح إنفانتينو: «بدون (حكم الفيديو) يرتكب الحكم خطأ كبيرا كل 3 مباريات، وبتطبيق تلك التقنية يرتكب الحكم خطأ كبيرا كل 19 مباراة وهذه وقائع، فنسبة نجاح الحكام حاليا، بدون تلك التقنية، 93 % وهي نسبة ممتازة، ولكن بتطبيقها ستكون نسبة نجاحهم 99%».

- جيانو إنفانتينو، رئيس الـ(فيفا)، أثناء مؤتمر صحفي في بوجوتا (كولومبيا) عقب الاجتماع السادس للاتحاد الدولي لكرة القدم والذي تم فيه إقرار استخدام تقنية «حكم الفيديو».

وأكد رئيس الـ(فيفا) بعد إعلانه تطبيق تقنية «حكم الفيديو» رسميا أن «ما نريده هو المساعدة وإعطاء الحكم وسيلة مساعدة إضافية إذا تحتم عليه اتخاذ قرارات غاية في الأهمية، وأنه ليس من المعقول، وبعد دخولنا عام 2018، أن يعلم المشجعون في الملعب أو المشاهدون عبر التلفاز أن الحكم ارتكب خطأ كبيرا بعد ثواني من اللعبة ويكون الحكم هو الشخص الوحيد الذي لا يعلم ذلك».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية