يواجه نظام الرئيس السورى بشار الأسد أول سلسلة من العقوبات الاقتصادية العربية بعد رفضه التوقيع على المبادرة العربية لاستقبال بعثة تقصى الحقائق العربية للوقوف على حقيقة الأوضاع الميدانية والعنف ضد المتظاهرين السلميين منذ 8 أشهر، كما يواجه إمكانية تحويل الملف السورى إلى الأمم المتحدة، فى الوقت الذى يواصل فيه المتظاهرون بدعم الجيش السورى الحر تضييق الخناق على النظام، الذى لايزال يقتل المواطنين على نطاق واسع، بينما أفادت تقارير بعرض مسؤولين ليبيين تقديم مقاتلين وأموال وسلاح للمعارضة السورية، نكاية فى نظام الأسد الذى اتهمه الثوار الليبيون بدعم الزعيم الراحل معمر القذافى.
وبحثت اللجنة الوزارية العربية، السبت، توصيات المجلس الاقتصادى والاجتماعى العربى بفرض أولى العقوبات على النظام السورى، تشمل قطع العلاقات التجارية مع الحكومة السورية، وتتضمن العقوبات حظر سفر كبار المسؤولين السوريين ووقف رحلات الطيران إلى سوريا، ووقف التعاملات مع البنك المركزى السورى، باستثناء السلع الأساسية التى يحتاجها الشعب.
وقال دبلوماسيون عرب إن بوادر خلاف ظهرت بين أعضاء اللجنة الوزارية العربية بشأن تأثير العقوبات المقترحة على الشعب السورى، وأضافوا أن الجزائر وسلطنة عمان حذرتا من التعجل فى إقرار العقوبات، لأن «تأثيرها السلبى سيكون كارثياً على الشعب قبل النظام فى سوريا»، وأوضحوا أن «الدول المؤيدة للعقوبات، التى تقودها قطر، ترى ضرورة تطبيقها ولو تدريجياً، مع البحث عن وسائل وآليات تخفف من وقعها على الشعب السورى».
فيما وصف وزير الخارجية السورى وليد المعلم فرض عقوبات بأنه موافقة ضمنية على تدويل الوضع فى سوريا و«تدخل فى شؤونها الداخلية».
وأكد خبراء اقتصاديون عرب أن قرار المجلس الاقتصاد بجامعة الدول العربية بفرض حزمة من العقوبات الاقتصادية على سوريا سوف سيزيد الاحتقان الداخلى ضد سياسة النظام، بينما دعت البحرين وقطر رعاياهما إلى مغادرة سوريا بسبب أعمال العنف، فيما نصحت الإمارات رعاياها بتجنب السفر لسوريا حرصا على سلامتهم.
فى غضون ذلك، أسفرت المواجهات بين القوات السورية بدعم «الشبيحة» عن مقتل 28 مدنيا، غالبيتهم فى حمص عاصمة الثورة ودير الزور وريف دمشق وإدلب، كما قتل 22 عسكريا، غالبيتهم من القوات الحكومية وجرح العشرات فى اشتباكات بين الجيش السورى الحر والقوات الحكومية، غالبيتهم فى حمص، بينما سقط أمس السبت 5 قتلى بينهم أطفال فى حمص وريف دمشق، وقتل 12 جنديا حكوميا وأصيب أكثر من 40 فى هجوم للمنشقين على قافلة عسكرية متجهة إلى معرة النعمان فى ريف إدلب. وبينما يشتكى ناشطون من تزايد حالات اقتلاع أعين ناشطين خلال اعتقالهم، خاصة الذين تعتقلهم قوات الأمن على خلفية تصويرهم للمظاهرات ومنها 3 حالات فى حمص، تظاهر السوريون أمس فى أحد «عين الحقيقة»، تضامنا مع النشطاء الذين اقتلعت أعينهم أو تعرضوا لتعذيب السلطات.
وفى غضون ذلك، كشفت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية عن لقاءات سرية بين المعارضة السورية وقادة من المقاتلين الليبيين، الذين أطاحوا بنظام معمر القذافى، وبحثت اللقاءات مشاركة ثوار ليبيا فى عمليات عسكرية ضد نظام الأسد، وقالت الصحيفة إن اللقاءات جرت فى اسطنبول بمشاركة مسؤولين رسميين من تركيا.