x

جدل سياسى حول تشكيل حكومة «إنقاذ وطنى».. ومخاوف من اشتعال الأوضاع

الثلاثاء 22-11-2011 18:13 | كتب: عادل الدرجلي, سحر المليجي |
تصوير : أحمد المصري

فجرت مليونية الدعوة لتشكيل حكومة إنقاذ وطنى جدلا كبيرا فى الشارع السياسى، بسبب ما وصفوه بالمخاوف من طول الفترة الانتقالية التى تعيشها مصر الآن، إضافة إلى اشتعال الأوضاع بين مختلف القوى السياسية، واختلف خبراء سياسيون استطلعت «المصرى اليوم» رأيهم حول تلك القضية، فأيد عدد من الخبراء أهمية تشكيل حكومة إنقاذ وطنى فى الوقت الحالى، وطالبوا بسرعة تنفيذه، فيما رأى آخرون صعوبة تنفيذ تشكيل مثل هذه الحكومة، مشيرين إلى أنه سيزيد من طول المرحلة الانتقالية فضلا عن تأخير إجراء الانتخابات البرلمانية، وهو ما سيشعل الأوضاع بين الجبهات السياسية التى تريد اجراء الانتخابات فى موعدها.

وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، أستاذ العلوم السياسية: «المطالبة بتشكيل حكومة إنقاذ وطنى مطلب جيد، لكنه غير واقعى، وغير قابل للتنفيذ»، مرجعا السبب إلى «اقتراب موعد انتخابات مجلس الشعب، التى تستطيع أن تمر بالبلاد إلى مرحلة أكثر هدوءا واستقرارا مما هى عليه الآن»، مشيرا إلى أنه كان يجب الحديث عن حكومة بديلة لحكومة شرف قبل أسبوعين من الآن، لكن مع تحديد موعد الانتخابات لا يجب أن يتم إقالتها الآن.

وأكد ربيع أنه من الصعب حاليا اختيار حكومة من ميدان التحرير كما حدث مع حكومة شرف، مشيرا إلى أن «الثورة وقتها كانت فى بدايتها ومكونة من ميدان واحد، أما الآن فهناك ميدان للسلفيين وآخر للإخوان وثالث لليبراليين، وغيرها من الميادين التى يصعب معها الاتفاق مع شخصيات محددة».

واختلف معه الدكتور نور فرحات، أستاذ القانون الدستورى، وقال «أنا مع تشكيل حكومة إنقاذ وطنى فى أسرع وقت، على أن يتم اختيار وجوه تتميز بالكفاءة والقدرة على اتخاذ قرار دون تردد، وتمتعهم برؤية سياسية تتفق مع أحداث الثورة»، مضيفا أنه «لا يجب أن نختار وزراء لا يتفقون مع روح الثورة، أو مترددين فى اتخاذ القرارات، أو غير قادرين على التعامل مع مطالب الشارع والتفاعل معها».

وأضاف: لا يوجد رابط بين تشكيل وزارة الإنقاذ الوطنى وتأجيل الانتخابات البرلمانية، لأن الوزراء ليسوا مسؤولين عن تأمين الانتخابات ومتابعتها وإنما الكوادر الثانية والثالثة فى كل وزارة هم المنوطون بهذا الشأن، وهو ما يجعل تغيير الوزراء غير مؤثر فى الانتخابات المقبلة.

من جانبه قال الكاتب الصحفى صلاح عيسى إن «المطالبة بتشكيل حكومة إنقاذ وطنى، فكرة لا محل لها من الإعراب، لأنها لن تحقق أى شىء»، وأضاف: الذين يطرحون هذا الاقتراح، لن يستطيعوا تنفيذ ما عجزت عنه حكومة شرف والمجلس العسكرى، والأهم من تكوينها، هو المساعدة على أن تمر المرحلة التى نعيشها بهدوء، فنحن نتحدث عن انتخابات برلمانية بعد أسبوع واحد من الآن.

وتساءل عيسى: «هل تستطيع حكومة الإنقاذ الوطنى أن تشرف على انتخابات مقبلة، بدلا من حكومة شرف التى يساندها المجلس العسكرى، دون أن تعتمد على الشرطة أو الجيش، وإن نجحت، فما هى تلك الحكومة التى ستنجح فيما فشلت فيه قوات مسلحة ولا هتشترى بوليس»؟

على جانب آخر، أيد عدد من قيادات الأحزاب والقوى السياسية فكرة تشكيل حكومة إنقاذ وطنى لحل الوضع الحالى وعودة استقرار الأوضاع.

أعلن نبيل زكى، المتحدث باسم حزب التجمع، دعوته أحزاب الكتلة المصرية، إلى مؤتمر شعبى ضخم خلال أيام على أن يتم عقد مؤتمر صحفى للأطياف السياسية.

وقال زكى إن هذا المؤتمر سيطالب بتشكيل حكومة إنقاذ وطنى تأخذ صلاحياتها الحقيقية، ونطالب بتصحيح مسار الثورة والتأكيد على مدنية الدولة وضرورة ترتيب الأولويات.

واقترح السعيد كامل، رئيس حزب الجبهة، أن يترأس الدكتور حازم الببلاوى، نائب رئيس الوزراء، رئاسة حكومة الإنقاذ الوطنى على أن يكون أعضاؤها من قيادات الحياة السياسية وشباب الثورة وأن تتسلم السلطة من المجلس العسكرى وتدير البلاد.

وطالب طارق الملط، المتحدث باسم حزب الوسط، بتشكيل حكومة إنقاذ وطنى لأن الحكومة الحالية ضعيفة، على أن يكون رئيس الحكومة الجديد ووزراؤه من جميع التيارات السياسية وألا يكونوا ممثلين لفصيل واحد، وقال إن أهم شىء أن يكون رئيس الوزراء الجديد «حمش».

ودعا الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى إلى «البدء فى إجراء مشاورات لتشكيل حكومة إنقاذ وطنى بصلاحيات حقيقية عبر حوار مع جميع القوى الوطنية، والإعلان فورا عن جدول زمنى محدد لتسليم السلطة للمدنيين».

كما دعت الجمعية الوطنية للتغيير، المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطنى، من شخصيات وعناصر تعبر عن روح الثورة وتتمتع بصلاحيات كاملة تمكنها من المواجهة الفعالة للتحديات التى يواجهها الوطن.

وطالبت الجمعية - فى بيان أصدرته الثلاثاء- بأن تتولى الحكومة المطلوب تشكيلها مسؤوليات محددة لمرحلة انتقالية بالتعاون مع أجهزة الدولة الأخرى، ويتم فيها إنجاز المهام الأساسية لإطلاق عملية إعادة بناء الدولة.

فيما رفض ياسين تاج الدين، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، فكرة تشكيل حكومة إنقاذ وطنى، وقال: لا أؤيد حكومة إنقاذ وطنى وإنما أويد إجراء الانتخابات البرلمانية فى موعدها وما ينتج عنها من حكومة ستكون هى حكومة الإنقاذ الوطنى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية