x

سليمان جودة السفير عندما يُغرد! سليمان جودة الإثنين 26-03-2018 23:30


غرّد جون كاسن، سفير بريطانيا فى القاهرة، فقال إن بلاده تُدين حادث استهداف موكب مدير أمن الإسكندرية، وتقف إلى جوار مصر فى حربها على الإرهاب!.

أما إدانة بلاده للحادث فأنا أصدقها، لأنها مجرد بيان لا يكلف صاحبه شيئاً.. وأما وقوف بريطانيا إلى جانبنا فى الحرب على الإرهاب فى الإسكندرية، وفى غير الإسكندرية، فهو أمر يظل فى حاجة إلى دلائل، وشواهد، وإشارات!.

والحقيقة أن كاسن هو أول مَنْ يتكلم فى كل مناسبة، وأول مَنْ يغرد، وأول مَنْ ينشط، وأول مَنْ يتحرك فى كل اتجاه فى همة نحسده عليها.. ثم نمسك الخشب!.

غير أن بلاده فى مقابل كلامه هى آخر مَنْ يفعل!.

وينطبق على كلام السفير شديد النشاط، ثم على بلاده قليلة الفعل الإيجابى معنا، المثل الذى يقول: «أسمع كلامك أصدقك.. أشوف حالك أستعجب»!.

وإلا فإننى أريد أن أسمع من السفير الهُمام ماذا بالضبط فعلت بلاده فى حادث مقتل مريم مصطفى، التى لقيت مصرعها قبل أيام، على يد عصابة من الفتيات فى شارع من شوارع مدينة نوتنجهام البريطانية؟!

ولا أعرف ما إذا كان السفير قد غرد حول حادث مريم أم لا؟!.. ولكن ما أعرفه أننا فى حالة هذه البنت الضحية، نظل فى أشد الحاجة إلى الفعل من جانب الأجهزة المعنية فى لندن، ومن جانب حكومة تريزا ماى، أكثر من حاجتنا إلى التغريد الذى هو فى النهاية كلام!.

والذين تابعوا رد الفعل البريطانى على محاولة تسميم الجاسوس المزدوج سيرجى سكريبال، على الأراضى البريطانية، تساءلوا بالقطع، ولايزالون يتساءلون عن رد الفعل البريطانى نفسه على حادث مقتل مريم.. فالحادثان وقعا فى توقيت واحد.. ومع ذلك فإن السيدة ماى طردت ٢٣ دبلوماسياً روسياً، لمجرد أنها تشك فى أن موسكو تقف وراء المحاولة، ولم تحرك ماى نفسها ساكناً فى موضوع مريم!.

هل لأن اسم المسكينة ليس سيرجى سكريبال؟!

أعتقد أن هذا صحيح بنسبة كبيرة.. اللهم إلا إذا كان للسفير رأى آخر!.

فمحاولة التسميم، التى حاولت ماى إلصاق المسؤولية عنها بالرئيس الروسى بوتين، هى نوع من الإرهاب.. وكذلك حادث إزهاق روح بنت مصرية كانت تدرس وتعيش هناك، ولم تكن تؤذى أحداً، ولذلك فالكيل بمكيالين فيهما ليس مقبولاً!.

وإذا كان الرفيق سكريبال إنساناً.. وهو كذلك بالطبع.. فإن مريم إنسانة مثله تماماً.. غير أن المسافة الواسعة بين رد الفعل الإنجليزى فى الحالتين لا تقول بهذا أبداً!.

ولسنا نريد من الخواجة كاسن سوى أن يتسق كلامه فيما يتصل بالحرب على الإرهاب تحديداً، مع فعل حكومته، فى كل الأحوال!.

وليس موضوع سكريبال ومريم سوى مجرد مثال.. وأستطيع أن أسرد الكثير من الأمثلة!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية