x

سليمان جودة بالتأكيد يعرف ليندا! سليمان جودة السبت 24-03-2018 22:05


أعجبتنى حفاوة الرئيس بالسيدة ليندا سليمان، فى احتفال عيد الأم، ليس لمجرد أنها أُم، ولا لمجرد أنها من الأُمهات المثاليات، ولكن لأنها سيدة من سيدات التعليم!.

وقد عاشت السيدة ليندا حتى رأت اثنين من بين تلاميذها وزيرين: الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، والدكتور هشام عرفات وزير النقل!.. والمؤكد أن لها تلاميذ آخرين نجحوا وظهروا فى شتى مجالات الحياة، ولابد أنها تتطلع إليهم، أو تلتقى بهم، وهى ممتلئة بالسعادة ولسان حالها يقول: كلهم أولادى!.

وقد كانت الأستاذة رشا نبيل هى التى سبقت فى برنامجها على القناه الأولى، فاستضافت قبل أسابيع هذه السيدة العظيمة، ومعها تلميذاها الوزيران، وقد كانت الاستضافة فى حد ذاتها إشارة كافية إلى أن نجاح كل سيدة تشارك فى إعداد أجيال جديدة، إنما يُقاس بنجاح تلاميذها فى الحياة!.

وكانت الحفاوة الرئاسية فى محلها تماماً، وهى حفاوة مشكورة، لأنها احتفاء ثم احتفال بالتعليم، فى صورة سيدة من سيداته الكبيرات، وأتمنى لو أن المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى أعلن حين يفوز فى الانتخابات الرئاسية التى تبدأ أيامها الثلاثة صباح غد، أنه سوف يجعل من هذه الحفاوة، حفاوة أشمل وأعم، فتكون حفاوة بكل مدرس، وبكل مُدرسة، ثم تكون حفاوة بالتعليم كله فى العموم على مدى سنوات أربع!.

وإذا كانت الدولة قد أظهرت منذ اللحظة التى وضعت فيها الدستور الحالى، اهتماماً فى أربع مواد من مواده، بالتعليم، لم يسبق أن كان له مثيل، فيبقى أن تبادر الدولة نفسها بترجمة هذا الاهتمام فى دستورها، إلى واقع حى، يعيشه كل مدرس، وكل مُدرسة، فى كل مؤسسة تعليمية!.

فالعبرة دائماً ليست بحجم الإنفاق على التعليم، حتى ولو كان إنفاقاً بنسبة غير مسبوقة، كما هو حاصل فى دستورنا الراهن، ولكن العبرة لدى كل الدول التى سبقتنا بتعليمها، وليس بشىء سواه، هى بالقدرة على توجيه هذا الإنفاق، والقدرة على إدارته، ليكون إنفاقاً فى مكانه، ويؤدى فى الآخر إلى النتيجة التى نريدها، ونحتاجها، ونسعى إلى تحقيقها!.

وخبراء التعليم ورجاله لا يتوقفون عن الكلام عن أن التعليم ثلاثة أشياء بلا رابع: مدرسة يتلقى فيها الطفل تعليمه المبكر.. ومنهج متطور يجعل هذا التلميذ على صلة بعصره الذى يعيش فيه.. ثم مُدرس قادر على توصيل المنهج إلى عقل التلميذ!.

وأريد أن أسارع إلى إعادة ترتيب العناصر الثلاثة، لأجعل المدرس رقم واحد فى الترتيب.. لا رقم ثلاثة.. لأن المدرس المُهيأ إذا غاب، غاب التعليم كله!.

وإذا كانوا زمان قد قالوا إن القانون لا يعرف زينب.. فالتعليم بالتأكيد يعرف ليندا!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية