x

«موضة الشارع».. عروض «حرة» تتحدى «القوانين»

السبت 24-03-2018 01:47 | كتب: إيمان مبروك |
أيقونة أيقونة تصوير : اخبار

«street style» أو (موضة الشارع)، تنجح دوماً فى سرقة عدسات المصورين، على هامش أكبر محافل الموضة العالمية التى ينتظرها الملايين حول العالم، للتعرف على الصيحات الجديدة والأفكار المبتكرة لكبار مصممى الأزياء، حتى إن الأمر تحول إلى صيحة يهتم بها صناع الإعلام بنفس درجة الاهتمام بما يُقدم على خشبة عروض الأزياء.

والمصطلح خرج من بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية بعد أن شهد المجتمع بعض التغيرات التى انعكسب على أسلوب الحياة وبما فيها الموضة، ويعنى خط الموضة الذى يعتمده الشارع وربما يكشف عن أساليب تتقاطع أو تختلف مع اتجاهات الموضة التى يقدمها كبار المصممين، فها هنا الشارع يضع لمساته وثقافته الخاصة وهو أمر يختلف بالطبع من بلد إلى آخر.

وتعد (موضة الشارع) طريقة فردية للتعبير عن الثقافة والهوية بعيداً عن الاتجاهات التى تفرضها عروض الأزياء، وتتأثر بالطبع بما يقدمه المصممون لكن يُضاف عليها نكهة خاصة تميز كل شخص، وربما كل مجموعة أو كل بلد، وتتميز موضة الشارع بأنها صيحة تخلق مساحات للتعبير قد تمنعها قوانين الموضة التى يضعها ويفرضها رجال هذه الصناعة.

ويقول المصور الأمريكى بيل كننجهام إن أقوى عرض أزياء هو ما تراه كل يوم فى الحياة من حولك، فالشارع هو أكبر مسرح للموضة لأنه يخبرنا الكثير عن الاتجاهات الحقيقية التى لا تقيدها المصالح الاقتصادية أو السياسية، فقط تخضع لهوية وحرية الشخص.

مفهوم موضة الشارع أو النمط الذى يخلقه الشارع موجود منذ زمن بعيد، لكن أصبح صيحة متفردة فى القرن العشرين، فكلما تزايدت وسائل الإعلام ثم وسائل التواصل الاجتماعى، أصبحت هذه الصيحات رائجة، وهو ما يفسر تأثير مدونات الموضة اللاتى يأخذن من مواقع التواصل الاجتماعى منصة للوصول إلى أكبر عدد من المتابعين، وكلما اتسعت هذه الدائرة أصبح نمط الشارع هو الأكثر رواجاً والأكثر تحكماً فى اتجاهات الموضة العالمية.

والبطل الرئيسى فى خلق هذا المفهوم أو التركيز عليه هو المصورون الصحفيون الذين وجهوا عدسات الكاميرات نحو الأشخاص العاديين لتوجيه الضوء إلى رؤيتهم وطريقة تعاملهم مع الموضة، حتى تحول الأمر إلى صيحة خصصت لها أكبر مجلات الموضة صفحات وأخبارا خاصة، ثم تطور الأمر إلى أن أصبحت هذه الصيحة مصدر إلهام لكبار المصممين لأن فى النهاية كل مصمم أزياء يبحث عن الرواج الذى لن يتحقق إن لم يأخذ تذكرة المرور من ثقافة الشارع.

تختلف «موضة الشارع» من مدينة إلى أخرى، فترى موضة الشارع فى ميلان تختلف تفاصيلها عن باريس أو نيويورك أو حتى روما، فكل مرة ترى الموضة بهوية جديدة تشبه سكان المدينة، ولا شك أن هناك عددا من العوامل تؤثر على الموضة التى يعتمدها الشارع، فالمدن التى تتميز بمستوى اقتصادى مرتفع بالطبع تختلف عن القرى، كما أن المدن التى لها نمط حياة أكثر عملية تضيف للموضة ما يساعدها على تحقيق هذا النمط بسهولة.

وكما نرى لمصممى الأزياء حالات من الإبداع والجنون، ومن يرصد موضة الشارع سيرى درجات أعلى من الجنون والحرية والإبداع والفن، فالكل يعبر عن حالته وموهبته من خلال تنسيق قطع من الملابس ودرجات من الألوان ربما لا تأتى بفكر مصمم موهوب ودارس لأصول هذه الصناعة، ومهما تضخمت صناعات، ونجحت فنون، وتسلطت الأنظمة فالكلمة دائماً للشارع، فهنا يُكتب الواقع ويُسجل التاريخ الحقيقى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية