كرّم المجلس القومي للمرأة، الإثنين، رانيا فهمي، الفتاة الصعيدية، التي حصلت على أول حُكم ضد مُتحرش بالسجن المُشدد، ممثلاً في مايا مُرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة، وسناء خليل، عضو المجلس، ومقرر اللجنة التشريعية به، وذلك بإهدائها درع المجلس، على بسالتها وشجاعتها وكسرها الصورة النمطية لخوف فتيات الصعيد من وصم التحرّش، وإيثارهن السلامة وخشية الفضيحة.
واحتفت مايا مُرسي برانيا، وثمّنت موقفها بشدة، مُعتبرةً إياها «أيقونة مصرية» على حد تعبيرها، حيث دافعت عن حقها في محاسبة مُنتهكها، وحصلت عليه بالفعل أخيرًا، لتُصبح بذلك أول بنت مصرية من قلب الصعيد تكسر القواعِد وتحصل على حُكم ضد متحرش مؤكدة «أنا شخصيًا ومهنيًا فخورة بهذه الفتاة لأنها بنت مصرية جدعة عرفت تحارب وماستضعفتش نفسها».
وأعربت «مُرسي» عن دهشتها من قدرة «رانيا» على تخطي كافة الصعاب من حولها، كونها فتاة، صغيرة في السن، وتنتمي لمجتمع الصعيد المغلق، قائلة: «البنت لم تسع إلى مُساعدة من أي نوع، ولا ضغط من الإعلام ولا دعم من أي جمعية أهلية، ولا جريت على المجلس القومي للمرأة طالبة للمُساعدة»، فيما اعتبرت أن فصل القضاء في قضيتها بهذه السُرعة بمثابة درس لكُل فتاة مُستضعفة «لو في ظرف 6 أشهر اتحكم في خمس قضايا بالمنظر ده، المتحرشين هيكونوا عبرة، والظاهرة هتنحسر».
من جانبها، أعربت رانيا فهمي، الفتاة القناوية، عن سعادتها وشعورها بالفخر بسبب دعم «القومي للمرأة»، واستدعائها للتكريم، كما توجهت بالشُكر للقضاء العادل والناجُز وعبرت عن امتنانها لعناصر جهاز الشُرطة الذين قاموا التعامُل الجدي مع شكواها «في ظرف 24 ساعة من البلاغ، كان المتحرش مقبوض عليه».
ودعت رانيا جميع الفتيات اللاتي تتعرضن للتحرُش لأن يحزو حزوها في الدفاع عن نفسها ضد الانتهاك، والإيمان بقدرة النظام القضائي على مُعاقبة الجاني وإنصاف الضحية، مؤكدة «سيبك من الضغوط، محدش هييجي على حقك، الشرطة ساعدتني وفي النيابة والمحكمة اتعاملت بطريقة مُحترمة جدًا».
وتابعت: «الحمد لله إن قضاء مصر عادل، غير كدة لقيت ناس كتير دعمتني وفرحتلي وادتني طاقة إيجابية، وربنا كافئني باللي حصل والله».
وفي نهاية التكريم، قامت مايا مُرسي بإهدائها حقيبة حديدية عليها علامة «التاء المربوطة»، كتذكار، إذ لعبت حقيبتها دورًا كبيرًا في الذود عنها ضد المتحرش كما يظهر في الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي.