أكد الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة بحثت كيفية استغلال كل خطط التنمية الشاملة المتعلقة بمحافظتى سيناء، فضلاً عن دراسة كيفية إدارة الأمور فيهما بشكل عام، مع استحداث كيان على أعلى مستوى، قد يكون وزارة أو هيئة قومية، لتنمية سيناء بشكل عام.
وقال شرف خلال لقائه شيوخ وقبائل شمال وجنوب سيناء، السبت، فى أول زيارة له خارج القاهرة، بعد توليه رئاسة الوزراء: «قصدت المجىء إليكم لأنه لا يرضى أى مسؤول استمرار الأحوال كما هى عليه، فالمنطق والعقل والدين وكل مظاهر الحياة ترفض استمرار هذا الوضع لكم، وعليكم بالتعاون معنا من خلال المشاركة والمواطنة».
وتابع: «جئت للاستماع إلى مطالبكم وأعدكم بفتح صفحة جديدة، ولقد حملت لكم رسائل عديدة منها رسالة من المشير حسين طنطاوى، وجميع أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأخرى من شباب ثورة 25 يناير، فضلاً عن رسالة خاصة من ابنى المجند محمد الذى عجز عن الحضور لتأييدكم».
وأكد شرف أن كل ما طرح من مطالب هو محاور عمل و«أوامر» منهم، وسيتم العمل على تنفيذها، مشيراً إلى أنه جاء كمصرى يعيش فى القاهرة لمقابلة مصريين يعيشون فى سيناء، معتبراً أنه جاء فى ظل ماضى «كئيب» يحمل إهمال حقوق ومشاعر السيناوية، وقال: «هذا الماضى يستحق الاعتذار عنه وتقديم الأسف».
ووعد شرف باستثمار كل مقومات الاقتصاد التى تحظى بها سيناء، من موقع ومناخ وغيرهما، والذى يمكن معه خروج أكثر من ثلث اقتصاد مصر، فضلاً عن زيادة دور أبناء سيناء فى حكم منطقتهم، وإزالة الصورة الخاطئة عنهم، مشدداً على أنه سيتم حل جميع المشاكل الأمنية المتعلقة بهم، والتى أصبحت محل بحث وزيرى العدل والداخلية فضلاً عن الاهتمام بمشكلة التوظيف وتمليك الأراضى، على اعتبار أن الحكومة الحالية تضع نصب أعينها أنه لا اضطهاد ولا تجاهل أو تهميش ولا تفرقة فى المعاملة بين المصريين وبعضهم البعض.
ومثلت زيارة شرف، لجنوب سيناء «مفاجأة» للجميع، منهم أبناء سيناء أنفسهم، الذين اعتادوا التجاهل طوال سنوات طويلة أثناء حكم مبارك، حيث جاءت الزيارة لتقطع فترة جفاء طويلة بين أبناء سيناء وحكومتهم المصرية، واعتبر شيوخ الجنوب أن اختيار شرف لعقد مؤتمره الأول معهم فى منطقة عيون موسى، ذو مغزى عميق، حيث ابتعد عن مدينة شرم الشيخ التى طالما كانت «قبلة» الرئيس السابق، الذى لايزال محبوساً فيها، فضلاً عن أنها أول نقطة حصينة للحدود الإسرائيلية التى سقطت فيها.
الشيخ «حسن» أحد المشايخ، أكد أن شرف هو أول رئيس وزراء يزور محافظتهم منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات، مشيراً إلى أن السادات كان يهتم بأبناء المحافظة، ويقوم بزيارتهم بنفسه بعيداً عن الوزراء، بينما كان رؤساء حكومات مبارك لا يهتمون سوى بزيارة شرم الشيخ فقط.
وقال حسن وعدد آخر من مشايخ الجنوب لـ«المصرى اليوم» إن آخر مرة رأوا فيها مبارك، بعيداً عن شرم الشيخ، كانت عام 1985 عندما افتتح محطة مياه فى نويبع، وهو ما أكده أيضا أشرف أبوبكر، عضو مجلس محلى مدينة دهب، بأن وزراء حكومات مبارك لم يهتموا بالمجىء إلى المحافظة، سوى الدكتور محمد إبراهيم سليمان، وزير الإسكان الأسبق، الذى كان يهتم بمشروعات الإسكان والمياه فى المحافظة ومعها شمال سيناء.
وأشار أبوبكر إلى أن الوزير الوحيد الذى كانت ترسله الحكومة المصرية مؤخراً، كان الدكتور ماجد جورج، وزير البيئة، أما باقى الوزراء، فكانوا يأتون لحضور المؤتمرات فقط فى مدينة شرم الشيخ، والتى كانت جميعها لا تختص بمشاكل أبناء سيناء، معتبراً أن زيارة شرف تعد ضمن مرحلة جديدة تبحث عن مشاكل أبناء سيناء.