حكمت محكمة عسكرية إسرائيلية، الأربعاء، على الفتاة الفلسطينية عهد التميمي بالسجن لمدة 8 أشهر، بالإضافة إلى 8 أشهر أخرى مع وقف التنفيذ وغرامة قدرها 5 آلاف شيكل إسرائيلي (1440 دولارا).
كما قضت المحكمة أيضا بسجن والدتها ناريمان 8 أشهر، بالإضافة إلى السجن 7 أشهر مع وقف التنفيذ في حال تكرار أي مخالفة موجودة بالحكم، وغرامة 6 آلاف شيكل (1730 دولارا). وقضت عهد التميمي ووالدتها ناريمان 3 أشهر بالفعل على ذمة القضية ما يجعل الباقي في فترة سجنهما 5 أشهر.
وحسب «سي إن إن»، جاء الحكم بعد صفقة توصلت إليها النيابة العسكرية الإسرائيلية مع فريق الدفاع عن عهد التميمي، لتعترف بأنها مذنبة مقابل تخفيف الحكم. وخلف الأبواب المغلقة في محكمة عوفير العسكرية بالضفة الغربية، وافق ممثلو النيابة العسكرية الإسرائيلية على إسقاط 8 من التهم الـ12 الموجهة إلى عهد التميمي.
فيما وافق دفاع عهد التميمي، 17 عاما، أن تعترف بأنها «مذنبة»، في 4 اتهامات خاصة بـ«ارتكاب أفعال إجرامية وإعاقة عمل جندي إسرائيلي ومهاجمتهّ»، بحسب بيان جيش الاحتلال.
وقضت ذات المحكمة، على الأسيرة نور التميمي، ابنة عم عهد، بالسجن الفعلي لمدة 16 يوما، وغرمتها 2000 شيكل قبل أن يتم الإفراج عنها.
وحسب موقع «عرب 48»، خلال انعقاد جلسات المحكمة، أقدمت شابة على صفع المدعي العسكري للاحتلال، ليتم اعتقالها واقتيادها للتحقيق. فيما قالت عهد التميمي في قاعة المحكمة: «لا عدالة تحت الاحتلال والمحكمة غير شرعية».
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، أعدت النيابة العسكرية لائحة اتهام معدلة للتميمي تضمنت أربعة بنود بدلا من 12 بندا كانت وجهتها النيابة للتميمي في وقت سابق، خلال الجلسة التي عقدت في محكمة عوفر غرب رام الله، تقضي بموجبها التميمي 8 شهور في السجن.
وأوضح باسم التميمي، والد عهد وزوج ناريمان، أن «هذا الحكم جائر بطبيعة الحال، وقبلنا به لعلمنا أننا قد نواجه ما هو أكثر ظلما».
وحول عهد ووالدتها ناريمان قال «رغم ظروف السجن القاسية والصعبة غير أن معنوياتهما عالية جدا، إيمانا بصدق وعدالة قضيتنا، علما بأن قضية عهد تحظى بتضامن محلي وعالمي وحتى إسرائيلي».
وأشار إلى أنه لم يتسن له حتى محادثة ابنته أو زوجته خلال المحكمة.
وتتضمن اللائحة المعدلة اعتراف عهد التميمي بإعاقة عمل جندي ومهاجمته، بينما تم إسقاط تهم التحريض والدعوة لتنفيذ عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي من لائحة الاتهام الأصلية.
وجاء في لائحة الاتهام أن التميمي وابنة عمها، وانضمت إليهما والدتها في وقت لاحق، ضربن الجنود بقبضات اليد وصحن في وجوههم، بينما تركت الضربة التي وجهتها عهد للجندي علامة على وجهه.
واتهمت اللائحة التميمي بمهاجمة جنود الاحتلال الإسرائيلي في خمسة حوادث أخرى.
ورغم طلب هيئة الدفاع عن التميمي، أصرت المحكمة العسكرية على إجراء جلسات محاكمة الفتاة الفلسطينية خلف الأبواب المغلقة، بعيدًا عن وسائل الإعلام، وبرر قاضي المحكمة قراره بأن تكون الجلسات مغلقة حتى تتم المحاكمة بشكل صريح وعادل، ونظرًا لأن الفتاة الفلسطينية لاتزال قاصرًا.
وتحولت عهد التميمي إلى أيقونة للمقاومة الشعبية الفلسطينية لمشاركتها منذ كانت طفلة في المواجهات ضد الاحتلال. ووجهت النيابة الاحتلال العسكرية 12 تهمة للفتاة التميمي أوائل يناير الماضي.
واعتقل الجيش الإسرائيلي الفتاة عهد التميمي ووالدتها ناريمان، 19 ديسمبر 2017، وفي اليوم التالي، اعتقل ابنة عمها نور التميمي من منزلهم في بلدة النبي صالح، غرب رام الله.
وجاء اعتقال عهد ونور بزعم «الاعتداء» على جنود إسرائيليين وطردهم من أمام منزل العائلة في بلدة النبي صالح، منتصف الشهر الجاري، فيما تم اتهام الأم ناريمان بالـ«تحريض على هذا الاعتداء».