هددت موسكو برد سريع وإجراءات انتقامية على العقوبات التى فرضتها بريطانيا ضدها، فى أزمة اغتيال الجاسوس الروسى السابق، سيرجى سكريبال، وطالبت بتسليم 40 روسياً مشتبهاً بهم، يقيمون فى بريطانيا، فيما أعلنت واشنطن بمجلس الأمن مسؤولية روسيا عن تسميم الجاسوس، وتضامن بلادها الكامل مع بريطانيا. وندد الكرملين، الخميس، بموقف لندن، ووصفه بأنه «موقف غير مسؤول»، وقال الناطق باسم الكرملين، ديمترى بيسكوف، إن إجراءات الرد «لن تتأخر»، وإن القرار الذى سيتخذه الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، سيكون الأفضل لمصالح روسيا، مؤكداً أن الجانب الروسى ليست له أى علاقة بحادث تسميم الجاسوس. وذكرت وزارة الخارجية الروسية، فى بيان، مساء الأربعاء، أن السلطات البريطانية تجاهلت المعايير الدولية خلال التحقيق فى حادث تسميم «سكريبال»، وأنها حاولت شن حملة «مسعورة» جديدة على روسيا حين أقدمت على إجراء تحقيق أحادى الجانب وغير شفاف. وتابع البيان أنه رغم استعداد موسكو للتعاون، اختارت بريطانيا المواجهة معها، وتوعدت «الخارجية» الروسية بأن رد موسكو «لن يتأخر»، وأن إجراءات صارمة تنتظر بريطانيا، معتبرة الاتهامات البريطانية لروسيا بتسميم الجاسوس الروسى «استفزازاً خطيراً غير مسبوق، يقوض أسس العلاقات الطبيعية بين البلدين» و«إجراءات عدائية»، و«حملة ضد روسيا». وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم «الخارجية» الروسية، إن بريطانيا رفضت التعاون مع موسكو فى التحقيق، مضيفة أن المزاعم بتورط روسيا فى الهجوم «جنون»، معربة عن قلق موسكو بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية فى بريطانيا. وأعلنت «زاخاروفا» أن روسيا تنتظر من لندن تسليم أكثر من 40 مواطناً روسياً متهمين بإرتكاب جرائم.
فى المقابل، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكى هايلى- فى اجتماع عاجل لمجلس الأمن عُقد، مساء الأربعاء، بناء على طلب لندن- إن روسيا مسؤولة عن تسميم الجاسوس فى بريطانيا، مضيفة أن هذه «ليست حادثة منعزلة»، وأعلنت تضامن بلادها الكامل مع بريطانيا، فيما عبر السفير الفرنسى، فرانسوا ديلاتر، عن «الدعم الكامل» و«تضامن فرنسا» مع المملكة المتحدة، دون أن يُحمِّل روسيا مباشرة مسؤولية الهجوم.
فى الوقت نفسه، أعلنت الرئاسة الفرنسية، الخميس، فى بيان، أنها «تؤيد استنتاج» لندن حول مسؤولية موسكو فى قضية تسميم الجاسوس الروسى. وقال البيان إن الرئيس، إيمانويل ماكرون، الذى أجرى محادثات جديدة، صباح الخميس، مع «ماى» يعتبر أنه «لا تفسير منطقيا آخر» سوى أنه عمل من روسيا. من جانبه، قال سيرجى كيزلياك، سفير روسيا السابق فى واشنطن، نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية فى مجلس الاتحاد الروسى، إن رد موسكو على قرار الحكومة البريطانية بطرد 23 دبلوماسياً روسياً سيكون «قاسياً»، حسبما نقلت وكالة الأنباء الروسية «ريا نوفوستى».
وأضاف «كيزلياك» أن بريطانيا تستحق رداً صارماً وقاسياً، وأن الرد الروسى على إجراءات حكومة «ماى» «سوف يجعل بريطانيا تندم على أفعالها»، كما أعلنت رئيسة مجلس الاتحاد الروسى، فالينتينا ماتفيينكو، أن روسيا سترد على تصريحات رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماى، بحق روسيا بشكل سريع وصارم ومماثل. وقالت «ماتفيينكو»، للصحفيين، الأربعاء، إن البريطانيين اتهموا روسيا دون تقديم أى أدلة.