استضافت مكتبة مصر العامة بالدقي، مناقشة وحفل توقيع للإصدار الأحدث للكاتب محمد سلماوي «يومًا أو بعض يوم»، الذي نفدت طبعته الأولى بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
أدار الجلسة النقاشية السفير عبدالرؤف الريدي مدير مكتبة مصر العامة وقد حضر حفل التوقيع نخبة من الإعلاميين والكتاب الصحفيين والسفراء والشخصيات العامة وشارك في المناقشة شريف الشوباشي رفيق درب محمد سلماوي.
وفي بداية المناقشة قال الريدي إن سلماوي شخصية عبقرية وهذا الجزء من سيرته الذاتية متفرد وكشف عن الكثير من الكواليس التاريخية والسياسية والأدبية كما أن يحفل بمجموعة كبيرة من الصور والتي تمثل سيرة ذاتية فوتوغرافية موازية.
وقال إنه في هذه السيرة أوفي والدته «زينب هانم» حقها وعن قصة حب عاشها سلماوي مع زوجته قبل الارتباط بها، ووصف سلماوي بأنه كائن منظم ووظف إمكاناته أعظم توظيف وقال إن نفس الصفات مضافا إليها صفة الأناقة أشترك فيها معه الدكتور بطرس غالي والذي طلب من سلماوي أن يكون رئيسا لمركز الدراسات السياسية وأن سلماوي وزوجته مبدعان كل في مجاله وكلاهما أثر بإبداعه في الآخر كما أشاد الريدي بدور شريف الشوباشي وفضله على مكتبة مصر العامة.
وتحدث سلماوي عن علاقه الصداقة الطويلة والقديمة مع شريف الشوباشي والزمالة التي ربطتهما في الدراسة والعمل.
وقال إنه تعرف عليه من خلال الكاتب والسيناريست عبدالرحمن الخميسي ثم جمعهما العمل في الأهرام ثم اليونسكو ثم وزارة الثقافة في العلاقات الخارجية ثم ترأس الشوباشي مهرجان السينما وكان سلماوي عضوا بلجنة التحكيم وقال سلماوي أنه لم يكن يفكر في كتابة مذكراته حيث رأي فيها بادئ الأمر «حواديت شخصية» وكان يفضل أن تأتي سيرته في محطات أو في سياق أعمال أدبية يستلهم سيرته في بعض من مواضعها.
وأشار سلماوي إلى أنه على أي مذكرات أن تكون جريئة ولا تسقط أدق التفاصيل منها مثلما فعل الأوائل مثل جان جاك روسو ولويس عوض وغيرهم من المصريين ، موضحاص أنه "تحدث مثلا عن أول تجربة جنسية مر بها وعن أيام المعتقل وعن المستشار عدلي حسين وكيل النيابة الذي حقق معه آنذاك حين تم اعتقاله ثم صارا صديقين حميمين لاحقا كما تحدث عن تجربة إلحاد مر بها وأيام الشقاوة صغيرا مع أصدقائه وصديقاته واكتشاف والدته الصارمة ذلك الأمر ومعاقبته".
ولعبت الصدفة دوراً في إقدام سلماوي على هذا المشروع حين كانت الأهرام تحتفل بمرور 140 عاما على صدورها فطلبوا منه مقالا عن «الطابق السادس» الذي كان يضم النخبة الثقافية والفكرية ومنهم توفيق الحكيم ويوسف إدريس ونجيب محفوظ ولويس عوض وبنت الشاطئ وغيرهم وكانوا يطلقون على هذا الطابق «متحف الخالدين» وكانت تربط سلماوي بالقامات الكبيرة في هذا الطابق علاقة ممتازة حتى أن توفيق الحكيم كان يلومه عندما يتغيب يوما عن حضور جلسة هذه النخبة.
وحكى الكاتب عن إحساسه بنبض الطلبة المتزمرين في الجامعة من بعض سياسات السادات وكانوا يطالبون بالإفراج عن الطلبة المعتقلين ولما استشعر الحكيم هذا أيده في إحساسه وقال له عليك أن توقع على هذا البيان الذي كتبناه نعارض فيه هذه السياسات ففرحت جدا بهذا ووقعت وقلت لكل الناس بزهو بالغ لقد وقعت على بيان المثقفين الذي كتبه توفيق الحكيم فإذا ب104 ممن وقعوا على هذا البيان تعرضوا للاعتقال إلا توفيق الحكيم والذي وصفه السادات بأنه خرف الشيخوخة فلما كتب الحكيم «عودة الوعي» الذي مثل نكوصا عن أفكاره في عودة الروح فرح السادات وزالت عن حالحكيم صفة الخرف وكان السادات قد اتهم هيكل بأنه هو الذي أوعز لسلماوي بكتابة هذا البيان رغم أن هيكل كان مسافرا للخارج وقال إن ذلك البيان لم ينشر في مصر وإنما نشر في جريدة لبنانية ومنها حصل على هذا البيان.
وذكر أنه لما كتب مقاله عن «الطابق السادس» وذكرياته مع النخبة فيه تحدث معه صاحب دار الكرمة وقال له لماذا لايستكمل مذكراته كلها على أن يصدرها له في كتاب فكانت هذه المذكرات واعتبرها سلماوي شهادة للتاريخ اختلط فيها الخاص بالعام وأضاف أنه ابن قناعات ناصرية نادت بالقومية والتحرر لكن إلى الآن لم يشعر أي مصري أنه إفريقي وهذا عيب في سياسات الدولة منذ عهد السادات ومرورا بحسني مبارك وصولا إلى الآن وأننا نعرف إفريقيا من خلال ترجمات أعمالهم التي تصلنا ومازلنا في حاجة لربط مصر بإفريقيا وليس على الصعيد السياسي فقط.
وكان الملمح الأكثر إثارة في حفل التوقيع والمناقشة هو حضور المستشار عدلي حسين، الذي تحدث عن تجربته الفريدة في التحقيق مع أكثر من واحد في جيل سلماوي والقضايا التي كان ممثلا فيها للنيابة في مواجهة المحامي نبيل الهلالي في محاكمة المثقفين وتجربة التحقيق مع إبراهيم منصور الذي تظاهر في ميدان طلعت حرب رافعا راية صغيرة مكتوب عليها «يا للعار» وطلب منه منصور ألا يحتجزه مع الإخوان فهو «أحمر قان» يعني يساري وقال المستشار حسين أن معظم من حقق معهم صاروا من أقرب إصدقائه وأنه تولي التحقيق مع عناصر التكفير والهجرة وقضية الفنية العسكرية والناجون من النار.