x

«سلماوي» عن سيرته الذاتية: اعتمدت على الصدق ولو كان في غير صالحي

الأربعاء 31-01-2018 19:10 | كتب: أحمد يوسف سليمان |
ندوة كتاب «يومًا أو بعض يوم» للكاتب الصحفي محمد سلماوي بمعرض الكتاب ندوة كتاب «يومًا أو بعض يوم» للكاتب الصحفي محمد سلماوي بمعرض الكتاب تصوير : آخرون

شهد محور «كاتب ومشروع» ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ49 بقاعة سيد حجاب، الأربعاء، ندوة عن كتاب السيرة الذاتية للكاتب الصحفي محمد سلماوي «يومًا أو بعض يوم»، بحضور الكاتب الكبير، ود. خالد منتصر، والكاتب الصحفي إيهاب الملاح، أدراها د. شوكت المصري.

وقال «سلماوي» إن «أصعب شىء على الكاتب هو أن يتكلم عن كتابُه لأنه هو الذي كتبه، لكن ربما نشير إلى الهدف الذي حركني لكتابة هذه المذكرات والذي بدأت به طوال كتابتي لها والتي استغرقت سنة كاملة، وأنا شخصيًا لا أحب المذكرات الشخصية البحتة أو على الأقل في حالتي، فلم أكن أرى أن يُكتب كتابٌ أسرد فيه وقائع حياتي الشخصية فلا أرى أنه هناك جدوى في هذا، وهو مضيعة للوقت في رأيي».

وأضاف: «كنت نشرت مقال في الأهرام عن الدور السادس في الجريدة والذي كان يضم أبرز المفكرين والمثقفين في الخمسينيات والستينيات وكنت قريب منهم بحكم اهتماماتي الثقافية، وسردت في المقال جوانب لم تكن معروفة أو لم تُنشر من حياة قاطني الدور السادس في الأهرام مثل توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس، ثُم وجدت الناشر دار الكرمة يعرضون على استكمال هذا المقال بكتاب كامل عن حياتي من الناحية الصحفية والسياسية والثقافية والنقابية، وفي ذلك الوقت كنت أقرأ عن الثلاثية للكاتب البريطاني كين فولد والذي أعجبني ربطه في التفاصيل الشخصية والأحداث العامة، فاعتمدت على هذا المنهج في كتابة سيرتي».

وأشار «سلماوي» إلى أن «الكتاب يتناول الفترة من 1945 وهو العام الذي وُلدت فيه، بعد الحرب العالمية التانية مباشرة، وحتى كتابة الدستور في 2014، وهذه الفترة من حياة مصر شهدت نهايات الفترة الملكية وقيام ثورة 1952، وكل ما تلاها من أحداث مرورًا بحرب 1967، وهو به أحداث تُنشر لأول مرة، واعتمدت في كتابتي على معيارين مهمين أولها الصدق الكامل فيما أرويه حتى لو كانت الحقيقة في غير صالحي، والمعيار الآخر هو التوثيق؛ فلم أعتمد إطلاقا على قصة تُروى من آخرين، بل بالتوثيق من خلال مقالة أو قصاصة أو على الأقل صورة توثق الحدث، وهي ما جاءت في الكتاب بحوالي 150 صورة».

ومن جانبه، أوضح د. خالد منتصر أن «السير الذاتية العربية والمصرية خاصة، أتوجّس –شخصيا- في قراءتها، خاصة إذا كانت لكاتب مصري، لأن أزمتنا الحقيقية في الصدق، فنحن في مجتمع يعاني من شيزوفرينيا عنيفة، فما نقوله في السر غير ما نقوله في العلن، فأن يتصدّى كاتب لتعرية نفسية وشخصيته على الورق فهو أمرٌ صعب جدًا، لكني انبهرت عندما قرأت أولى الصفحات من (يومًا أو بعض يوم)، عندما رأيت هذا الصدق».

وأوضح «منتصر» أن «الرسالة الأولى التي نأخذها من طفولة محمد سلماوي هي أن التعليم هو المفتاح الحقيقي لصناعة أي دولة متحضرة مدنية، ونحن نجد الآن هذا التدهور التعليمي، وما يمكن أن نتعلمه من الكتاب أيضًا أن خلافات المثقفين يجب أن تكون راقية رقي الدور السادس من الأهرام، مثل ما أثير عن نجيب محفوظ ويوسف إدريس بعد جائزة نوبل، وهو ما تخطاه الكاتبين الكبيرين ولم يلتفتوا له».

كما تطرق إلى «علاقة الحب ما بين سلماوي وبين زوجته الفنانة التشكيلية نازلي مدكور، فعلاقات الحب بين الشباب الآن علاقات سطحية وغير متجذرة، لكن المعنى الذي تبعثه تلك العلاقة في الكتاب أن الحب لا يولد فجأة ولكنه ينمو، ونحن ننمو في الحب وهو عملية مستمرة، وكذلك الدور السادس وعلاقات المثقفين ببعضهم، ووجود محمد سلماوي بين هؤلاء كان يقرأ مجلدات يومية دون ان تكون مطبوعة ولكنه عندما يجلس إلى توفيق الحكيم أو نجيب محفوظ ويسمع جملة من كل منهم فستشكل وعيه بشكل كبير».

بينما لفت الكاتب الصحفي، إيهاب الملاح إلى أنه «في الفصول الأولى يعرض الكتاب مراحل الطفولة لمحمد سلماوي وهو ابن الطبقة الأرستقراطية والتي توجد صورة نمطية عنها برغد العيش ويسر الأوضاع، لكن من خلال الكتاب ينقل لنا سلماوي الحقيقة عن هذه الطبقة خارج الصور النمطية واهتمامها بالثقافة والتعليم وهو ما يحكم تلك الشريحة ليصل بأبناءها إلى مستوى لائق من الإنسانية»

وتابع: «الكتاب تميز بالسلاسة والانسيابية لأن الكاتب يكتب فقط لأنه يريد أن يكتب خارج المعايير الأخرى، وهو ما قاد الكتاب إلى عنصر آخر مهم وهو التشويق الذي يقودك بين تفصيلة إلى أخرى وحدث إلى آخر ولا يسعك كقارئ إلا أن تتبع تلك المراحل بشكلٍ سلس»، مضيفا:«عنصر آخر مهم وهو المشهدية التي يقوم عليها الكتاب وكأنك أمام فيلم سينمائي يصف لك كل شيء ليضعك في التفاصيل وهي التفاصيل التي تتسم بالأناقة، والكتاب منجم من التفاصيل عن الطبقة الأرستقراطية والتي يمكن للباحثين والدارسين الاعتماد عليه في التعرف على طبيعة تلك الطبقة التي قد تكون غامضة بالنسبة للبعض».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية