تصدر، خلال ساعات، مذكرات الكاتب الكبير محمد سلماوى «يومًا أو بعض يوم». وتقيم دار الكرمة للنشر، في القاهرة، اليوم حفلاً للتوقيع في مجمع الفنون، بقصر عائشة فهمى، بالزمالك بحضور نجوم الفكر والثقافة والإعلام.
يفجر محمد سلماوى بأسلوب ممتع وتفاصيل شيقة في مذكراته كثيرًا من الأسرار التي كانت غير معروفة لبعض أهم الأحداث السياسية والتطورات الاجتماعية والثقافية التي شكلت عالمنا خلال أهم عقود القرن العشرين، مصحوبة بأكثر من 150 صورة من أرشيفه الشخصى والعائلى، والتى تجسد لوحة حية لمصر من بعد الحرب العالمية الثانية وحتى مقتل الرئيس السادات.
عاش محمد سلماوى- الذي يعد أحد رموز الثقافة والصحافة في مصر والوطن العربى- حياة حافلة، حيث ولِد في أسرة مصرية ميسورة الحال في أواخر الحقبة الملكية، وتفجرت ملكاته مع قيام ثورة يوليو ١٩٥٢، وحصل على الشهادة الثانوية في مرحلة المد الثورى الناصرى، ليشهد خلال دراسته الجامعية انتصارات الثورة وانكساراتها، وعرضت أولى مسرحياته قبيل حرب يونيو 1967، ثم عايش المرحلة الساداتية، وتفاعل مع تقلباتها من خلال الكتابة الصحفية والنشاط السياسى الذي أدى به إلى الاعتقال أثناء انتفاضة يناير ١٩٧٧.
«المصرى اليوم» تنشر فصلاً فريداً من المذكرات تحت عنوان «هيكل يختبرنى في الأمم المتحدة» يستعرض خلاله اختبارا حقيقيا خاضه صحفى واثق من نفسه أمام «الأستاذ».
طلبت منه أن يرسلنى إلى نيويورك لتغطية الاجتماعات.. فقال لى: «إنت عايز تروح تلعب»
بعد مضى أقل من عام على التحاقى بـ«الأهرام»، دخلت على الأستاذ هيكل بمكتبه الذي كان دائمًا مفتوحًا أمام أي محرر يطلب مقابلته، على الرغم من مشاغله، لأطلب منه أن يرسلنى إلى نيويورك أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في خريف عام ١٩٧١، فسألنى هيكل:
ـ إنت تعرف الأمم المتحدة؟ زرتها قبل كده؟
فلما أجبته بالنفى قال على الفور:
ـ تبقى عايز تروح تلعب.
وقبل أن أرد عليه واصل حديثه:
ـ أولًا لدينا في نيويورك مراسل «الأهرام» الدائم، «ليفونكشيشيان»، الذي سيغطى الأحداث اليومية لاجتماعات الجمعية العامة. ثانيًا سيذهب حمدى فؤاد ليغطى المناقشات الخاصة بقضية الشرق الأوسط. ثالثًا سيتابع الدكتور كلوفيس مقصود ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. رابعًا طلبت من الأستاذ أحمد بهاء الدين أن يذهب هو الآخر ليتابع هذه الدورة بشكل عام ثم يعود ليكتب فيما يختاره. فقل لى ماذا ستفعل أنت أكثر من ذلك؟.
تبدّى أمامى على الفور التحدى الذي أراد هيكل أن يواجهنى به، وشعرت أنه يريد أن يختبر هذا المحرر الشاب الذي توسم فيه خيرًا حين اختاره للانضمام إلى «الأهرام»، فقررت أن أكون على مستوى التحدى، وغالبت شعورى بالضآلة أمام الأسماء التي عددها لى والتى كانت تمثل أكبر القامات الصحفية في ذلك الوقت، وأيقنت أننى لو استسلمت لهذا الشعور فقد انهزمت في أول اختبار لى أمام الأستاذ هيكل. لذلك استجمعت كل قواى وقلت:
ـ هناك موضوع مهم في هذه الدورة لم تذكره لى يا أستاذ هيكل.
ثم صمتُّ قليلًا لأرى ماذا سيقول. فقال على الفور:
ـ أي موضوع؟
قلت:
ـ اختيار السكرتير العام الجديد للأمم المتحدة.
قال بعد لحظة صمت:
ـ ماذا تعرف عن هذا الموضوع؟
قلت:
ـ أعرف أنه موضوع غاية في الأهمية بالنسبة إلينا في الشرق الأوسط، بحكم أننا نتمسك بأن يجىء الحل في أزمة الصراع العربى-الإسرائيلى من خلال الأمم المتحدة، ومن ثم فالشخص الذي سيتولى إدارة المنظمة الدولية يهمنا. وأعرف أن الصراع محتدم الآن حول اختيار السكرتير العام الجديد بين القوتين العظميين، وأعرف الأسماء المطروحة لخلافة «يو ثانت» الذي أكد للجميع أنه غير راغب في الاستمرار في موقعه بناء على نصيحة أطبائه، وأعتقد أن باستطاعتى أن أبعث للجريدة بما لن يتسع له وقت أي من الأساتذة الكبار الذين ذكرتهم أن يبعثوه لأننى سأكون متفرغًا لهذا الموضوع وحده.
صمت هيكل وهو يفكر فيما قلت فأحسست أننى ربما أكون قد كسبت المعركة، لكن المعارك لم تكن تكسب مع هيكل بهذه السهولة. قال:
ـ شيء جيد أن يكون لديك ثقة بنفسك، ولكن المهم هو: من أين تستمد هذه الثقة؟
قلت:
ـ من عزمى على أن أبذل كل جهدى في متابعة تطورات هذا الموضوع، ومن إدراكى بأن لدىّ القدرة على أن أفعل ذلك.
ثم قلت:
ـ أعرف أن تلك هي المرة الأولى التي أسافر فيها في مهمة صحفية لـ«الأهرام»، لكنى أعدك أننى سأنجح في هذه المهمة.
ثم قلت:
ـ أنا على استعداد أن أسافر على نفقتى الخاصة، وعند عودتى إذا أعجبك شغلى يمكن أن تدفع لى «الأهرام» نفقات الرحلة.
وابتسم هيكل وهو يسألنى:
ـ أأنت جاد فيما تقول؟
قلت:
ـ نعم وسأقبل بتقييمك لعملى.
فمد لى يده مصافحًا وقال:
ـ خلاص اتفقنا.
ثم أضاف:
ـ احتفظ بفواتير لكل نفقاتك حتى نتمكن من تعويضك عنها لدى عودتك.
وقد تصورت أننى سأبقى في نيويورك لمدة حوالى عشرة أيام أو أسبوعين أتابع خلالهما الموضوع الذي حددته للأستاذ هيكل ثم أعود إلى القاهرة، لكنى بقيت هناك ما يقرب من شهرين، حيث واجه اختيارَ السكرتير العام الجديد كثيرٌ من التعقيدات التي لم تكن منتظرة، ما كبدنى نفقات لم أكن أتوقعها. فقد كانت الحرب الهندية- الباكستانية في أوجها، وكانت اجتماعات مجلس الأمن تنعقد الاجتماع تلو الآخر من دون أن يتمكن المجلس من استصدار قرار لوقف إطلاق النار بسبب استخدام القوى العظمى حق الاعتراض (الفيتو). وقد كنت حاضرًا لإحدى جلسات المجلس حين انفعل الرئيس الباكستانى «ذو الفقار على بوتو» وقذف بأوراقه في وجه الحضور وهو يبكى، ثم غادر قاعة المجلس احتجاجًا على عجز الأمم المتحدة عن وقف إطلاق النار.
وقد امتدت مناقشة الحرب الهندية- الباكستانية بأكثر مما كنا نتوقع من دون الوصول إلى حل، وقاربت دورة الأمم المتحدة على الانتهاء، واقترب موعد عطلات عيد الميلاد ورأس السنة من دون أن يكون المجلس قد تطرق إلى موضوع اختيار السكرتير العام الجديد، وقد زاد من تأزم الموقف أن ميثاق الأمم المتحدة ليس به ما يسمح بأن يقوم أحد بأعمال السكرتير العام. فماذا سيحدث لى إذا ظلت الحرب الهندية- الباكستانية مسيطرة على أعمال مجلس الأمن بهذا الشكل، ولم يجد المجلس الوقت كى ينظر في هذا الأمر؟ هل سأعود إلى القاهرة لأقول للأستاذ هيكل إن مجلس الأمن لم يناقش الموضوع الذي ذهبت لتغطيته؟.
إلى جانب اهتمامى بمتابعة موضوع السكرتير العام الجديد، كنت أقوم ـ كلما سمحت الظروف ـ بمتابعة بعض التطورات الأخرى داخل الأمم المتحدة، مثل انضمام دولتين عربيتين جديدتين إلى عضوية المنظمة الدولية، هما سلطنة عُمان والدولة الوليدة الإمارات العربية المتحدة، التي اعترفت بها المنظمة الدولية في تلك الدورة. وكنت أنا مَن حضرت المؤتمر الصحفى الذي أُعلن فيه ذلك، لانشغال بقية مندوبى «الأهرام» في ذلك اليوم بأمور أخرى، فقد كانت المنافسة شديدة بيننا، ولم يكن بعض منهم مرتاحًا لما بدا أنه مزاحمة منى لهم فيما اعتادوا على تغطيته مع كل دورة جديدة للأمم المتحدة. لذلك بدأت أفكر في أن أخرج قليلًا من مبنى الأمم المتحدة، المسمى «علبة الكبريت»، والذى حبست نفسى داخل أدواره الـ٣٩ منذ وصلت إلى نيويورك، وأن أقوم بتغطية بعض الموضوعات الأخرى خارجه، بما يسمح لى بمطالبة «الأهرام» بتسديد نفقاتى التي تفاقمت بشكل كبير. فانتهزت عطلة نهاية الأسبوع وسافرت إلى واشنطن حيث أقمت عند خالتى صفية التي كان زوجها، الاقتصادى على نظيف، يعمل آنذاك بالبنك الدولى. وهناك ذهبت لزيارة البيت الأبيض، الذي يعود تاريخه إلى نهايات القرن الثامن عشر، حين وقع الاختيار على التصميم الذي وضعه المعمارى أيرلندى الأصل «جيمس هوبان» ليكون مقرًّا للرئيس الأمريكى. وقد أدهشنى وجود جولات سياحية داخل المبنى للمواطنين العاديين، وأدهشنى أكثر اعتصام أعداد كبيرة من الشباب بشكل دائم على سور مقر الرئيس احتجاجًا على حرب فيتنام، وقلت إن مثل هذا الموضوع يصلح للنشر في مصر وسيكون مثيرًا لشبابنا الذين لا يستطيعون، لا هم ولا غيرهم، المرور أو الاقتراب من الشارع الذي يقع فيه بيت رئيس الجمهورية، وقد جلست طويلًا مع المعتصمين وتحدثت إليهم وأعددت عنهم تحقيقًا صحفيًّا مصورًا.
على أن الأسابيع الطويلة التي قضيتها في الأمم المتحدة سمحت لى بالتعرف شخصيًّا على المرشحين لمنصب السكرتير العام، وأصبحت تربطنى بهم علاقات شخصية، ومع تقدم الوقت انحصرت المنافسة بين «كورت فالدهايم» النمساوى و«ماكس ياكوبسون» الفنلندى، وقد أتاح لى اقترابى منهما التعرف على شخصية كل منهما عن قرب، فانحزت إلى «ياكوبسون»، وهو الدبلوماسى المخضرم الذي صاغ سياسة الحياد التي اتبعتها فنلندا أثناء الحرب الباردة بين القوتين العظميين، وهو صاحب الشخصية القوية الذي لو قدر له الوصول إلى مكتب السكرتير في الدور الـ٣٨ لمبنى المنظمة الدولية بنيويورك، لكان بإمكانه أن يعيد للأمم المتحدة القوة التي كانت لها في عهد السويدى «داج همرشولد»، الذي يُعتبر أنجح من تولى إدارتها، بينما كان «كورت فالدهايم» الهادئ، ذو الصوت الخفيض، يمثل مدرسة القرن التاسع عشر التي تُعرف باسم «دبلوماسية أطراف الأصابع».
وقد سمحت علاقتى بـ«ياكوبسون» أن أخبره بتفضيلى له لاعتقادى أن الأمم المتحدة تحت قيادته ستتمكن من التعبير عن إرادة الأغلبية الدولية في مواجهة هيمنة القوى العظمى، وكانت الدورة الـ٢٦ المنعقدة في ذلك العام أبلغ دليل على العجز الذي تعانى منه المنظمة في مواجهة هذه القوى. وقد فوجئت ذات يوم بـ«ماكس ياكوبسون» يدعونى على الغداء معه في «مطعم المندوبين» الشهير بالدور الرابع، حيث الحوائط كلها من الزجاج من الأرض إلى السقف، ما يسمح بمشهد خلاب لمدينة نيويورك. وبعد أن طلب من النادل نوعًا خاصًّا من المحار يُسمى «المحار ذو النقطة الزرقاء»، وطلبت سلطة الخضراوات الروسية، قال:
ـ قلت لى إنك تؤيد اختيارى سكرتيرًا عامًّا، لذلك أريد أن أعطيك سبقًا صحفيًّا.
تركت قطعة الخبز التي كانت في يدى وأصغيت. واصل:
ـ سأقول لك من الذي سيجرى اختياره.
قلت على الفور:
ـ من؟
قال:
ـ إنه «فالدهايم»، ويمكنك أن ترسل الخبر لجريدتك من الآن، من دون انتظار مناقشة الموضوع في مجلس الأمن.
كان النادل قد أحضر طبقى فلم أتناوله. قلت:
ـ كيف ذلك؟
فروى لى «ياكوبسون» أن السوفييت أخبروه بشكل واضح أنهم سيستخدمون «الفيتو» ضده. أما السبب فهو أن «أصدقاءنا العرب لا يريدونك لأنك من أصل يهودى، وهو ما لا يطمئنهم على حيادك في حال فوزك بمنصب السكرتير العام». ثم قال لى:
ـ هذه هي كلماتهم كما قالوها لى حرفيًّا.
قلت له إننى مفاجأ بهذا الكلام لأنى لم أسمعه عندنا من قبل.
وكان السيد محمود رياض قد حضر إلى نيويورك للاشتراك في مناقشات الجمعية العامة حول قضية الشرق الأوسط، فذهبت إليه لأسأله إن كان لدينا بالفعل اعتراض على «ياكوبسون»، فنفى لى ذلك تمامًا وقال:
ـ ولماذا نعترض عليه؟
قلت:
ـ لأن لديه أصولًا يهودية.
قال إنه لم يكن يعلم بذلك، وأكد لى أن الموقف العربى محايد تمامًا و«سنقبل من يقع عليه الاختيار». فسألته إن كان يسمح لى بأن أنقل هذا الكلام إلى «ياكوبسون»، فوافق.
وحين أخبرت «ياكوبسون» بذلك سعد جدًّا وشكرنى كثيرًا، لكنه أكد لى مرة أخرى أن «فالدهايم» هو السكرتير العام القادم، ثم شرح لى أن السوفييت لا يحبونه، فقد كتب كتابًا عام ١٩٦١ عن الحرب التي اندلعت بين روسيا وفنلندا عام ١٩٣٩ اسمه «دبلوماسية حرب الشتاء»، وهم يعتبرون الكتاب معاديًا لهم.
وقد أصدر «ياكوبسون» عام ١٩٨٣ مذكراته في الأمم المتحدة في كتاب بعنوان «الدور الـ٣٨»، قال فيه إن السوفييت هم الذين اعترضوا على اختياره سكرتيرًا عامًّا للأمم المتحدة، وأنهم تعللوا بأن أصدقاءهم العرب يرفضونه بسبب أن له أصولًا يهودية، وذكر «ياكوبسون» في الكتاب أن «الصحفى المصرى محمد سلماوى هو الذي حقق هذا الموضوع على الجانب العربى وأخبرنى على لسان وزير خارجية مصر أن هذا غير صحيح».
وكان «ياكوبسون» على حق فيما قاله لى، فاختيار السكرتير العام الذي جرى في اللحظة الأخيرة قبل انتهاء الدورة، وبعد اعتراض الاتحاد السوفيتى عليه، جاء لصالح «فالدهايم»، صاحب المدرسة الدبلوماسية الهادئة التي لا تسعى للمواجهة.
وكنت قد أخبرت «فالدهايم» في لقاء سابق بأن هناك أنباء تشير إلى أن السوفييت سيعترضون على «ياكوبسون» وأن منصب السكرتير العام في الغالب سيكون له، وطلبت منه أن يمنحنى في هذه الحالة أول حديث صحفى سيدلى به بعد فوزه، فوافق. لذلك، فبمجرد أن خرج المتحدث باسم مجلس الأمن من الجلسة المغلقة للمجلس وأعلن على الصحفيين أن «كورت فالدهايم»، مندوب النمسا الدائم، قد اُختير ليكون السكرتير العام الرابع للأمم المتحدة، تركت الصحفيين الحاضرين يوجهون له الأسئلة وهرعت إلى مقر البعثة النمساوية الذي يقع خارج مبنى الأمم المتحدة، وكنت أول من أخطر «فالدهايم» بالخبر. وجلست معه حوالى نصف ساعة حصلت منه فيه على الحديث الذي كنت أريده. وفى اليوم التالى كانت «الأهرام» تصدر في ثلاث طبعات للقاهرة وحدها، بسبب حرصها على أن تسبق أجهزة الإعلام الدولية بنشر أول حديث للسكرتير العام الجديد، بالإضافة إلى آخر تطورات مناقشة قضية الشرق الأوسط في الجمعية العامة.
وبمجرد أن نُشر الحديث، نقلت كل وكالات الأنباء أهم ما ورد به منسوبًا بالطبع إلى «الأهرام»، وخرج متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يشكك في الحديث ويهاجم قول «فالدهايم» إن قرار مجلس الأمن لا ينص على المفاوضات المباشرة التي كانت تطالب بها إسرائيل. وعند عودتى إلى القاهرة، قامت «الأهرام» بتعويضى عن كل ما أنفقته في نيويورك، ثم استقبلنى الأستاذ هيكل وصرف لى مكافأة فاقت كل توقعاتى.
وقد كان حديث «فالدهايم» أول عمل صحفى كبير يلفت إلىّ النظر، وبدأ كثير من الزملاء الصحفيين يعرفون اسمى، لكن الخط البيانى لعملى في «الأهرام» لم يمضِ على طريق التقدم المهنى وحده، وإنما تداخل بشكل كبير مع الخط السياسى. فقد كانت البلاد مقبلة في ذلك الوقت على تطورات هائلة من شأنها أن تقلب الأوضاع رأسًا على عقب.