x

ياسر أيوب مع كل جركن بنزين ياسر أيوب الإثنين 26-02-2018 22:55


قريبا جدا سنشهد الكثير من الإعلانات التى ستبيع لنا فرحة التأهل أخيرا للمونديال الروسى المقبل.. أو تبيع للكثيرين جدا حلم السفر إلى روسيا لمشاهدة مباراة أو أكثر لمصر فى هذا المونديال.. وستكون معظمها إعلانات جميلة وجديدة فى أفكارها وألوانها وفيها الكثير من الخيال والإبداع.. فصناعة الإعلان فى مصر تطورت خلال السنوات القليلة الماضية وأصبحت تعيش وتجرى بإيقاع أسرع من أى مجال إبداعى آخر مثل الكتابة والصحافة والدراما والغناء والسينما والأدب.. وباتت صناعة تعتمد على جنون ومغامرة وتمرد شباب وفتيات ينجحون طوال الوقت فى كسر قضبان الاعتياد والتكرار والاستسهال والملل.. وبدأت هذه الإعلانات مؤخرا بإحدى شركات زيوت السيارات.. حيث مع كل جركن بنزين ستزداد فرصة سفرك إلى روسيا.. وقريبا ستتكرر هذه العبارة بأشكال وصور مختلفة.. لتزداد فرص السفر للمونديال مع كل وجبة طعام أو زجاجة مياه غازية أو مكالمة وكارت تليفون محمول.. ووسط هذه العروض والأحلام ستكون هناك حكايات ودراما مصر مع المونديال ولعبتها الأولى والأجمل والأغلى.. وستبدأ الشركات الكبرى إلى جانب إعلاناتها ترتيب قوائم الذين سيسافرون معها أو على نفقتها للفرجة على المونديال.. وسيسافر كثيرون بالفعل سواء الذين فازوا بمسابقات أو تم اختيارهم بالقرعة والمصادفة أو المجاملة.. وإلى جانب كل هؤلاء الذين سيسافرون أيا كانت أسباب ودوافع وظروف اختيارهم.. فأنا أناشد كل شركة كبرى.. سواء كانت شركة اتصالات أو مياه غازية أو عقارات أو زيوت أو طعام أو سيارات أو أى سلعة أخرى.. بأن تخصص خمسة أماكن على الأقل فى كل رحلة لها لمن يتم اختيارهم بالعمد والقصد.. فسيكون جميلا جدا ورائعا أن يكون بين هؤلاء المسافرين أبناء أو أشقاء لهؤلاء الشهداء الذين دفعوا دماءهم وأرواحهم هناك فى سيناء ثمنا غاليا لأماننا هنا واستقرارنا ودوام حياتنا هادئة وحافلة بالأحلام.. وأيضا أقارب لكل هؤلاء البسطاء الذين كانوا ضحايا لهذا الإرهاب والغدر والإجرام.. وأطفال وشباب وفتيات ممن طالتهم أوجاع السرطان أو تعبت قلوبهم قبل أن تجرى بهم الحياة التى معها يكون انكسار الروح ووجع القلوب.. وشباب يحبون كرة القدم التى أصبحت متعتهم الوحيدة الممكنة والمتاحة سواء فى القرى الأكثر فقرا أو من أطراف مص

الذين يجب أن يكون لهم مكان فى قلب مصر مثل شباب سيناء وحلايب وشلاتين ومطروح وسيوة والواحات.. فكل هؤلاء يستحقون ذلك وستكون لفرحتهم بهذه الرحلة أكثر من دلالة ومعنى وستصبح أجمل وأهم من أى إعلان.. فأنا لست من المقتنعين بأن كرة القدم فى مصر مجرد لعبة وبطولات وكؤوس وألقاب.. إنما كانت وستبقى دائما حكاية حب وحياة ووطن.. والوسيلة الأقوى والأسهل والأقرب لصناعة البهجة وتأكيد الانتماء.. كما أتمنى أيضا من الشركات العالمية الراعية للفيفا ولها نشاطاتها فى مصر أن تقوم بدعوة ولو طفلا واحدا من أطفال الإنجليز المفتونين بمحمد صلاح وباتوا يحفظون الأغانى عنه ويرتدون فانلته ويقلدون حركاته كلما أحرز هدفا.. لتصبح هذه الرحلة فى إعلامهم وبلادهم هدية من مصر والمصريين ومحمد صلاح أيضا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية