x

صحف إسرائيلية تكشف تفاصيل لقاء «سري» لقادة تل أبيب بعد زيارة السادات للكنيست

الأحد 25-02-2018 16:53 | كتب: أماني عبد الغني |
السادات في الكنيست - صورة أرشيفية السادات في الكنيست - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

بعد مرور 40 عاماً على زيارة الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، إلى إسرائيل، كشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية ولأول مرة تفاصيل لقاء «سري» جرى بين ضباط كبار بالجيش الإسرائيلي عقب الزيارة، لتشككهم في نواياه.

ونشرت صحيفتي «جيروزاليم بوست» و«هآرتس» الإسرائيليتين، الأحد، تفاصيل لقاء جنرالات الجيش الإسرائيلي بعد الزيارة بأيام قلائل، وحضره رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حينها، موطا غور، ووزير الدفاع، عيزر فايتسمان، وكشفت أن قادة إسرائيل انقسموا حول ما إذا كانت زيارة السادات للكنيست الإسرائيلي كانت مجرد «خدعة ذكية» من السادات لإحلال السلام بين البلدين، أم أنه كان صادقاً وجاداً في مساعيه توقيع اتفاق سلام.

وأشارت الصحيفتان إلى أن كل جنرالات الجيش الإسرائيلي الذين عقدوا اللقاء بعد زيارة السادات هم من الذين شاركوا بالفعل في حرب أكتوبر، التي يطلقون عليها حرب «يوم الغفران»، وبالتالي فإن حذرهم وتعاملهم بحيطة شديدة تجاه السادات «لم يكن غير مبرر أو مثار استغراب كبير»، فالسادات الذي قدم إلى الكنيست هو «نفسه الذي شن حرباً ضروس عليهم قبل 4 سنوات» حسبما وصفت «جيروزاليم بوست».

وتابعت أن رئيس المخابرات الإسرائيلية حينها، شولومو جازيت، الذي حضر اللقاء وجادل بشأن زيارة السادات، بدأ الاجتماع باستعراض استخباراتي وعرض ردود أفعال عدة دول عربية تجاه زيارة السادات، ووفق تقدير «جازيت» فإن السادات هدف من الإتيان إلى إسرائيل وتوجيه كلمة للرأي العام الإسرائيلي والعالم العربي، أن يقول إنه حين يقول أهلاً، فإنه يقصدها ويأخذها على محمل الجد، وأضاف «جازيت» أن «السادات رجل شجاع»، ويتمتع بالشجاعة الكافية التي جعلته يأتي إلى إسرائيل ويعلن اعتزامه الدخول في اتفاق سلام مع إسرائيل، وتابع أن السادات ركز على مسألة الرغبة في السلام لأنه يدرك «الحساسية الكبيرة» تجاه هذا الأمر في إسرائيل بعد حرب أكتوبر والخسائر الكبيرة التي تكبدتها.

وكشفت الصحيفة أن أفيجدور بن جال، رئيس القيادة الشمالية لإسرائيل، خلال الفترة بين 1977-1981، كان متشككاً هو الآخر في زيارة السادات، ولكنه أعرب عن إعجابه من الزيارة والخطاب الذي ألقاه في الكنيست، وقال إن زيارة السادات لإسرائيل تعد إنجازاً وخطوة تاريخية مهمة للغاية، مضيفاً: «إنها ليست خطوة دعائية وإنما خطوة جادة آخذاً في الاعتبار الطبيعة السياسية المعقدة لشخصية السادات»، وتابع «في رأيي، لم تفهم دولة إسرائيل التي تفتقر إلى المرونة، الفرصة العظيمة التي سنحتها لها زيارة السادات»

ولفتت «جيروزاليم بوست» إلى أن الوفد المصري المرافق للسادات أعرب عن «استيائه الكبير» من خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، حينها، مناحم بيجن، في الكنيست تعقيباً على خطاب السادات، وكشفت أنه بعد الخطابين، وجه وزير الدفاع الإسرائيلي، وأعضاء من لجنة الدفاع والشؤون الخارجية، أمراً لرئيس الأركان الإسرائيلي بـ «الاستعداد وتهيئة القوات للحرب».

وأضافت أنه على الرغم من أن السادات والوفد المرافق له، و35 مليون مصري كانوا يشاهدون الحدث على شاشات التليفزيون، ربما تسلل لهم الإحباط من خطاب «بيجن»، قال «جازيت» إن المصريين كانوا «راضين تماماً» عن الحفاوة التي اُستُقبل بها السادات ووفده في إسرائيل.

وأوضحت «جيروزاليم بوست» أنه بعد اللقاء الأول بـ 8 أيام، جرى لقاءً آخر بحضور «فايتسمان» الذي استنتج أن انفصال مصر عن الروس وتزايد تقارب القاهرة مع واشنطن، لعبا دوراً في قرار السادات زيارة إسرائيل. وقال: «أرى أن ابتعاد القاهرة عن روسيا واقترابها من أمريكا، كان أحد العوامل التي دفعت السادات إلى القدوم لإسرائيل، وتابع: "كان السادات محبط بعض الشيء من أمريكا، ولكن ثمة وضع عسكري ببلاده يجعله قلقاً، ألا وهو وضع الجيش المصري"، مشيراً إلى أن أوضاع الجيش وتجهيزاته لم يطرأ عليها التحسين منذ حرب أكتوبر، معتبراً أن هذا الأمر جعله غير راغب في الدخول في حرب جديدة مع إسرائيل في المستقبل القريب.

وتابع «فايستمان» قائلاً: «إذا ما سألتموني كيف أرغب أن أرى الشرق الأوسط في عصرنا، فسأقل، أحب أن أرى مصر والأردن والسعودية وإيران والمغرب والسودان وإسرائيل كتلة واحدة في مواجهة العراق وسوريا والجزائر وليبيا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية