نجحت مصر في اجتياز المراجعة الرابعة لسياساتها التجارية والتي عقدت على مدى يومين بمقر منظمة التجارة العالمية بجنيف بحضور وفود الدول الأعضاء بالمنظمة والذي يبلغ عددهم 164 دولة ،وسط إشادة بالغة من هذه الدول.
وذكرت وزارة التجارة والصناعة في بيان اليوم الجمعة، أن الوفد المصري والذي ترأسه المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة قام باستعراض التطورات التي شهدها الاقتصاد المصري خلال الـ 13 عاماً الماضية منذ آخر مراجعة لسياسات مصر التجارية في عام 2005، كما تم الرد على كافة التساؤلات المطروحة خلال اجتماعات المراجعة من قبل وفود الدول أعضاء المنظمة.
وأكد وزير التجارة والصناعة أن نجاح مصر في اجتياز هذه المراجعة يمثل شهادة ثقة من المجتمع الدولي في السياسات التجارية المصرية، مشيرا إلى أن مصر بعثت بأكثر من رسالة هامة خلال فعاليات المراجعة، حيث تضمنت الرسالة الأولى التأكيد على حرص مصر على إتاحة كافة المعلومات المتعلقة ببرنامج الإصلاح الإقتصادي الشامل الذي نفذته الحكومة مؤخرا لكافة شركائها التجاريين، بينما تضمنت الرسالة الثانية التأكيد على التزام مصر الكامل بالنظام التجاري متعدد الأطراف وذلك في إطار عضويتها بمنظمة التجارة العالمية منذ نشأتها في عام 1995 ومن قبلها عضويتها بإتفاقية الجات منذ عام 1970 .
وأضاف «قابيل»، أن الرسالة الثالثة أكدت إدراك مصر الكامل لكافة التحديات التي لا تزال تواجهها للوصول لأهدافها التنموية الإستراتيجية والتي تتضمن البطالة والتضخم وحلها في إطار من الشفافية والشمولية.
ولفت إلى أنه استعرض في كلمته أمام وفود الدول الأعضاء خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات المراجعة مستقبل الاقتصاد المصري في إطار استراتيجية التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 والتي تشير إلى أن مصر تمتلك حاليا اقتصاد سوق مستقرا ومنفتحا، لافتا إلى أنه تم أيضا استعراض إستراتيجية مصر لتعزيز التنمية الصناعية والتجارة الخارجية والتي تستهدف تحريك الاقتصاد بخطوات سريعة وثابتة لخلق بيئة أعمال أفضل للقطاع الخاص لاسيما لقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر ودمجها في سلاسل القيمة المحلية والعالمية.
من جانبه، أكد السفير علاء يوسف مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف أن إجماع الدول أعضاء منظمة التجارة العالمية على السياسات التجارية لمصر جاء ليؤكد التزام مصر بقواعد ومحددات النظام التجاري العالمي، وهو ما يمثل الركيزة الأساسية لتحقيق الاندماج الاقتصادي للدول النامية والدول الأقل نموا في منظومة الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع الشركاء التجاريين للعمل سويا على تقوية النظام التجاري متعدد الأطراف والمحافظة عليه خاصة في ظل التحديات والتغيرات المتلاحقة التي تشهدها منظومة التجارة العالمية خلال المرحلة الحالية.
ونوه بأن الإعداد الجيد لهذه المراجعة من قبل فريق العمل المصرى، أسهم في الحصول على إشادة كافة وفود الدول أعضاء المنظمة المشاركين بفعاليات المراجعة، كما أسهمت الردود الفنية الوافية على استفسارات وتعليقات الوفود في إحداث توافق في الأراء على السياسات التجارية لمصر .
بدوره، ألقى الوزير مفوض تجاري أحمد طلعت، رئيس المكتب التجاري المصري بجنيف ورئيس مجموعة عمل مراجعة السياسة التجارية لمصر كلمة في الجلسة الختامية أكد خلالها تقدير مصر لهذه المراجعة لما أتاحته من فرصة لإلقاء الضوء على أحدث التطورات في السياسات التجارية لمصر والتعرف على وجهات نظر الدول الأعضاء حول بعض الإجراءات التي تسهم في تطوير، وتحسين منظومة التجارة المصرية، بما ينعكس ايجابا على زيادة معدلات النمو الاقتصادي .
وأشار إلى أن فريق العمل المصرى قام بالرد على الأسئلة المطروحة من قبل وفود الدول أعضاء المنظمة والتي بلغت 381 سؤالا تناولت عددا من القضايا الهامة ومنها مناخ الاستثمار في مصر، والسياسات المالية والنقدية، اليات تيسير التجارة، بالإضافة إلى تسهيل الإجراءات الجمركية والتعريفات، واتفاقيتي ﺍﻟﺤﻭﺍﺠﺯ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ وتدابير الصحة والصحة النباتية، إلى جانب المتطلبات الخاصة بالشفافية، وحقوق الملكية الفكرية.
ولفت طلعت إلى أنه فيما يتعلق باتفاقية تيسير التجارة، قامت مصر بجهود كبيرة في هذا الصدد حيث تم التصديق على الإتفاقية خلال شهر يونيو الماضي بموجب مرسوم رئاسي، مشيرا إلى أن مصر تتخذ حاليا الخطوات اللازمة على الصعيد المحلي لإيداع وثيقة الانضمام إلى الاتفاقية في منظمة التجارة العالمية وفق النموذج الموحد والمحدد من قبل المنظمة .
وأوضح أن مصر قطعت شوطاً كبيراً في تيسير الإجراءات الجمركية حيث تم تخفيض عدد الوثائق المطلوبة لعمليات الاستيراد والتصدير بما يسمح بتقديمها إلكترونياً بدءاً من اعداد النموذج الجمركي الموحد وإصدار تصنيف التعريفات ومعدلاتها.
ولفت إلى أن مصر قد اتخذت خطوات كبيرة على طريق المواءمة مع المعايير الدولية في مجال تدابير الصحة والصحة النباتية والحواجز التقنية أمام التجارة، حيث تسعى لتفعيل منظومة عمل الهيئة القومية لسلامة الغذاء بحلول عام 2019 بما في ذلك الانتهاء من تعديل اللائحة التنظيمية الخاصة بها.
وشدد على التزام مصر الكامل بمبدأ الشفافية فيما يتعلق باتفاقيات منظمة التجارة العالمية العديدة، وهو ما تعكسه زيادة عدد الإخطارات منذ عام 2005 في مجالات الصحة والصحة النباتية، والحواجز التقنية أمام التجارة، والتجارة في الخدمات، والمعالجات التجارية، ومؤخراً الزراعة، مؤكداً على ضرورة بذل المزيد من الجهود في هذا الشأن .
وأكد رئيس مجموعة عمل السياسات التجارية المصرية على إيمان مصر بدور الملكية الفكرية في الاستثمار والنمو والتنمية، لافتا إلى قيام مصر ببذل الكثير من الجهود التي من شأنها التأثير على بيئة حقوق الملكية الفكرية، بما في ذلك تنظيم حملات كبرى لرفع الوعي بقضايا حقوق الملكية الفكرية. كذلك قامت الحكومة بإنشاء إدارات متخصصة لإجراءات الإنفاذ تعمل على التصدي للمنتجات المزورة والمقرصنة في السوق المحلى من خلال التحقيق في الشكاوى المقدمة والقيام بحملات تفتيش لضبط المنتجات التي تتعدى على حقوق الملكية الفكرية.