x

عباس الطرابيلي البحرية المصرية.. تنذر تركيا عباس الطرابيلي الأربعاء 21-02-2018 22:06


أعجبتنى الرسالة «السريعة» التى بعثت بها البحرية المصرية ليس إلى تركيا فقط.. ولكن لأى قوة «قد تفكر» فى العبث بالأمن القومى «البحرى» لمصر.. فقد جاءت هذه الرسالة سريعة للرد على التحرش التركى فى المياه الاقتصادية الدولية لجمهورية قبرص.. وهى لا تقتصر على رسالة لقبرص، ولكن لكل القوى العسكرية فى شرق وشمال البحر المتوسط.

فقد تحرشت البحرية التركية بسفن الأبحاث الإيطالية التى كانت تنطلق للبحث عن الغاز فى المياه الاقتصادية القبرصية، بحجة أن تركيا لا تعترف باتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص.

ورسالة التحرش التركية بسفن البحث الإيطالية، ليس مقصوداً بها قبرص فى حد ذاتها.. ولكنها - وهذا هو الأهم - تقصد رسالة إلى مصر.. التى تقتسم غاز البحر المتوسط، بين مصر وقبرص، ولم تمض إلا سويعات حتى كانت البحرية المصرية ترد على التحرش التركى.. وجاءت تحمل رسالة تحذير بل إنذار لتركيا.. وللبحرية التركية.. وممن؟ من البحرية المصرية.. وكما وصلت رسالة التحرش التركى إلى مصر - من خلال التحرش بقبرص.. فمن المؤكد أن الرد المصرى قد وصل إلى سلطان تركيا المعاصر: السلطان رجب طيب أردوغان.

ولاحظوا أن الإنذار المصرى البحرى شمل كل نوعيات القوة المصرية.. من مدمرات وغواصات ولنشات صواريخ.. ومن المؤكد من حاملة الطائرات المصرية الميسترال، أى هى رسالة شاملة.. واضحة المعالم، تعنى أن مصر لن تتهاون فى استخدام كل أسلحتها للدفاع عن حقوقها فى المياه الاقتصادية الدولية، وهنا لم تكتف مصر برسالة التحذير التى بعثت بها بحرية «الاتحاد الأوروبى».. وكان عليها أن ترسل وفوراً برسالة تحذير بل إنذار لتركيا.. وللبحرية التركية.

والتحرك المصرى السريع - لقواتها البحرية - أبلغ رد على الذين يتساءلون: لماذا تنفق مصر كل هذه الأموال على دعم قواتها المسلحة.. والقوات البحرية بالذات؟.. فذلك يؤكد أن مصر «تعى تماماً» حجم العداء التركى لها.. فهل يتعمد سلطان تركيا «جر شكل» مصر فى مياهها الاقتصادية.. أم كان يسحبها إلى معركة عسكرية، فى منطقة هى الأقرب إلى أراضيه.. وإن كانت بعيدة إلى حد ما عن مركز العمليات البحرية المصرية، ولا أدرى لماذا عادت إلى ذاكرتى واقعة مشهورة عندما لجأ الأسطول العسكرى التركى إلى مصر، أيام محمد على، بقيادة قائده نفسه.

■ إذ ما إن توفى السلطان التركى محمود فى أول يوليو 1839 بينما كان إبراهيم باشا قد أنزل العديد من الهزائم بالجيوش التركية.. هنا قاد القبودان أحمد باشا فوزى، قائد الأسطول التركى، الأسطول بنفسه وخرج به من الدردنيل متجهاً إلى الإسكندرية، وكان الأسطول يضم 9 بوارج عملاقة و11 فرقاطة و5 مدمرات و16107 عسكريين، أما جنود هذا الأسطول فكان عددهم 5000 أى كان عددهم كلهم 21107 رجال!!

■ ووصل هذا الأسطول التركى إلى الإسكندرية وكان الأسطول المصرى يرحب به بقيادة مصطفى مطوش باشا.. ودخل الأسطولان معاً إلى الميناء وعددهما 50 سفينة حربية تقل 30000 مقاتل وعليها 3000 مدفع.. وصارت مصر بهذه القوة المزدوجة أقوى دولة بحرية فى البحر المتوسط كله.

■ وبذلك أصبحت مصر تتفوق على تركيا فى البر والبحر، بعد انتصارها فى معركة نصيبين فهل يعيد التاريخ نفس هذا المشهد.. ونلطم تركيا أمام العالم كله؟.. ترى هل يعرف سلطان تركيا الجديد ذلك؟.. نحن نعيده ليعرف قدر مصر وقوتها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية