شكلت الثورة في ليبيا على حكم معمر القذافى حلقة من حلقات ثورات الربيع العربى، غير أن ثورات الربيع العربى اختلفت ثمارها من دولة إلى أخرى، حتى بدا الأمر وأن بعض الدول العربية إذا غاب حاكمها الفرد أو تمت الإطاحة به انفرط عقد الدولة وأصابها الانهيار والاقتتال والتناحر والفوضى وانتهت إلى فوضى دموية مثلما الحال في اليمن وليبيا.
وكانت الثورة الليبية قد اندلعت «زى النهارده» في ١٧ فبراير ٢٠١١ وأطاحت بنظام القذافى وانتهت به مقتولا، ليبقى منه سؤال واحد وهو «من أنتم؟» وهو السؤال الذي يمكن طرحه على من مزقوا ليبيا ونالوا من وحدة شعبها.
وكان بعد مقتل القذافى قد تولى الحكم في ليبيا بشكل مؤقت المجلس الوطنى الانتقالى، غير أن الأمور تطورت إلى الأسوأ، حيث استحال نزع السلاح من جماعات المقاومة المسلحة ثم تحولت الثورة الليبية إلى ما يشبه الحرب الأهلية والنزاع المسلح كما أن أي ثورة عادة ما تظهر أجمل الأشياء وأسوأ الأشياء أيضا، لكن ماوالت أجمل الأشياء مازال الأجمل تواصل مسيرتها في القضاء على الأسوأ.