قضى الرئيس السابق حسني مبارك، ليلته الرابعة بمستشفى شرم الشيخ الدولي، وسط حالة من الانتظار والترقب بين رجال الأمن والعاملين بالمستشفى والصحفيين وسكان شرم الشيخ، لتنفيذ قرار النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بنقله إلى أحد المستشفيات العسكرية، الذي لم يدخل حيز التنفيذ الآن.
وأكدت مصادر طبية لـ«المصري اليوم» أن مبارك ما زال في المستشفى، نافية الأنباء التي ترددت حول نقله إلى المركز الطبي الدولي بالإسماعيلية، وقالت «مبارك في المستشفى وحالته الصحية جيدة،»، مشيرة إلى أن عملية نقله قد تتم في أي لحظة، مرجحة أنه من المفترض أن تتم عملية نقل الرئيس السابق، السبت.
وأضافت المصادر أن مبارك استيقظ في موعده في الثامنة صباحاً وتناول إفطاره، ولم يحدث أي تغيير على برنامجه اليومي بالمستشفى حتى الآن، على حد قولها، لافتة إلى أن زوجته سوزان تركته عدة ساعات عصر الجمعة، ثم عادت لتبيت معه في الثامنة مساءً، وأن «هايدي» زوجة ابنه «علاء» حضرت في العاشرة صباحاً وكان بصحبتها الجرائد اليومية.
وقالت مصادر أمنية، إن عملية نقل الرئيس السابق ستتم من خلال مطار شرم الشيخ وليس مهبط الطائرات الموجود بالمستشفى الذي يرقد به، وإنه سيتم تأمين خط سير نقله من المستشفى حتى المطار من خلال قوات الأمن المركزي التي تم استدعاء قوات إضافية منها من العريش للمساندة في عملية التأمين.
وترددت أنباء قوية مساء الجمعة، عن احتمال نقل الرئيس السابق إلى المستشفى العسكري عند الفجر، خاصة مع هبوط طائرة حربية في مطار شرم الشيخ الدولي، مما دفع عددا من الصحفيين في وسائل الإعلام المصرية والدولية للمبيت أمام المستشفى في انتظار خروج مبارك.
وسادت حالة من الهدوء ممر الطوارئ، وهو الممر الوحيد المكشوف من سور المستشفى الخارجي، والذي كان من المتوقع أن ينزل إليه مبارك ليستقل سيارة خاصة أو سيارة إسعاف تنقله إلى المطار، وسادت حالة من الترقب بين الصحفيين وبعض العاملين بالمستشفى الذين توقعوا أيضاً أن يتم نقل الرئيس السابق ليلاً، تنفيذا لقرار النائب العام.
وتبادل الإعلاميون الأخبار أمام باب المستشفى ليؤكد بعضهم بدء الاستعدادات في المطار لاستقبال مبارك في الرابعة فجراً، وبدء الاستعدادات في المستشفى لنقله، لكن شيئاً لم يحدث وظل الهدوء يسود أسوار المستشفى، ومع الساعات الأولى من الفجر جاء أحد عمال النظافة وبدأ تنظيف ممر الطوارئ، ثم جاءت سيارة إسعاف بيضاء، ووقفت في الممر دون سائق، مضيئة مصابيحها الأمامية، فبدأ المصورون يلتقطون صوراً لهذه السيارة، خاصة بعد أن وقف حولها اثنان من أفراد أمن المستشفى وبعض الممرضين، وسط حالة من الشك حول ما إذا كانت هذه السيارة هي التي ستنقل الرئيس السابق، وفجأة انطلقت سيارة الإسعاف دون أن يستقلها أحد لتدخل وراءها سيارة إسعاف أخرى برتقالية وتنزل إحدى الحالات.
وسادت حالة من الشك والترقب بين الصحفيين، وبدأ كل منهم يجري اتصالاته للتأكد من وجود مبارك بالمستشفى، في الوقت الذي زادت فيه قوات الأمن المحيطة بالمستشفى من الشكوك، وقالت إن «من الممكن أن يكون مبارك قد غادر المستشفى بالفعل، ولن يستطيع أحد أن يراه حين يغادرها».
وبعد أقل من ساعة أكدت مصادر طبية وأمنية بمستشفى شرم الشيخ أن مبارك مازال نائما، ولم يتم نقله حتى الآن.