x

نص كلمة البابا تواضروس خلال رسامة 29 كاهناً جديداً بدير وادي النطرون

الخميس 08-02-2018 15:53 | كتب: رجب رمضان |
البابا تواضروس خلال رسامة 29 كاهناً جديداً بدير وادي النطرون البابا تواضروس خلال رسامة 29 كاهناً جديداً بدير وادي النطرون تصوير : اخبار

ترأس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية طقوس رسامة 29 كاهناً جديداً لعدد من الكنائس داخل مصر وفي كندا اليوم الخميس، بدير الأنبا بيشوي في وادي النطرون.

وتحدث البابا عن الكهنوت قائلاً، أن خدمة الكاهن في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خدمة فعالة ومؤثرة للغاية، فالكاهن في طقس كنيستنا عندما يسام ويقام يصير راعياً وخادماً لكل الراعية التي يؤتمن عليها وأن اختيار الكاهن ليس نهاية المطاف بل انه بداية فالكاهن كان شماسا وكان خادما وكان معروفا ومشهوداً له من الجميع وعملية إعداد انساناً ليصير كاهناً منذ أن كان طفل صغير في مدارس الأحد إلى أن نال بداية التعليم المسيحي في بيته وأسرته بعد معموديته، إنه طريق طويل يمر بخطوات كثيرة حتى يكون لائقاً إلى هذه الخدمة المملؤة بركة .

ووجه البابا نصائح عديدة للكهنة الجدد قائلاً:أن الكهنوت أمانه ونقاوة وسلامة واتضاع، مشيراً إلى أن الكهنوت أمانه: بلا شك الكاهن يستودع أسرار الله ويستودع أسرار الكنيسة والأمانة هي العنصر الأساسي والرئيسي في حياتنا، وجميعنا يعرف قيمة هذه الكلمة لأن عكسها كلمة لا نقبلها ولا يقبلها إنسان بل هي كلمة تجرح الأذن عكس كلمة أمانة، ولذلك الوصية تقول في السفر الأخير في الكتاب المقدس «كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ وكلمة كن تعنى استمرارية هذه الأمانة مش يوم وبس أو اللي يترسم كاهن وبعدها ميبقاش أمين بل هو أمين في كل كلمة، في كل تعليم في كل زيارة في كل قداس في كل إرشاد، تلازمه الأمانة، وإنجيل العشية بالأمس كان إنجيل الوزنات فيقول الكتاب المقدس» كنت أميناً على القليل اقيمك على الكثير ادخل إلى فرح سيدك، فالله يبارك في القليل الذي كنت أميناً عليه حتى لو كان كلمة واحدة فتفتح فمك ويعطيك روحاً ونطقاً وكلاما وأنت أميناً على شخص من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أنت أمين على خدمة الرعية بكل أوجه الخدمات أنت أمين في كل أوجه العلاقات والمعاملات مع كل أحد.

وتابع، وثانياً: الكهنوت نقاوة: فالكاهن عندما يتقدم لتقديس الذبيحة وفى القداس هو يعلن امام الله ويعترف انه غير مستحق ولا مستوجب فلا يصح أن نخدم الله بأيد غير نقية لا يصح أن نخدم الله بأفواه غير نقية لا يصح أن نخدم الله بعقول بها أفكار رديئة لا يصح فالكهنوت نقاوة وكلمة نقاوة في كنيستنا تعنى حياة التوبة المستمرة حياة التوبة الدائمة أنت أيها الكاهن والمتقدم للكهنوت يجب أن تنقى سريرتك دائما ويجب ان تنقى قلبك دائما ولا تجعل قلبك يحوي خطايا وأفكار رديه لذلك الاهتمام بمقابلة أب اعترافك باستمرار انت تحتاج إلى هذا، فليس معنى أنك ترتدى ملابس الكهنوت وأنك تصير كاهناً وتقيم الاسرار وتعقد الاجتماعات وتخدم الناس لا يعنى ذلك أنك تحتاج إلى التوبة بل إنني اتجاسر كأول المحتاجين إلى التوبة ولذلك عندما يسيم الكاهن يقضى أربعين يوم، وينزل الخدمة ولا نسمح له بأخذ الاعترافات قبل سنة ممكن يبدأ بعد 6 شهور مع اعترافات الصغار لكن بعد سنة بيبدأ لكن قليلاً لأن عمل الاعترافات تحتاج إلى أن يكون هو أيضاَ نقياً ومعترفاً دائما وتائبا ويعيش هذه الحياة حياة النقاوة دائماً .

وواصل:«ثالثاً الكهنوت سلامة: وسلامة تعنى أنك صانع سلام، فالكاهن يقام لكي ما يصير إنساناً صانع سلام في مجتمعه وفي خدمته مع الكهنة اخواته مع الأب الأسقف الذي يخدم تحت رعايته، أن يكون صانعاً سلاماً في وسط الأسرة في أسرته ومع زوجته ومع أولاده أن يكون صانعا سلام مع نفسه، وأن يكون صانع سلام مع ذوي الاحتياجات ومع أخوة المسيح الفقراء كل وجه من وجوه الفقر ان يكون صانعاً سلاماَ ان يكون بشوشا مبتسما والا يكون غضوباً مصطدماً مع أحد وأن يكون الكاهن سهل جدا عليه ان يعتذر ويقدم من قلبه اعتذاراً عما يكون بدر منه، الكهنوت مسؤولية ولذلك يا أخواتي عندما نقيم كاهنا يحضر أباء أساقفة يمثلون الكنيسة وآباء كهنة وشمامسة والهيكل مفتوح والمذبح مفتوح ونقيمه بعد مشوار طويل كما ذكرت.

وأكمل، بعد أن يتعهد أمام الله ،والحكاية مش سهلة ولا الحكاية هي مجرد تغير شكل أو اسم أو لبس الكهنوت والشخص الكاهن الذي تقدمة الكنيسة تفترض فيه النقاوة الكاملة سوف يقف امام الله يوما وسوف يقدم حسابا عن وكالته هيقف قدام ربنا وصحيح بنرسمة كاهن وشغلته هي الصلاة وده اهتمامه ومفيش حاجة تشغله تانى لكن اذا لم يكن مصلياً من قلبه وله قانونه الخاص في صلواته سيكون شخصا مؤدياً للصلاة ومن يقبل هذا لا السماء تقبل ولا الأرض تقبل ولذلك يا أبنائي الأحباء واولادنا المتقدمون إلى نوال هذا السر العظيم يحتاج إلى ان تكون صانع سلام كاملا ونسمع احياناً عن خلاف بين الكهنة في كنيسة أو خدمة أو ايبارشية هذه يا أخواتي خطايا تحرمك من الملكوت وباطل الأباطيل الكل باطل ولا تكون لخدمتك أي نتيجة أو أي ثمر وبينى وبينك كدة بتضحك على نفسك لذلك الكهنوت يحتاج إلى كل تدقيق تمام ويحتاج الانسان ان يكون واعيا زي ما نقول كده في التعبير العام الشعبي المصري «عينة في وسط رأسه»واخد باله من رعيته ومن نفسه وأسرته ومن الخدام والشمامسة واخد باله من كل القطيع الرعية الرجال والنساء الصغار والكبار من الجميع واخد باله من كل أحد.

وأضاف البابا :«رابعاً الكهنوت اتضاع: انها لحظات رهيبة أن يقف الإنسان أمام المذبح ويقدم الأسرار المقدسة فعلى يديك تصير هذه الأسرار التي تمارسها كنيستنا وده من خلال الأب الكاهن ودي لحظات في كل سر من الأسرار وحينما يستدعى الروح القدس الذي يقدس الأسرار ويقدس الطقوس التي تتم وأنت بتكون كاهن في كنيسة أو مع اثنين أو تلاته من الإباء ويمكن البلد بتاعتك تكون فيها كنيسة واحدة ويمكن تروح بلد مفيهاش كنيسة علشان تخدم هناك وعلشان تخدم اعداد صغيرة وترعاهم كيف ما يكون حقل الخدمة بتاعتك وكل هذا يحتاج إلى اتضاعك فالاتضاع هو السبيل إلى الملكوت ولا سبيل آخر مهما كنت عالماً في اللاهوت أو العقيدة أو الكتاب أو الاجتماعات أو الخدمة والافتقاد فاتضاعك هو الذي يقودك إلى الملكوت والى نصيبك السماوي وما أجمل أيقونة الكاهن المتضع الذي منه نأخذ الشريعة والذى نحتكم إلى مشورته الروحية ما اشهى وما اجمل ان يكون الكاهن في هذه الصورة المتضعة كسيده ربنا يسوع المسيح، الكاهن إتضاع وهذا الاتضاع لا يظهر ابداً إلا من خلال كلامك وافعالك وطريقك واسلوبك وافتقادك وردودك على الأسئلة ومناقشاتك حتى في خلواتك والمؤتمرات اللي بتعملوها للشبان كيف يظهر هذا الاتضاع واتضاعك هو الذي يحملك ويقدمك إلى المسيح والكهنوت سلامة ولك ادخل إلى فرح سيدك .

وقال البابا أن السنة دي اول مرة نعمل حاجة مهمة جديدة أحب اقولها ويأخذوا بالهم منها الآباء الذين يصيروا آباء كهنة وهي أن الكاهن بيقضى40 يوم في الدير اللي بيختارة لكن إحنا نقتطع من الأربعين يوم ثلاثة أيام ونعقد للكهنة الجدد كورس خاص ومنهج خاص تحت عنوان «التدبير الكنسي والتنمية» وده من خلاله نستضيف الكهنة الجدد هنا في المقر البابوي بدير الانبا بيشوى والكورس هيقدموه مجموعه من المتخصصين على مدار ثلاثة أيام 8 و9و10 مارس خميس وجمعه وسبت، ونحن نقيم مثل هذا الكورسات المتخصصة لكى ما يصير الكاهن اكثر تأهيلاً للخدمة المتسعة والمطلوبة منه صلواتكم جميعاً من اجل هؤلاء ومن اجل خدمتهم ومن أجل بذلهم وتضحياتهم، ومن أجل حضور الآباء الأساقفة في هذا اليوم واحنا موجودين بدير الأنبا بيشوى العامر بوادي النطرون واحنا موجودين مع الانبا صرابامون رئيس الدير ونستلهم منهم البرية المزهرة بمواقع القديسين والدير اللي احنا فيها عاش فيها أجيال وأجيال من القديسين من القرن الثالث الميلادي لذلك سلوكياتنا في الدير تحتاج إلى كل وقار وفى نفس الوقت تحتاج إلى هدوء وصلوات ونصلى ان الله يعطيهم نعمة ويسندهم فالكاهن لا ينجح في خدمته إلا بصلوات من يرعاهم والصلوات هي التي تساعده وتسنده وتفرح قلب ربنا .

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية