ترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صلاة القداس الإلهي لثالث أيام صوم نينوي بكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والأنبا بيشوي بكينج مريوط غرب الإسكندرية، مساء الأربعاء.
والقي البابا عظة روحية بهذة المناسبة هنأ الأقباط بالصوم قائلا: «كل سنة وأنتم طيبين ونحن في اليوم الثالث من هذا الصوم المحبوب في كنيستنا صوم نينوى الذي يسبق بداية الصوم الكبير بأسبوعين، ونعتبر صوم يونان مع الفصح هو مصغر للصوم الكبير حتى عيد القيامة».
وتابع البابا: ا«لحقيقة أن قصة يونان هي أيقونة جميلة موجودة في العهد القديم لكن كل ظلالها الموجودة بتقدم لنا العهد الجديد، ورغم أن الفارق بين حادثة يونان وميلاد وتجسد ربنا يسوع المسيح حوالى ثمان قرون 800 سنة إلا أن حادثة يونان النبي كأنها مأخوذة من العهد الجديد كلها بالرغم من أنها حادثة وفيها نينوى عاصمة أشور وفيها وثنيين لكن القصة بكل تفصلها توضح ذلك اولاً: أن يونان النبي هو النبي الوحيد اللى المسيح أتشبه به واخذة رمز (كما كان يونان هكذا كان ابن الإنسان)، وهذه تعتبر كرامة إلى يونان وثانياً: يونان معناه حمامة ودائما الحمامة تحلق إلى فوق والمقصود بها ان دائماً الانسان الذي يعيش مع الله يكون منتمى للسماء، كما أن الحمام رمز النقاوة والبساطة والسلام وجميعهم رموز للإنسان الذي يعيش بروح الله».
وقال إن «هناك شيء يجب أن نقف عنده وهو يشرح الارتباط المهم بين العهد القديم والعهد الجديد ونتذكر أخر ايه قالها المسيح لتلاميذه قبل الصعود فنجد أربع وصايا في يوم استدعى الله النبي يونان وقال له قم واذهب، ولسان حال يونان «طيب هروح فين يارب» هنا المسيح قال «اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم» وهذه الوصية الأولى اترك بنى إسرائيل واذهب لبلد بعيدة وهي نينوى فأجاب يونان الله قائلًا :يارب دي بلد وثنية دول أعداء لنا ورغم أن الوصية واضحة أذهبوا وتلمذوا جميع الأمم لكن يونان للأسف في عدم طاعة ذهب «ترشيش» بدل نينوي وتكون النتيجة أنه يكسر هذه الإرسالية رغم وضوح الرسالة ولم يقدم نعمة ربنا للأخرين كما أن يونان ظل لأيام يصلي فيهم مثل ما نصلى صلاة سر المعمودية ونعمد الطفل الصغير، ونبدأ جحد الشيطان ونوال المعمودية وظلالها في العهد القديم هي قصة يونان اللي بقى في بطن الحوت.
واضاف: من أيام يونان 800 سنه والمسيح 2000 سنة ها أنا معكم النهاردة 2800 سنة كل يوم مش بالمعنى الرمزي لكن بالمعنى الواقعي العملي، كل يوم انا معكم وهذه العناية هي إلى نفرح بها «عيني عليك من أول السنة لآخرها من اليوم لأخره»، وكل هذا يعطينا نوع من أنواع الطمأنينة.
وعن الصوم قال إنها «أيام بركة وأيام الصوم اللى نتعلم فيها مخافة وطاعة وتوبة الإنسان اللى هي الركائز الثلاثة التي تكون مع الإنسان في مسيرته الروحية، لأن صوم يونان صوم استعداد، بنشكر ربنا لعطيته لينا هذه الأيام البركة ويعطينا ويقبل هذه الاصوام والصلوات ومن اجل كل الذين ليس لهم أحد ان يذكرهم مثل شعب نينوى يوجد الله في قلوبنا من نسأل عليهم».