x

نيوتن هل هذا جنوح؟ نيوتن السبت 03-02-2018 22:15


جامعة الأزهر بها العديد من الكليات العلمية. بالإضافة إلى كليات الدراسات والعلوم الإنسانية: فيها كلية الطب. طب الأسنان. الصيدلة. التمريض. الهندسة. العلوم. الزراعة. التجارة. الاقتصاد المنزلى. الإعلام. واللغات والترجمة.

لماذا لا يُسمح فيها بالدراسة لغير المسلمين؟. هل هو نوع من التمييز. نوع من رفض الآخر؟. سؤال بديهى يتكرر مع بداية كل عام دراسى. التمييز فى حد ذاته يدين الإسلام. يعطى انطباعا بأن الإسلام لا يقبل الآخر. يرفض مشاركته علومه.

قد يفهم البعض الأمر أنه نوع من العنصرية. أصبحت أمراً واقعاً. شىء أراه عجيباً.

عندما يُسأل القائمون على جامعة الأزهر عن السبب. كانت الإجابة فى أكثر من مرة لا تخلو من المخاتلة. يقولون لا مانع. بشرط أن يحفظوا القرآن. بالطبع شرط تعجيزى. فكم نسبة مَن يحفظون القرآن حتى من المسلمين الملتزمين؟!.

فى مقابل ذلك مدارس الرهبان والراهبات فى مصر. مثل سان جوزيف والجيزويت والفرانسيسكان والمير دى ديو والدليفراند والفرير والكولاج دى لاسال وغيرها الكثير والكثير. تقبل الطلاب المسلمين. بل إن نسبة المسلمين فيها تصل إلى 70%. وهى مدارس تعمل فى مصر منذ أكثر من قرن ونصف القرن.

فى هذه المدارس التى تُعتبر تابعة لجهات دينية. لم نسمع عن تمييز بين طالب وآخر بسبب ديانته.

ماذا لو أن شخصا غير مسلم يريد دراسة الشريعة فى الدين الإسلامى. ألا يوجد مجال لذلك؟. هكذا تركنا الآخرين يحكمون علينا بالسمعة وليس بالحقيقة.

الإمام محمد عبده شيخ المجددين فى الفكر الدينى. عندما ذهب إلى أوروبا قال قولته الشهيرة: «وجدت هناك إسلاما بلا مسلمين. وفى بلادى مسلمين بلا إسلام!».

فى الماضى لم تكن هناك غضاضة أن يذهب دارسو وعلماء الأزهر لتلقى العلم فى باريس. بداية من رفاعة الطهطاوى إلى طه حسين وغيرهما. نهلوا من الثقافة الغربية. غيّروا بوصلة التفكير فى مجتمعاتهم. هذا بالضبط ما يحققه الانفتاح على الآخر. فى حين أن الانغلاق سيؤدى بنا إلى الانكفاء.

إذا اعتبرنا أن الأزهر يمثل الإسلام الوسطى. فما الإسلام المتطرف؟. هل الإسلام المتطرف يتمثل فقط فيمَن يفجرون أنفسهم؟. فيمَن يقتلون الأبرياء بالهوية؟. أم أن التطرف بالأساس يكمن فى طريقة ونمط التفكير؟.

لو راجع الأزهر هذا الموقف فستكون هذه خطوة عملية فى اتجاه الإسلام الوسطى الذى علينا أن نعيشه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية