x

نيوتن حتى القمامة تطورت نيوتن الجمعة 02-02-2018 22:10


طالما أن كل شىء حولنا يتطور. لماذا استبعدنا أن القمامة أيضا ستتطور شكلا ونوعا؟

نرى القمامة تتزايد فى الشوارع. ذوو الخبرة ومحترفو الفهلوة أرجعوا هذا الأمر لـ«هولوكوست الخنازير». المجزرة التى وقعت ضد هذا الحيوان بعد تهمة أنفلونزا الخنازير. افترضوا أن هذا هو السبب فى تزايد القمامة وانتشارها فى الشوارع.

اليوم بعد أن عادت الخنازير وتكاثرت. بعد أن تعددت أنواعها أخذت القمامة تتزايد.

أزمة لا تنفرد مصر بها. بدأت تعانى منها العديد من دول العالم. رئيسة وزراء بريطانيا (تريزا ماى) تنبهت للظاهرة قبل أسابيع. هناك لم تقع مذبحة خنازير. لذلك درست الأسباب. تبين أن نوعية القمامة نفسها تطورت. بدخول عنصر جديد هو البلاستيك. أصبح يدخل فى كل شىء: الأكواب. الأطباق. التغليف. وكل حاويات السوائل.

البلاستيك رخيص السعر. لذلك هو عنصر لا يستحق التدوير. انتهى الأمر به وهو يغطى المجارى المائية- البحيرات. أصبح يغطى حتى أجزاء من سطح المحيط.

بينما بواقى الأكل يمكن استخدامها كعلف. المعادن يعاد تدويرها. أما البلاستيك بأنواعه فلا توجد فائدة مادية عند إعادة تدويره.

لذلك بدأوا اليوم يفكرون فى العودة إلى نظام الرهن مقابل العبوات. تسترد الرهن إذا أعدت العبوة البلاستيكية لإعادة استعمالها. مثلما كنا نفعل قديما فى رهن عبوات المياه الغازية الزجاجية. رئيسة وزراء بريطانيا جلست مع السلاسل التجارية الكبرى مثل «تسكو». ناقشت معهم المشكلة. خاطبت أيضا مصانع وشركات كبرى للتغلب على هذه الظاهرة.

طلبت أيضاً التوقف بقدر الإمكان عن استخدام الأكواب والأطباق البلاستيكية. العودة إلى الأكواب والأطباق الورقية. المنتجات الورقية مجزية عند إعادة تدويرها.

شركة «كوكا كولا» أدركت حجم المشكلة. ليس هناك كوكب جديد نستخدمه فى التخلص من المواد البلاستيكية. تعهدت الشركة بإعادة استخدام 50% من عبواتها بحلول عام 2025.

لذلك لدينا يجب مواجهة المشكلة بحلول قابلة للتطبيق.

ظاهرة الزجاجات البلاستيكية نراها على صفحة النيل. نراها وهى تملأ الترع والمصارف. شركات القمامة قومية أو أجنبية يجب أن تتجه لعلاج تلك المشكلة تحديدا.

ما لم ينتبه له كثيرون أن نوع القمامة اختلف عما كان عليه فى الماضى.

فى الأسبوع الماضى كنت أجلس فى مقهى على رصيف أحد شوارع لندن. بجانبى رجل يبدو من مظهره أنه من بلد آسيوى. أخرج من جيبه حبة دواء مغلفة. تناولها وشرب جرعة ماء. أعاد غلاف الدواء مرة أخرى إلى جيبه. لم يتخلص من الغلاف بإلقائه على أرض الطريق. سلوك هذا الرجل على الأقل لم يَطَلْه التلوث.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية