x

فريق «بساطة».. «القعدة الفنية» التي تحولت لمشروع موسيقى مستقل

الأربعاء 13-04-2011 17:17 | كتب: أحمد الهواري |

 

 

استضافت المذيعة منى الشاذلي في إحدي حلقات برنامجها «العاشرة مساءا» الفنانة أصالة نصري لتناول ملابسات أزمتها مع الملحن حلمي بكر، وفي نهاية الحلقة قامت «أصالة» بغناء واحدة من أغنيات فريق «بساطة» المستقل لتؤكد علي الانتشار المتزايد لهذا النوع من الفن سواء علي مستوى الجمهور أو اهتمام الفنانيين في الوسط التجاري.

يتكون فريق بساطة من 8 أعضاء هم نبيل لحود، عازف عود وملحن، إيهاب عبد الواحد، عازف جيتار وملحن، ماريز لحود عازفة جيتار، أمير سمير، موزع عازف كمان، إيهاب سمير، عازف تشيلو، رائد وهاني سيكا، عازفي إيقاع، ومايكل فؤاد، عازف القانون. ويقوم غالبية أعضاء الفريق بالغناء وإن كان الثلاثي نبيل وماريز وإيهاب عبد الواحد هم المطربين الأساسيين.

عن بدايات تشكيل الفريق يقول نبيل لحود، أنا أعضاء الفريق يعرفون بعضهم من وقت طويل واجتمعنا في المنزل اكثر من مرة وعزفنا سويا كعازفين محبي للموسيقى. وفي أحد الأيام كنت أعزف مع إيهاب عبد الواحد بالعود والجيتار فقط في أحد الأمسيات وسألنا لنا الجمهور «انتو فرقة؟» وهو ما داعب حلما قديما بداخلنا ده حفزه هذا السؤال لنعود من الأمسية مقررين تكوين فريق مستقل. ونحول «القعدة الفنية» إلي رسالة ومشروع ثقافي حقيقي.

ويشير نبيل إلي أن الفكرة الرئيسية التي قام عليها الفريق هي الغناء للناس بعيدا عن الحب والهجر. فنحن نغني للحب ولكنه ليس الموضوع الرئيسي في أغاني بساطة. وفحاولنا فتح «قماشة جديدة» أو نعيد اكتشاف «قماشة» كانت موجودة في المسرح الغنائي قديما من خلال رصد حالة أو موقف اجتماعي سياسي عاطفي ونتكلم عنه بشعر جيد جميل عميق بألحان وآلات بسيطة وعميقة في نفس الوقت في عودة إلي البساطة والأصل «من الآلة إلي أذنك».

بدأ فريق بساطة الغناء بمجموعة من الأغاني ذات المضمون العميق والمختلفة علي مستوى الفكرة والتركيب الشعري ولكنه عاد بعد ذلك إلي تقديم بعض الأغاني المعتادة. وعن هذا يقول نبيل أن العمق هو عمق الفكرة واستخدام مفردات جميلة وجيدة وجديدة يتم وضعها في قالب موسيقي يتناسب معها، ومن الممكن أن يتم وضع كل هذا في قالب فكاهي سريع، مثل أغنية «كتكوت» كلامها مباشر جدا لكنه يحمل رسالة أن كل «واحد يعرف حجمه» ولا يدعي ما ليس به.

إيهاب عبد الواحد، إلي جانب كونه ملحن في فريق بساطة، قام بالتلحين لبعض المطربين علي المستوى التجاري. وعن الطريقة التي يوازن بها بين المستقل والتجاري يقول: الألحان التجارية طريق والألحان في الفن المستقل طريق آخر، فالألحان التجارية غالبا ما تكون بسيطة وهذا هو ما تعود الناس علي سماعه أما في الفريق فأقدم كل مالا ينفع أن يغني أو يلحن في «السوق» ففي الفريق أستطيع أن «أبرز عضلاتي» بمعني أن ما أريد أن أقوله أنطلق فيه في الفريق. مؤكدا أن التوفيق بين الاثنين معادلة صعبة. قائلا: أحاول أن أدفع بالموسيقى المستقلة في الوسط التجاري،وهناك بعض المطربين المشهورين بدأوا في الاتصال بي من أجل الحصول علي ألحان وكلمات شبيهة بالتي نقدمها في بساطة.

تتميز موسيقى فريق بساطة بقلة عدد الآلآت المستخدمة، 8 آلالات، وكون الآلات نفسها خشبية ولا تعتمد علي الكهرباء. وهو ما يقول عنه أمير سمير، الموزع الموسيقي لبساطة: لا يوجد في الفريق آلات كثيرة. وهو ما يصعب مهمة التوزيع الموسيقي، فبعد إنتهاء الألحان أبدأ في بناء الأغنية من خلال توظيف الالات الموجودة واختيار الصولو تبعا للحن والكلمات، فأنا أحاول أن أقرب طول الوقت بين الموسيقى والكلمات بحيث تتحول الأغنية في النهاية إلي قالب واحد.

وعن تأثير قلة الالات علي العازفين يقول إيهاب سمير: في الطبيعي يقوم الموزع بكتابة خط وتريات يقوم به أكثر من عازف. وفي بساطة ولطبيعة الفرقة الخاصة أقوم بالعزف مع الغناء أو صولو منفرد، ولكن خارج الفرقة توضع أمامي النوتة فأعزف خط الوتريات الخاص بي فقط. كما يقول  مايكل فؤاد: عند قيامي بالعزف لا أكون عازف قانون فقط، فأحيانا أقوم بعزف ليس من المعتاد أن أقوم بعزفها، فعلي سبيل المثال أقوم أحيانا بعزف توزيع مع خط الوتريات، وعلي الرغم من أن هذا غير مطلوب مني إلا أني أقوم بهذا لأني أحس اللحن وروح كلمات الأغنية، بالإضافة  إلي أن قلة عددنا تجعلنا «نمسك في إيد بعضينا».

يتفق رائد وهاني سيكا علي أن تكوين بساطة غريب بعض الشيء بالنسة للآلات الموجودة في الفريق من خلال المزج بين الالات الشرقية مثل الود والقانون والالات الغربية مثل الجيتار والكمان والتشيلو. مضيفين أن الأيقاع يقف في الوسط بين نوعي الالات لأنه ينوع بين آلات الايقاع الختلفة تبعا للتوزيع الموسيقي لكل أغنية علي حده إذا كان شرقيا أو غربيا.

هذا التنوع في الالات هو ماتري فيه ماريز لحود أحد أسباب تميز فريق بساطة إلي جانب تميز كلمات الأغاني. مضيفة أن الفريق بشكله حالي هو شكل مختلف عن غالبية الفرق الموسيقية المستقلة قائلة أن كل من يستمع إلي الفريق يتفق علي كلمة واحدة «انتو مختلفين» إلي جانب أن الناس يلمسون «بساطة» الفريق لأننا في الأصل بسطاء حتى كأشخاص علي المسرح.

تقدم الفرق الموسيقية المستقلة أعمالها في الأماكن الثقافية وحلمها إصدار ألبوم غنائي للوصول إلي شريحة أكبر من الجمهور، وفي سبيل تحقيق هذا الحلم سقط البعض في فخ الخروج من الإطار الذي نجحوا فيه إلي ما يطلبه جمهور أوسع من جمهور الموسيقى المستقلة. وعن هذا يقول إيهاب عبد الواحد أن فريق بساطة يريد بالفعل أن يصدر ألبوما غنائيا إلا أنه « لن يختلف عن شكلنا علي المسرح، نفس الروح الموجودة في الحفلات يجب أن تنقل إلي الألبوم». مضيفا أن غير ذلك هو ما يؤدي إلي سقوط بعض الفرق «لأنه بعد أن يحقق نجاحا في الفن المستقل يظن أنه يجب أن يقدم موسيقى تجارية من أجل إصدار ألبوم وتوزيعه بين الجمهور العادي فيبدأ في تقديم أغاني للسوق حتى يستطيع أن يعزف في الأفراح مثلا».

قامت الكثير من الفرق المستقلة في بداياتها بالاعتماد علي أغنيات الثنائي أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام لتحقيق نوع من الانتشار بين الجمهور الموجود بالفعل للثنائي، ولتعويض نقص في كلمات الأغاني في بدايات الفريق. ولكن فريق بساطة بدأ مصر علي غناء كلماته الخاصة ثم قام بعد ذلك بتلحين 3 أغاني لأحمد فؤاد نجم وتقديمها في حفلاته. وعن هذا التحول يقول نبيل لحود: قمنا بتليحن أغاني «كلب الست» و«كلمتين لمصر» و«هنغني» بعيدا عن الألحان القديمة للشيخ إمام ، بعد أن اخترنا الطريق الأصعب وكنا مصممين عليه، وعودتنا بعد فترة لكلمات من التراث فهذا جاء بعدما نضجت تجربة الفريق وبدأنا نجني ثمارها وشعورنا بأنه من الممكن الآن أن نضع أشياءا سوف يتقبلها الناس ولن تغير اتجاهنا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية