يُتم فريق «يوركا» للموسيقى الأندلسية هذا العام عشر سنوات بعد أن شهد الفريق انطلاقته الأولى في عالم الموسيقى المستقلة عام 2001 على المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية بعد قضاء عبد المنعم سعيد، المؤلف الموسيقي وعازف البيانو ومؤسس الفريق، سنتين منذ أن بدأ في تأسيس الفريق عام 1999، معتمدًا على موارده المالية الخاصةح ليقدم لعشاق الموسيقى مزيجًا من الموسيقى الأندلسية والكلاسيكية الشرقية.
بدأت فكرة تأسيس فريق للموسيقى الأندلسية مع عبد المنعم سعيد نظرًا لعشقه لهذه الروح الخالدة التي تواجه مشكلة التوقف عند قوالب التراث، على حد قوله.
ويضيف: «الموسيقى الأندلسية «من أغنى الموسيقات وتمتاز بإيقاعات وقوالب متعددة، وتتميز بحضور كبير في تونس والجزائر والمغرب، ولكن في قوالبها القديمة، كما كانت هناك تجارب لإحيائها في دول أوروبية مثل فرنسا وإسبانيا، لكن هذه التجارب لم تضف إليها الكثير؛ لهذا أردت أن أعالج القوالب الأندلسية من خلال إدخال فكر عصري إليها لأن تقديمها كتراث لن يمنحها الخلود الذي تستحقه».
وبعد أن قدمت «يوركا» نفسها للجمهور بالحفل الأول في دار الأوبرا المصرية، كان حفلها الثاني في قلعة صلاح الدين الأيوبي لتكريم عبد المنعم سعيد بمهرجان القاهرة الدولي للموسيقى على مساهمته الفعالة في الموسيقى العربية.
وتتوالى الحفلات ليصبح رصيد الفريق من الحفلات في دار الأوبرا المصرية وحدها أكثر من 100 حفل، وفي صندوق التنمية الثقافية حوالي 50 حفلا بخلاف الحفلات في الأماكن الثقافية الأخرى مثل ساقية الصاوي وطرح ألبوم موسيقي في الأسواق وآخر يتم الإعداد له.
العشر سنوات شهدت بعض التطور، الذي لحق بالفريق على مستوى الآلات والشكل، كما يشير عبد المنعم قائلا: «في البداية لم يكن معي في الفريق آلة القانون إلا أنني أضفتها بعد فترة في إحدى المقطوعات، كما أضفت مؤخرا آلة الساكس ولكن في حدود معينة وإلى جانب التجدد المستمر في آلات الإيقاع».
وعن هذه الإضافات يقول أيمن سالم، عازف الإيقاع بالفريق، إن فترة العام ونصف العام الماضية شهدت تطورا كبيرا في شكل الفريق لأن مؤسسه كان يريد أن يثري العمل بالمزيد من الالآت من أجل إحداث التنوع الموسيقي، فأدخل آلات مثل الدودوك- آلة نفخ- والتشيلو والكاخون- آلة إيقاع غربية- والطقاقيع- آلة إيقاع مغاربية- والجيمبي - آلة إيقاع أفريقية- والطبلة الشرقية.
وعلي الرغم من هذا التطور في شكل الآلات إلا أن أعضاء الفريق لم يتغير، فغالبيتهم موجود منذ عام 1999، وهو ما يبرره عبد المنعم قائلا: «حرصت على استمرار هذه المجموعة معي لأن لون الموسيقى الخاص بي يختلف عن الموجود على الساحة الموسيقية في الوقت الحالي، ولذلك فإن هذه الموسيقى يجب أن "تتشرب وتتحس" من قبل العازفين من خلال التدريب عليها لفترات طويلة حتى تخرج في أفضل صورة».
الأعضاء الحاليون للفريق هم محمد سعيد، أيمن سالم، مسعد رشاد – إيقاع- يوسف كمال وهاني السيد –ناي- محمد سمير –قانون- بيشوي شنودة –أكورديون- بيشوي بشارة -باص جيتار- يوسف عبد الله- تشيلو- محمود سعيد -كمان.
وعن إدخال الغناء في الفريق يقول أيمن سالم: «في البداية لم يكن معنا غناء بشكل واضح وصريح، كانت هناك تجربة لوضع قصيدة شعر على مقطوعة اسمها "نوستالجيا"، بعد هذا ركزنا على هذه النقطة فوضعنا أبيات من الشعر على مقطوعة صوفية، ولكنه ليس غناء صريحا بقدر ما هو خدمة للمقطوعة».
وعلى الرغم من اختلاف هذه الموسقى عن الموسيقى المستقلة المقدمة من الفرق الشابة هذه الأيام، فإن فريق «يوركا» يواجه نفس الصعاب، التي يواجهها الفن المستقل المتعلقة بالتمويل. فيقول مؤسس «يوركا»: «في الوقت الذي بدأت فيه بدأ معي الكثيرون، ولكن خلال العشر سنوات اختفت الغالبية العظمى منهم، فأن تمول مشروعا موسيقيا بشكل ذاتي لمدة عشر سنوات فهذا يعني أنك إما انتحاري أو بطل أو تنتحر ببطء».