يعرف الجزء الشمالي من الصومال باسم أرض الصومال، وقد حطت به قوافل الاحتلال البريطاني وفي يناير ١٩٠٤م هاجمت قوات الاحتلال البريطانى قوات الدراويش والتى كانت تحت قيادة الزعيم الصومالى «سيد محمد بن عبدالله» الذي كان يلقبه البريطانيون بـ«الملا المجنون».
وقد استمر الملا في محاربة الاستعمار البريطانى للصومال حتى سنة ١٩٢٠ ما حدا ببريطانيا أن تستخدم القصف الجوى لمواقع الثوار، ثم جاءت وفاة الملا لتضع حدا لثورته الإسلامية.
وكان الشطر الجنوبى من الصومال يرزح تحت الاحتلال الإيطالى بدءا من ١٨٨٩ونال استقلاله في ١يوليو١٩٦٠ وأرادت الجماهير تحقيق الوحدة بين الشطرين.
وكانت جيبوتى قد نالت استقلالها في ١ يوليو ١٩٧٧ وآثرت الاستقلال (خارج نطاق الصومال) فيما ظل الشطر الغربى تحت سيطرة إثيوبيا وقد ظل أقصى الجنوب الصومالى تحت الوصاية الكينية وبعد الوحدة الصومالية عام ١٩٦٠م ثار الشعب الصومالى ضد الحكومة الكينية لتنفيذ ما كان متفقا عليه وأقيم استفتاء شعبى سنة ١٩٦٣م ووافق الشعب الصومالي في تلك المقاطعة على الوحدة.
ولم تنفذ كينيا القرار وقامت الشرطة الكينية بقمع المظاهرة المناوئة للاحتلال الكينى إلى أن قام اللواء محمد سياد برى بانقلاب في ١٩٦٩بعد اغتيال الرئيس عبدالرشيد على وقد امتد حكم برى حتى ١٩٩١ وتبنى النظام الشيوعى وخاض حربا مريرة ضد إثيوبيا لاستعادة إقليم أوجادين الصومالي منها وفشل.
اتسم عهده بالدموية وسلطة الرجل الواحد وقام بحرب إبادة جماعية في بعض الأقاليم التي تريد الانفصال وأصدر الكثير من قرارات الإعدام لمعارضيه، فأعدم نائب الرئيس الصومالى بتهمة الانقلاب عليه وخمسة من كبار الجنرالات في الجيش وحكم الصومال من خلال حزب أسسه بنفسه وهو الحزب الوطنى الاشتراكى الثورى واستأثر لنفسه بالمناصب المهمة فكان رئيسا للدولة وقائدا للجيش وزعيما للحزب الحاكم ورئيسا للمحكمة العليا ورئيسا للجنة الأمن والدفاع في الحزب إلى أن أطاح به انقلاب عسكرى «زي النهارده» في ٢٧ يناير ١٩٩١ وقام به مجموعة من كبار قادة الجيش على رأسهم اللواء محمد فارح عيديد وبعد هذا الانقلاب ذهب الرئيس سياد برى إلى نيجيريا وتوفي فيها عام ١٩٩٥.