x

صحف الغرب: مبارك يتحدى بخطابه.. وكلامه من «أب جريح» لأبنائه العاقّين

الإثنين 11-04-2011 14:27 | كتب: محمد عبد الخالق مساهل |
تصوير : آخرون

 

اهتمت الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية بخطاب الرئيس السابق، حسني مبارك، الذي بثته قناة «العربية»، قائلة إنه صدر من «أب جريح يخاطب أبناءه العاقين» في إشارة للثوار من الشعب المصري، موضحة أن تعليقاته تنم عن التحدي وأوضحت في تقاريرها، الاثنين، أن مبارك توعد بأن يقاضي من سعوا إلى تشويه سمعته، ناقلة رد فعل بعض المصريين، الذين وصفوا كلام الرئيس السابق بـ«المتغطرس» وأن قليلين هم من تأثروا برسالته

وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن مبارك نفى أن يكون قد نهب البلاد أو خبأ ثروة غير شرعية في حسابات مصرفية أجنبية أو أية عقارات.

ووصفت الصحيفة في تقريرها أن مبارك بدا في بعض الأوقات مثل «أب جريح يخاطب أبناءه العاقين» كما أنه ألقى باستقالته كـ«عمل من أعمال الوطنية».

وأشارت إلى أن الرئيس السابق لم يظهر مصورا بالكاميرا، كما بدا أنه كان يقرأ من بيان تم إعداده، ولكن نبرته خلال الخطاب المسجل بدت وكأن شيئا لم يتغير.

وأضافت الصحيفة أن الرجل الذي حكم ما يقرب من 80 مليون نسمة قرابة 30 عاما بدا وافر الصحة وساخطا على اتخاذ مصيره منحى عكسيا.

ولفتت إلى أن مبارك وعد، في خطابه المتحدي، بأن يتخذ إجراء قانونيا، إذا استلزم الأمر كي يدافع عن نفسه من تشويه سمعته، منبهة إلى أن كثيرا من المصريين شعروا بالاستياء إزاء بقاء مبارك وأسرته محاطين بحراسة مشددة في منتجع بمدينة شرم الشيخ، بينما أخذ المسؤولون المصريون ينفون كل يوم تقريبا «الشائعات التي تقول إن مبارك هرب من البلاد أو صار مريضا للغاية».

ورجحت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن يكون استدعاء النيابة العامة للرئيس السابق، حسني مبارك، والقبض على أحمد نظيف، رئيس الوزراء، خطوتين بهدف تهدئة «الإحباط العام المتنامي» بسبب «الخطوة المتلكئة» في مقاضاة مسؤولي النظام السابق على مخالفاتهم المالية.

وقالت الصحيفة في تقرير لها تحت عنوان «المدعون المصريون يسألون مبارك» إن هذه الخطوة، التي يتخذها المحققون تشير إلى «القوة المستمرة» التي تتمتع بها الحركة الاحتجاجية التي يقودها الشباب.

وأوضحت أن المحتجين أثبتوا أنهم مازالوا قادرين على استخراج مزيد من التنازلات السياسية من الحكومة وليس مجرد الاحتشاد بأعداد ضخمة فقط.

وقالت الصحيفة إن مبارك اختار يوم الأحد للإدلاء بتعليقاته الأولى للجماهير المصرية، مشيرة إلى أنه تعهد في رسالة، تم تسجيلها، السبت، وبثها الأحد الذي يليه على قناة العربية، أن يتعاون مع النيابة العامة، نافيا في الوقت نفسه امتلاكه هو أو أسرته أي حسابات أو أصول بالخارج.

ونقلت الصحيفة عن بعض قيادات المظاهرات رأيها بأن خطاب مبارك هو مشهد تحدٍ من جانب زعيم صاغ من نفسه نموذج «شخصية الأب» للشعب المصري، حيث قال شادي الغزالي حرب، أحد قياديي ائتلاف الثورة: إن هناك شعورا واسع النطاق بالإحباط من الأسلوب المتغطرس الذي تحدث به مبارك، وأعتقد أنه ربما حصل على وقت كاف لتعبئة أمواله والأصول التي يملكها في الشهرين الماضيين حتى يضمن أنه ليس هناك شيء يؤخذ عليه.

وأشارت الصحيفة إلى الإجراء الذي قامت به الحكومة السويسرية، حيث جمدت الأصول التي يملكها مبارك في 11 فبراير، الذي تنحى فيه، في حين أن مكتب النائب العام المصري طلب من السفارات الأجنبية تجميد أصول مبارك بالخارج، وذلك بعد تنحيه بعشرة أيام.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن نبرة مبارك في تعليقاته المسجلة تنم عن رجل مازال «مشدوها» من ظن بلاده به سوءا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الثورة كانت بطيئة في تحقيق النتائج التي توقعها الشعب، ومن ثم كانت المظاهرات التي جرى تنظيمها يومي الجمعة والسبت لتعجيل هذه العملية، موضحة أن الحشود المتظاهرة طالبت بالمحاسبة على حياة البذخ التي يحياها مبارك وأسرته في بلد يضرب الفقر أطنابه.

ونبهت إلى أن هناك شائعات منتشرة، لكن لم يتم التحقق من صحتها، بأن مبارك قام بتهريب ملايين والبعض يقول مليارات الدولارات في الخارج بينما يعيش ثلث الشعب المصري على ما يقل عن دولارين في اليوم، وهو الاتهام الذي سعى مبارك إلى نفيه في كلمته المسجلة.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إن «الأخبار التي أذيعت حول قيام مبارك بقطع قرابة شهرين من الصمت انتشرت سريعا بين حشود غفيرة من المتظاهرين في ميدان التحرير، ولكن قليلا منهم تأثروا برسالته».

وقامت هيئة الإذاعة البريطانية بجولة ميدانية استطلعت فيها آراء المتظاهرين حول خطاب مبارك، حيث قال طاهر عبد العزيز: «المصريون لا يصدقون كلمة مما قاله.. فنحن نعتقد أنه كاذب، وقد ننظم مظاهرة كبرى الجمعة المقبل».

في حين قال شريف برعي إن الجميع اعتبر كلمات مبارك «مزحة كبرى »، مضيفا : «أتمنى أن ننال منه، بوسعنا أن نتحدث عن المال لاحقا، ولكن لنتحدث عن سفك الدماء أولا وفساد النظام السياسي على مدار 30 عاما».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية