x

عقول مصرية: أحمد فرج على: «الفردية» تسيطر على البحث العلمي في مصر

المسؤولون عن البحث العلمي «ليس لهم علاقة بالعلم»
الأربعاء 17-01-2018 21:52 | كتب: محمد منصور |
الدكتور أحمد فرج الدكتور أحمد فرج تصوير : آخرون

تخرج الدكتور أحمد فرج على من كلية العلوم جامعة بنها، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من قسم الفيزياء، وحصل على درجة الماجستير في الفيزياء النظرية ودبلوم المركز الدولي للفيزياء النظرية بتريستا بإيطاليا في تخصص فيزياء الطاقات العالية ثم على درجة الدكتوراه من جامعة ليثبريدج بكندا في تخصص الفيزياء النظرية. حاز جائزة الدولة التشجيعية عام 2017، ويعمل حاليًا أستاذاً مساعدًا في جامعة بنها.

على أي أساس اخترت مجالك البحثي؟

أنا مهتم بأصول الأشياء. لا تعنيني كثيرا التفاصيل ولا تثير اهتمامي. لدي حدس إن كل شيء مهما تعقد هناك شيء بسيط يشرحه. قاعدة أو قانون أو علاقة بسيطة تغنينا عن الانخراط في التفاصيل.

تبدو التفاصيل لي مجرد رتوش على الحقيقة المجردة. فالحقائق أبسط ما يمكن .

كان لهذا الميل أثره في اختياري الفيزياء النظرية على الخصوص والتي تبحث في فهم أصل كل شيء وإيجاد صورة موحدة للأشياء التي تبدو لنا مختلفة. فوجدت في الفيزياء النظرية غايتي حيث انها تلاقت مع حدسي الذي يلازمني منذ صغري.

ما اهم إنجازاتك البحثية؟

منذ بداية عملي بالفيزياء النظرية قد نجحت في نشر ما يزيد عن 55 بحث في مجلات دولية مرموقة ذات معامل صدي مرتفع وتم الرجوع لهذه الأبحاث ما يزيد عن 1700 مرة أو ما نسميها استشهادات.

تعامل أبحاثي مع قضية توحيد إطار النسبية العامة مع فيزياء الكم وهل يمكن اختبار النظريات والنماذج التي تقترح هذا التوحيد أم لا.

الطبيعة التي نعرفها مبنية على نظريتين أساسيتين نظرية النسبية العامة والتي تشرح لنا فيزياء الجاذبية ومفاهيم الزمان والمكان. والنظرية الأخرى هي فيزياء الكم والتي تشرح لنا مفهوم الطبيعة على مستوي المسافات الصغيرة أو الطاقات العالية. يمثل لنا توحيد هاتين النظريتين الخطوط الأولي لإيجاز نظرية واحدة لفهم كل شيء مادي أو ما تعرف بنظرية كل شيء. إذ تمكنا من إنجازها سنكون على درجة عالية من الوعي بالطبيعة وكيفية التحكم بها وتسخيرها لأغراضنا.

حصلت على عدة جوائز منها جائزة الدولة التشجيعية ونوط الامتياز من الطبقة الأولي والذكر الشرفي بمؤسسة أبحاث الجاذبية بالولايات المتحدة. هذا بجانب جائزة الخرافي في الفيزياء وجائزة أمين لطفي من اكاديمية البحث العلمي.

كيف تتصور المستقبل في مجال تخصصك؟

أتصور إن المستقبل في أبحاث الجاذبية الكمية هو محاولة اختبار وجودها من خلال الاكتشافات الحديثة كموجات الجاذبية وكالمصادم الهادروني الكبير الموجود في معمل سيرن الأوروبي.

كيف تختلف منظومة البحث المصرية عن مثيلتها في الخارج؟

منظومة البحث العلمي في مصر هي منظومة فردية بامتياز أما مثيلتها في الخارج في جماعية وينكر دور الأنا فيها. هذا بجانب إن مصر مازالت تحكمها تلك القواعد القديمة التي تفضل الاقدميات على الكفاءة مما يشكل عامل طرد لكل شاب يعمل بكد في تخصصه.

ما هي اهم المعوقات التي تواجه البحث العلمي في مصر؟

أهم المعوقات التي تواجه البحث العلمي في مصر هي إن من يشرف على البحث العلمي بمصر ليس له علاقة بالبحث العلمي. يمكن بالتقصي قليلا لتجد إن هناك مسئولون كبار عن مؤسسات بحثية وأكاديمية بمصر وليس لهم بحث دولي واحد. فاقد الشيء لا يعطيه. كيف يشرف على البحث العلمي من لم ينجح فيه. ثانيا عدم وضوح هدف الدولة في اعتمادها على البحث العلمي ما ينعكس على ضألة الميزانية المخصصة له.

وكيف يمكن التغلب على تلك المعوقات؟

يبدأ الأمر في اعتقادي بوضع منهجية محددة لاختيار قيادات المؤسسات البحثية والأكاديمية بمصر تعتمد في الأساس على السجل البحثي للمتقدمين كأولوية قصوي

ثانيا يجب إن يكون للدولة هدف واضح ومحدد من خلال البحث العلمي في شتي المجالات البحثية ويجب إن تكون هناك مراجعة من الدولة لما تم إنجازه من أبحاث وكيفية تفعيل هذه الأبحاث والمتابعة عليها والاستثمار فيها. ربما نتمكن إن يشكل البحث العلمي جزء من دخلنا القومي كشأن الدول المتقدمة. أتمنى إن يكون البحث العلمي أولوية قصوي للقائمين على الأمر بمصر. فليس لنا مكانا في عالم الغد بدونه

وما هي نصيحتك لشباب الباحثين في مصر؟

تعلم العلم ومنهج العلم فهو الوسيلة الوحيدة التي ارتقت بالإنسانية من صراعات الخرافات. ارتقي بعقلك وتجرأ على التفكير والنقد. فهما الوسيلتان الأساسيتان لمنهج العلم. اجعل منهج العلم منهج لحياتك ولا تظن إنه قد يأتي يوما وينتهي شغفك فكلما تعمقت في العلم كلما صرت في حاجة أكثر لطلبه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية