شهدت منطقة آثار الهرم «جريمة سرقة» بأحد مقابر موقع جبانة العمال بالجبل القبلي، التي تم افتتاحها للزيارة في نوفمبر الماضي وذلك لأول مرة منذ اكتشافها عام 1990 على يد الدكتور زاهى حواس، عالم الآثار المصري ووزير الآثار الأسبق، لتشير مجددا إلى استمرار إهمال المسؤولين بوزارة الآثار تجاه الحفاظ على الآثار المصرية.
وعلى الرغم من تكتم وزارة الآثار على واقعة السرقة، إلا أن «المصري اليوم» علمت من مصادر مطلعة أن السرقة تضمنت سرقة جزء من باب وهمي لمقبرة «نفر ثث» بمقابر العمال بناة الأهرام بمنطقة آثار الهرم.
ومقبرة «نفر ثث» تخص المشرف على القصر الملكي، وكانت في حالة جيدة من الحفظ، وكان يوجد بها بابان وهميان وجدرانها ما زالت تحتفظ بالنقوش، وذلك بحسب بيان أصدرته وزارة الآثار في نوفمبر الماضي.
وأوضحت المصادر أن واقعة السرقة قد تمت فجر يوم السابع من يناير الحالي، وتضمنت سرقة جزء من باب وهمي لمقبرة «نفر ثث».
وأضافت المصادر أنه أثناء عملية تسليم وتسلم الحراس التي تجري بين الوردية الثالثة والوردية الأولى تم اكتشاف واقعة السرقة، وعدم تواجد جزء من المقبرة، والإجراء العقابي الوحيد الذي اتخذته وزارة الآثار هو نقل المسؤول الثالث وهو مدير الأمن الإداري، محمد فتحي منصور- الذي يعمل بمنطقة آثار الهرم منذ 12 عاما- من مكانه بالأهرامات للعمل مفتش آثار بمنطقة آثار إمبابة، بينما تركت المسؤول الأول عن منطقة الهرم الأثرية وهو أشرف محيي الدين، مدير منطقة آثار الهرم، والمسؤول الثاني وهو نائبه الدكتور وائل فتحي، دون أدنى عقاب أو حتى تحقيق.
وحصلت «المصري اليوم» على صورة من قرار النقل الذي لم يذكر أن عملية النقل تمت كرد فعل لواقعة السرقة بل أكد القرار أنه لصالح العمل للتستر على الواقعة.
وحاولنا الحصول على رد من المسؤولين الرئيسيين عن منطقة آثار الهرم، أشرف محيي الدين، مدير منطقة آثار الهرم، أو الدكتور وائل فتحي، نائب مدير منطقة آثار الهرم، لكنهما لم يجيبا على اتصالاتنا.
لكن الدكتور أيمن عشماوى، رئيس قطاع الآثار المصرية، قال إن واقعة السرقة كانت لقطعة صغيرة من الباب الوهمي لمقبرة «نفر ثث»، وتسلمناها اليوم من النيابة وتم ترميمها ووضعها في مكانها بعد ترميمها.
وأكد عشماوي لـ«المصري اليوم»، على أنه تم تقديم الجاني للنيابة، موضحا أنه من أحد سكان منطقة نزلة السمان. وأضاف عشماوي أن الجاني كسر قطعة تصل لحوالي 30 سنتيمتر من الباب الوهمي للمقبرة، إلا أنه تم ترميمها.
كان عشماوي، قد قال في تصريحات صحفية سابقة له، إن موقع جبانة العمال تم تطويره وتجهيزه بما يتلائم مع قيمته التاريخية والأثرية لتسهيل عملية الزيارة، كما تم وضع اللوحات واللافتات الإرشادية باللغتين العربية والإنجليزية، مؤكدا على أنه تم طرح تذاكر لزيارة الجبانة لتشمل دخول 3 مقابر هي مقبرة «بتاح شبسس»، ومقبرة «نفر ثث»، و«بتتى»، بحد أدنى 5 أفراد في الزيارة الواحدة على أن تكون الزيارة تحت إشراف أثرى من منطقة آثار الهرم.